شبح الانهيارات يثير الرعب فى دول الاتحاد الأوروبى.. بعد أزمة اليونان التى كادت تشهر إفلاسها، وفى الطريق المجر وأيضا إسبانيا، مما أدى إلى سيطرة المخاوف بين الأوروبيين خاصة أن صور انهيار البنوك وكبرى المؤسسات الأمريكية التى تهاوت مع بداية الأزمة المالية العالمية تداعب عيونهم، وحتى بريطانيا التى تملك اقتصادا قويا وراسخا شعرت بمخاطر، وبدأت تطبق سياسات تقشف واسعة، وظهر الموظفون الإنجليز على شاشات الفضائيات يصرخون من الآثار السلبية للتقشف على حياتهم اليومية، ويتساءلون: كيف نعيش؟! هذه الأحداث أعادت إحساس الصدمة والرعب من آثار الأزمة المالية العالمية التى اعتقد الكثيرون أنها انتهت، ولكن ما يحدث حاليا فى دول الاتحاد الأوروبى يؤكد أن الأزمة لاتزال مستمرة، وشبح الانهيارات يهدد المؤسسات المالية الأوروبية، ونحن فى مصر لسنا فى مأمن من هذه الأزمة التى تواجه دول الاتحاد الأوروبى، لأن الاتحاد الأوروبى هو الشريك التجارى الأول لمصر، نسبة كبيرة من الصادرات المصرية تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبى بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة بين مصر والاتحاد الأوروبى، مما يعنى أن الصادرات المصرية لأوروبا ربما تواجه أزمات فى الفترة المقبلة وأيضا 70% من السياحة الوافدة إلى مصر تأتى من دول الاتحاد الأوروبى خاصة ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا، مما يعنى أنه لو فشلت محاولات إنقاذ اقتصادات دول الاتحاد، فسوف تطول الأزمة الجميع ونحن معهم، لهذا نتساءل عن خطط الحكومة المصرية للتعامل مع هذه الأزمة التى لو تفاقمت فسوف تترك بصمات سلبية على الصادرات والسياحة المصرية، وهل توجد خطط أم سوف نترك الأمور للمصادفة والعشوائية؟!