حادث غرق بنات المعادي في قارب صيد يثير أكثر من سؤال: 1- أين البيت المصري، أين الآباء والأمهات، أين المسئولية عن تصرفات البنات؟ 2- هل تعرف أي أم من الثكالي اللواتي فقدن زهرات العمر ما نوع هذه «الركوبة» وما خطورتها في النيل؟ 3- كيف يحمل قارب صيد 22 بنتا في عرض النيل؟ أليست سلوكيات الناس تتحمل نصف المسئولية؟ أليست الرغبة في المرح والهرجلة تحول الأمر إلي مأتم في غيبة رقابة بيت يتحري ويتقصي خوفا علي فلذات الأكباد؟ 4- كيف يسمح لفتي في العشرين بقيادة مركب «صيد» يسخره للنزهة في النيل؟ هل هو مولد، ملوش صاحب؟ 5- كيف ترقص الفتيات في القارب دون أن ينبههن أحد إلي أن هذا سيفقد المركب الصغير توازنه؟! 6- هل أستطيع أن أقول إن هناك «رقابة» علي قوارب الصيد المستخدمة في النزهة والتريض أم أن المسألة سداح مداح واللي يموت، يموت؟ 7- قفز الفتي بعد أن استمتع برقص البنات واختل القارب وغرقت البنات ونجا هو، بينما الأمهات الثكالي ينتظرن الجثث علي الشاطئ، وقبل محاكمة «الولد» عن استخدامه القارب برخصة منتهية، من يراقب النيل وما يجري علي صفحة مياهه، خصوصا أن بعض السياح يروق لهم التنزه في النيل. وغرق سياح في نيل مصر يضرب السياحة في مقتل. فمن بيده التحكم والرقابة علي المراكب العائمة علي النيل؟ 8- ماذا يجدي حبس الفتي الصغير سائق القارب المنكوب 4 أيام أو 4 أشهر بينما 7 بنات في عز شبابهن هبطن إلي قاع النيل وانتشلتهن فرق الإنقاذ. والاتهام الموجه للفتي «تهمة القتل الخطأ» وهي جنحة وليست جناية، ومهما صدر من أحكام، فلا فائدة، فسوف يتكرر الحادث مرات. 9- إلي متي سنظل أسري لنظرية «الإيقاظ بالكوارث». توقظنا الكارثة من النوم، وبعدها نفيق؟ و.. ندفع الثمن من أرواح المصريين! «هل تصاب الذاكرة بعوامل التعرية، وتتآكل كما تتآكل قمم الصخور والجبال؟ هل تصاب بالارتباك أحيانا فتقلب حياة إنسان رأسا علي عقب؟ هل يمكن أن يسقط ملف كامل يحمل حياة إنسان بكل تفاصيلها من «الهارد ديسك» الإلهي الذي خلقه الله لنا كأعظم معجزة تستعصي علي إدراك البشر»؟! هذه هي السطور الأولي من رواية الكاتبة نوال مصطفي المعنية بلعبة الزمن.. بدأت في قراءتها مستمتعا بأسلوبها الراقي في زمن سادت فيه الأساليب الركيكة والحبكات القصصية الهزيلة. وسوف أعود للكتابة عن «الزمن الأخير» رواية نوال مصطفي. المحبة أطول عمرا من الحب: قناعة شخصية. هاني رمزي: قناة كوميدي كاملة.