سيعود 700 شاب وفتاة من أبناء الجاليات المصرية فى 13 من الدول الأوروبية وأمريكا إلى بلادهم الثانية حيث يعيشون ويتعايشون ويدرسون ويتفاعلون مع أقرانهم من أبناء الجاليات المصرية فى هذه الدول، ومع أبناء هذه المجتمعات بكل العادات والتقاليد والثقافات المختلفة التى تفرض أسلوبا وسلوكا وطرقا فى التفكير والاختيار أيضا مختلفة. وبلا شك ستكون يوميات هذه الرحلة إلى مصر والمشاركة فى المؤتمر الأول لأبناء المصريين فى الخارج محورا للنقل والجدل والنقاش بينهم وبين أقرانهم فى البلد الثانى، سواء فى لقاءات مباشرة فى المدارس والجامعات أو عن طريق وسائط الاتصال السريع بين الشباب وبعضه والمستخدم بكثافة على الإنترنت والفيس بوك والتويتر وأيضا «البلاك بيرى». وفى هذا السياق يمكن قياس قيمة الهدف من المبادرة بعقد هذا المؤتمر ودعوة هؤلاء الشباب إلى زيارة الوطن الأم والاحتفاء بهم كأبناء ليسوا بعيدين عن عقل الوطن ولا وجدانه .. ولا حرصه على التواصل معهم بأى شكل وفى أى صورة وعلى أى من المستويات .. بدعم قوى ومتواصل من الرئيس مبارك .. ورعاية دءوبة من السيدة الأولى سوزان مبارك التى التقت بالشباب فى مكتبة الإسكندرية وتحدثت إليهم واستمعت لهم ونقلت لهم مجموعة من القيم الأصيلة التى تربط الشباب المغترب بالوطن الأم بعد أن أكدت على حجم الإنجاز الذى تحقق فى مصر بما يجعلهم يفخرون ويفاخرون بالوطن الأم وعمله وجهده وسعيه إلى الارتقاء فى شتى المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. وأن الأحلام تتحقق بالإرادة الصلدة والنوايا المخلصة الشريفة. وفى هذا السياق أيضا يمكن قياس حجم النتائج غير المباشرة من تحقق التواصل المباشر بين شباب المصريين فى الخارج والوطن الأم الذى بادر بدعوتهم فجاءوا إلى مصر ومنهم من يراها ويمشى فى شوارعها ويتعامل معها وجها لوجه لأول مرة .. بما يتيح صورة أخرى قد تختلف إجمالا وتفصيلا عن الصورة المطروحة فى البلد الثانى. وهى الصورة التى نعلم جميعا أنها تتأثر بحسابات وأجندات وأهداف خبيثة .. فمصر ليست فقط الأهرامات ولا الأحياء العشوائية ولا الفقر المدقع ولا الاحتقان المستمر على وجه وسلوك المصريين والتى تتعمد شاشات بعض المحطات التليفزيونية الأمريكية والأوروبية تصويره على أنه حقيقة مستمرة .. وتنقله بعض أفلام هوليوود ومسلسلاتها فى مشاهدها. وقد طاف الشباب من أبناء المصريين فى الخارج عدة محافظات فى بر مصر فى الشمال والجنوب .. فى الدلتا والصعيد .. وقد شاهدوا رؤى العين مصر الحقيقية فى جميع صورها .. وتفاعلوا مع ناسها بمختلف طبقاتهم الاجتماعية. والنتائج المباشرة فى حجم الإتاحة للمعلومات الدقيقة عن مصر الدولة والمجتمع ومن مصادرها بشكل مباشر فى لقاءات شباب مصر فى الخارج بكبار رجال الدولة من وزراء ومسئولين ورجال دين إسلامى ومسيحى .. عن طبيعة الإصلاحات التى تشهدها مصر .. اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. فوضعت أمامهم الحقائق بلا تشويش ولا أجندات ولا تصفية حسابات ولا أهداف خبيثة .. بداية من نظام التنسيق فى الثانوية العامة وكيف أنه نظام عادل يحدد طبيعة القبول فى الجامعات على أساس التفوق وليس شيئا آخر .. حتى تعديل الدستور الكتاب غير المقدس الذى يمكن تعديله ولكن فى حالة الاحتياج المجتمعى وليس بناء على رغبة أشخاص، د. البرادعى أو غيره .. وأن الأبواب مفتوحة أمام الطموح السياسى لأى مصرى بشرط الالتزام بالقانون والقواعد العامة التى تحكم الحياة السياسية فى مصر .. مرورا بطبيعة العلاقة بين شركاء الوطن مسلمين ومسيحيين. لقد استمع الشباب إلى هذه المعلومات ممن يملكون المعلومات ولديهم كل تفاصيل الصورة فى لقاءات مباشرة مع الوزراء والمسئولين والسياسيين وكبار رجال الدولة ورجال الدين الإسلامى والمسيحى. حوار مباشر .. وجها لوجه .. طرح فيه الشباب كل الأسئلة والتى كانت بطبيعتها ملخصا لما تنقله إليهم الأجندات الخبيثة والبرامج الليلية الفضائية مصرية وعربية وأيضا الجروبات على ال «فيس بوك» .. واستمعوا إلى كل الإجابات الموثقة والشروح الدقيقة والأمثلة التى فى متناول اليد لمسا ورؤية ومعايشة .. بلا تشويش ولا تضليل ولا استهداف شرير. ومن ثم ونحن نثمن هذه المبادرة وهذا المؤتمر الذى أتاح تحقق هذه الوسيلة المباشرة فى الاتصال والتواصل بالشباب المصريين فى الخارج كظهير مهم يروج لحقيقة الصورة فى وطنه الأم ويتحدث باسمها واثقا فيه فخورا به .. يشرح لها ويرد عنها .. بالمعلومات الموثقة والحقيقة المجردة. لا نريد أن يتوقف الاتصال والتواصل عند هذا الحد .. وإنما نتصور أن تتسع دائرة التواصل وتتعدد قنواتها بأشكال مستديمة .. لا تفوت شهرا أو يوما أو حتى ساعة واحدة .. وأن تتسع الدعوة لأعداد أكبر من الشباب المصرى فى الخارج .. ويأتى من لم يأت فى المرة السابقة .. وألا يقتصر الأمر على مؤتمر واحد فى السنة، بل اثنين وربما ثلاثة .. تعظيما للتواصل الذى بدأ .. وتعميقا للفائدة التى تحققت للشباب ولمصر.