فى عيد الثورة لماذا لم نحتفل بجمال عبدالناصر.. بطل التحرر من الاستعمار فى بلدان العرب وأفريقيا.. كما احتفلت جنوب أفريقيا بالزعيم نيلسون مانديلا.. محررها من النظام العنصرى.. ولماذا لم نقم تمثالاً لعبدالناصر فى ميدان التحرير.. مع رفاقه أحمد بن بيلا وياسر عرفات.. ونكروما، وسنجور، وسوار الذهب ومانديلا. لماذا لم نعد لفيلم سينمائى عالمى.. مثل فيلم عمر المختار.. يحكى تجربة عبدالناصر مع أبناء جيله من ضباط الجيش المصرى.. الذين حملوا أرواحهم على أكفهم فى حرب فلسطين وحصار الفالوجا... وفى ليلة القيام بالثورة.. حتى يتواصل الجيل الحاضر مع جيل نصر أكتوبر مع جيل ثورة يولية.. ولا يتوهم شبابنا فى الحاضر.. أنهم نبت شيطانى ليس له جذور.. لقد احتفلت الصين بفانوس رمضان الذى قدمته لنا هذا العام.. وضعت فى داخله تمثالاً للنجم الكروى «أبوتريكة».. مع أغنية تقول له.. أبوتريكة يافنان إلعب كمان كمان.. وهات أجوان.. وكان الأجدر بنا أن نغنى لعبدالناصر فى ليالى رمضان.. ونحن نبحث عن موائد الرحمن.. إننا نواصل طريقك فى مساعدة الفقراء كمان وكمان.. طريق مجتمع الكفاية والعدل.. لأن الديمقراطية السياسية لا تغنى عن الديمقراطية الاجتماعية.. حتى لا يبيع الفقير المحتاج صوته فى الانتخابات.. وبدلاً من أغانى الواوا والحمار.. التى يرددها شبابنا خفيف الوزن فى هذه الأيام.. نغنى مع صلاح جاهين وسعاد حسنى «للواد التقيل».. الواثق من نفسه.. المنتمى لوطنه.. وبدلاً من افتعال خصومة بين عبدالناصر والسادات.. نجمع بينهما فى فانوس رمضان.. لأنهما أبناء تجربة واحدة.. فالديمقراطية الاجتماعية هى المقدمة الطبيعية للديمقراطية السياسية.. وكلاهما عبدالناصر والسادات اجتهد فى ظروف عصره.. عبدالناصر فى عصر التحرر من الاستعمار.. والسادات فى عصر العولمة والانفتاح. يقول السادات فى داخل فانوس رمضان.. وهو يلقى الكرة فى ملعب عبدالناصر.. أنا جبت أجوان فى حرب رمضان ومبادرة السلام.. فيجيب عبدالناصر وهو يسدد الكرة نحو السادات.. وأنا حققت الاستقلال وأممت القناة وبنيت السد العالى وأنصفت الفقراء.. وأنت تسرعت فى خطوات الانفتاح.. وبيع القطاع العام.. فظهرت عائلات أصحاب المليارات.. ويعود السادات إلى تحدى عبدالناصر.. وأنت تماديت فى الخصومة مع الغرب.. ولا صوت يعلو على صوت المعركة.. والاتجاه نحو آسيا وأفريقيا.. فى كتلة عدم الانحياز.. فعزلتنا عن التقدم فى العلم والتكنولوجيا.. الذى حققه الغرب فى النصف الثانى من القرن الماضى.. فيقول عبدالناصر.. كنا ننتظر منك فى عصر الانفتاح.. أن تجيب أجوان.. كما فعل علماؤنا فى الخارج مثل أحمد زويل.. ولكن الأجوان دخلت مرمانا بسبب الاستيراد والاعتماد على الخارج.. ولم نستفد من مئات القنوات الفضائية التى دخلت بيوتنا.. استخدمناها فى التسلية.. وملايين الموبايلات التى نحملها فى أيدينا.. لمجرد الثرثرة.. وشبكة الإنترنت التى تحولت إلى مواقع إباحية.. ويقول السادات.. أنا جبت أجوان عندما دخل التليفزيون فى القرى والأحياء الشعبية.. فيرد عليه عبدالناصر.. التليفزيون سلاح ذو حدين.. يستطيع أن يدمر الشخصية بالبرامج السطحية وألعاب الحواة والكاميرا الخفية.. كما يستطيع بناء الشخصية بالتربية الوطنية واللغة القومية والاعتزاز بالرموز التاريخية والبرامج العلمية.. وإذا كان الناس ينحون باللائمة على جهاز التعليم.. فأنا لا أعفى جهاز التليفزيون من المسئولية.. لأنه يقوم بالتربية.. وتستمر المباراة بين الزعيمين فى حوار حول تجربة ثورة يولية.. يخصب حياتنا السياسية والاجتماعية.. وفى كل مرة يردد الجميع لكل واحد منهما.. بندعيلك تجيب أجوان كمان وكمان.. بعد انطلاق مدفع الإفطار.. وطوال ليالى شهر رمضان.