مع ذكرى الإسراء والمعراج يتكرر فى كل عام التذكير بأن المسجد الأقصى المبارك مازال أسيرا فى قبضة الاحتلال الإسرائيلى منذ 43 عاما، ومازال اليهود يتحركون بخطوات متتالية على طريق التخلص من المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه، هذا فى الوقت الذى يتعامل فيه العالم العربى والإسلامى مع هذه القضية بفتور أقرب إلى النسيان. فى كتاب «المسجد الأقصى.. أربعون عاما من الاحتلال» الذى صدر عن «مركز الإعلام العربى» يطالب الشيخ «رائد صلاح» رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى، الفضائيات بالمبادرة بإجراء مسابقات ثقافية وفنية حول ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلى ضد المسجد كنوع من تنشيط ذاكرة الناس حول خطورة قضية المسجد الأقصى التى ستصبح مفروضة على الجميع شئنا أم أبينا، لأن إسرائيل ما زالت تتحرك بالفعل على طريق بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى. ويقترح الشيخ رائد صلاح أن تلزم الفضائيات نفسها بالحديث عن القدس والمسجد الأقصى فى كل نشرة أخبار وفى أكبر قدر ممكن من سائر برامجها، وستجد الفضائيات أن هناك إجراءات تتخذها إسرائيل يوميا ضد المسجد الأقصى على الأرض لابد من تسليط الضوء عليها، سواء الجديد فى الأنفاق التى تحفرها تحته ومن حوله، أو الكنس اليهودية التى تطوقه وتتم إقامتها فوق أراضى أوقاف إسلامية، مع ضرورة أن تتضمن الأخبار المتعلقة بتهويد القدس والتصميم الإسرائيلى على مواصلة الاستيطان فى الأرض المباركة، ضرورة التأكيد على أن هذا كله يصب فى مخطط إسرائيل للتخلص من المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه. فلقد وصل نسياننا للمسجد الأقصى إلى أن نجح الإعلام الصهيونى فى جعل صورة المسجد الأقصى ملتبسة عند المشاهدين حيث يصر البعض على أن قبة الصخرة هى المسجد الأقصى ويظن البعض الآخر أن الجامع القبلى ذا القبة الرصاصية هو وحده المسجد الأقصى ، فى حين أن كليهما جزء من المسجد الأقصى. يا عالم، يا مسلمين: المسجد الأقصى مثله مثل المسجد الحرام هو كل ما فى داخل الأسوار من منشآت وساحات. قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى، والجامع القبلى الذى يختصه البعض وحده باعتباره المسجد الأقصى هو فقط جزء من المسجد الأقصى، إنما كل ما فى الأمر أنه له خصوصية متميزة باعتباره المكان الذى يقف فيه الإمام، وخصوصية أن موقعه يساعد المصلين فى الساحات كى يتعرفوا منه على اتجاه القبلة. ساحات المسجد الأقصى المكشوفة التى يطلق عليها البعض تسمية الحرم القدسى هى فى الحقيقة تمثل جزءا من المسجد الأقصى. فالإسرائيليون يتظاهرون بأنهم يريدون أن يأخذوا جزءا من هذه الساحات دون المساس بالمبانى، لكنها حيلتهم المعتادة فى الدخول ووضع أقدامهم فى جزء كى ينقضوا منه على كل المكان مثلما فعلوا من قبل فى الحرم الإبراهيمى حيث بدأوا بالتظاهر بأنهم يريدون الدخول لزيارة قبر أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم «عليه الصلاة والسلام»، ثم بالتدريج بدأوا يؤدون صلواتهم فى جزء من المسجد أثناء الزيارة، وخطوة خطوة أدخلوا إلى المسجد متطلبات للصلاة اليهودية إلى أن أعلنوا المسجد الإبراهيمى مؤخرا جزءا من التراث اليهودى. فانتبهوا يا مسلمين لمسرى نبينا الذى ربط الله سبحانه بينه وبين المسجد الحرام صراحة بنص القرآن الكريم.