بدأت معه وتألقت فيه مذيعة ومسئولة وقدمت برامج مهمة ارتبطت بهموم المواطن المصري.. في حوارها معنا تحدثت ملك إسماعيل عن تجربتها الإعلامية ورؤيتها لدور الإعلام ومشوارها الإعلامي الذي امتد لأربعين عاماً. تقول ملك إسماعيل: كانت بدايتي الإعلامية بالتحاقي بكلية الآداب قسم صحافة والذي تخرج فيه مجموعة كبيرة من الإعلاميين منهم من عمل بالتليفزيون وآخرون بالصحافة مثل همت مصطفي وسميرة الكيلاني وسعد نجيب ومحمد أمين حماد وصلاح عمرو وغيرهم الكثير. ثم عملت كمذيعة ربط بالقناة الثانية في البداية ثم في برامج إضافية وتفرغت بعد ذلك لتقديم البرامج حيث تدرجت ككبير مقدمي البرامج الجماهيرية ثم نائب رئيس القناة الأولي ثم رئيس القناة الأولي حتي نائب رئيس التليفزيون وقدمت العديد من البرامج التليفزيونية والتي كان أشهرها خلال 15عاماً برنامج (علي الطريق). وتضيف ملك إسماعيل: أهم ما كان يميز هذه البرامج أنها كانت بمثابة فرد من الأسرة ومعايشة لكل أحواله وظروفه وقائمة علي حلها دون تزييف أو استعراض. فمثلاً برنامج (علي الطريق) مازال عالقا بذهن جيل كامل حيث كان البرنامج يصل إلي الشارع والأحياء والمحافظات وكل المواقف ويناقش ويبحث في كل ما يهم الشارع والمواطن المصري في جميع القضايا والموضوعات بداية من اللبن المغشوش والقمامة وتجريف الأراضي إلي أكياس الدم والأدوية الفاسدة. وتري ملك إسماعيل أن من أهم أسباب نجاح هذه البرامج أننا كنا نعيش برامجنا بأنفسنا فمعظمنا كان ينزل بنفسه إلي مواقع الأحداث بدون الاعتماد علي طاقم الفريق الخاص بالإعداد والذي يقوم برصد الوقائع وهذا ما جعلنا أكثر صدقاً وانفعالاً وفهما للموضوع وأصبحت هناك حالة واقعية من التأثير والتأثر المتبادل بين مناقشة القضية إعلامياً ووجودها الحقيقي واحساس الناس بها. والآن مع التكنولوجيا والتطور أحياناً ما تفقد البرامج قيمتها الهامة في عرض القضايا وطرحها بصورة حقيقية مما يفقد حلقة الثقة بين الملتقي الإعلامي ومن هنا يجب إعادة التفكير في كيفية استغلال هذه التكنولوجيا جيداً دون إفساد الذوق العام. وإمعان النظر في نجاح برامج زمان واستمراريتها رغم افتقارها لكل هذه المظاهر التكنولوجية. أهم ما اعتمدت عليه برامجنا سياسة الرأي والرأي الآخر والحيادية التامة في طرح القضايا ومناقشتها وطرح جميع جوانب المشكلة. وما يؤسفني الآن هو بعض البرامج وما يتم فيها من مناقشات هي أقرب لصراعات قبلية ونادراً ما يكون هدفها إيجاد الحلول والبحث في أطراف القضية بل الاكتفاء بنشر سلسلة من الكوارث والقضايا وتبادل الاتهامات ويظل المذيع متمسكاً بصورته كبطل أسطوري وليس كفرد من الشعب وهذا أكبر الأخطاء التي يقع فيها الجميع. - خبرة 40 عاماً وتقول ملك إسماعيل: رغم أنه لم تكن تتوافر لدينا الإمكانيات المادية إعلامياً إلا أننا اعتمادنا الكلي كان قائماً علي فكرة الاعتدال سواء في الشكل أو المظهر أو تبسيط الفكرة كي تصل إلي كل من يشاهد ويتابع هذه البرامج الجدية، كذلك كانت لدينا الأفكار والخبرة والقدرة علي تناول الموضوعات وإعدادها جيداً. وبعد هذا المشوار الطويل نكون أدينا واجبنا تجاه هذا المجتمع وأفراده بنشر حالة من الوعي والثقافة ومازال لدينا القدرة علي العطاء لتدريب الأجيال المقبلة وإعطائها الخبرة والرأي وكذلك لدينا القدرة علي الإعداد والتخطيط والمشاركة في اختيار مذيعين ومذيعات أكفاء والاستفادة من تجاربنا ومشوارنا الإعلامي بما سيعود بالنفع علي هذا الصرح الإعلامي التليفزيوني.