قتامة المشهد المأساوي الذي خلفه الاعتداء الإسرائيلي الهمجي علي أسطول الحرية دفعت كثيرًا من الأصوات في الوسط الغنائي للخروج عن صمتها، مستنكرة هذه الجريمة التي لن ينساها التاريخ مهما مرت الأيام. ورغم وجود فريق ينظر بشكل تشاؤمي في عدم جدوي أي مبادرات فنية تضامنًا مع أهل القدس أو دعمًا لأطفال غزة فإن هناك فريقًا آخر يري أن هذه المبادرات أفضل بكثير من الصمت أو الاكتفاء بدور المشاهد في حسرة لما يجري للشعب الفلسطيني المغلوب علي أمره. في البداية أكد المطرب محمد حماقي: جميع المصريين والعرب يستنكرون هذا العدوان الإسرائيلي الجبان» مما يتطلب تضافر جميع الجهود العربية لدفع الظلم الواقع علي الفلسطينيين وتحديداً لكسر الحصار الجائر علي قطاع غزة، كما يتطلب من جميع الفنانين بكل فئاتهم اتخاذ موقف إيجابي تجاه ذلك. وأضاف: أفخر أنني شاركت منذ سنوات في أوبريت «القدس هترجع لنا» كما قمت بغناء وتلحين أغنية عن القدس بعنوان «التار قريب» من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر. ويستكمل: اتخذت مبادرة منذ عام ونصف العام للغناء في استاد أريحا بالضفة الغربية، لدعم أطفال غزة، لكنني فوجئت بجبهة مناهضة لهذه المبادرة تحاول اتهامي بالتطبيع مع إسرائيل رغم وجود جبهة مضادة لها كانت تساندني في صدق نيتي أي في الهدف من القيام بهذه المبادرة وهو دعم أطفال غزة. وتابع قائلاً: فوجئت أيضاً بأكثر من 43 ألف رسالة تحذيرية من القيام بهذه المبادرة من داخل فلسطين نفسها بما يؤكد أن الحفل سيحضره إسرائيليون مما دفعني إلي التراجع . وشدد حماقي: في ظل سخونة الأحداث الجارية في فلسطين أرفض تمامًا العمل بمنطق استغلال الهوجة مثلما يفعل مطربون آخرون من أجل الدعاية المجانية لأنفسهم. موقف متضامن وفي المقابل حكي المطرب حمادة هلال عن تجربته الجريئة في الغناء في استاد أريحا بالضفة الغربية قائلاً: لا أستطيع أن أصف سعادتي بهذه التجربة التي حققت من خلالها أمنيتي في زيارة أرض الرباط«فلسطين» والتي قررت الذهاب إليها العام الماضي ، كذلك سعيت لأن تكون الأغاني التي قدمتها في الحفل الغنائي وسيلة لإعلان موقفي المتضامن مع الشعب الفلسطيني . وشدد المطرب المصري: أرفض اعتبار زيارتي إلي فلسطين للغناء في مدينة أريحا تطبيعًا مع إسرائيل، لأنها كانت زيارة لبلد عربي وحُر بأهله الذين تهفوا قلوب المصريين تجاههم، إضافة إلي أن الحفل لم يحضره إسرائيلي واحد بل حضره العديد من الشخصيات الفلسطينية الوطنية والجماهير الفلسطينية . خطوة استباقية الموسيقار حلمي بكر أشار: تجاه هذا الحادث المأساوي لابد أن يكون لدي كل فنان مصري أو عربي رد فعل قوي شرط أن يتم ذلك من خلال عمل جماعي وليس فرديًا بالطريقة التقليدية «الساذجة» التي أرفضها لأنها تدخل في إطار السبوبة الفنية أي لابد أن يقوم الفنانون أو المطربون بخطوة استباقية من خلال أعمالهم الغنائية للتعبير عما سيحدث وليس ما حدث عبر أغان أقل ما توصف بأنها أغان للتعازي، إضافة إلي ضرورة التعبير بأكثر من لهجة مثلما فعلت في أوبريت «الحلم العربي» وأكثر من لغة لكي تصل الرسالة الفنية للعالم كله. وتساءل حلمي: لماذا لا نقوم بدعوة المطربين والأجانب المؤيدين لفك الحصار عن غزة والرافضين للأعمال الوحشية التي تقوم بها إسرائيل، لتقديم أوبريت غنائي متكامل عن القدس بمشاركة مطربين مصريين وعرب لشحذ الهمم ضد المحتل الإسرائيلي، وبالتالي في هذا التوقيت يصدقك العالم كله وسوف يشاركك وجدانياً وسوف نستطيع أن نعلنها بقوة بأن الفن يستطيع أن يلعب دوراً مهمًا في هذه القضية المصيرية «قضية فلسطين» وأن ما تفسده السياسة يمكن أن يصلحه الغناء. وكشف الموسيقار المصري: للأسف الشديد اتخذت من قبل مبادرة إيجابية تعبيراً عن الهم العربي المناهض للسياسة الإسرائيلية العدوانية في توقيت ضرب غزة العام الماضي من خلال أوبريت «كلنا بنكمل بعض» اشترك به 14 مطربًا ومطربة مصريين وعرب لكنه لم يظهر حتي الآن لأنه محجوز في أرفف «الأرشفة الإجبارية» في التليفزيون المصري بلا أمل في عرض هذا الأوبريت . بكره إسرائيل الشاعر إسلام خليل كشف عن مفاجأة قال عنها: تأثرت كثيراً بما حدث لأسطول الحرية، الذي كان يحمل مساعدات إنسانية لشعب فلسطين المحاصر، حتي إنني بصدد التحضير لأغنية تعبر عن هذا الحادث المأساوي باسم «أسطول الحرية» وسوف يقوم بغنائها المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم. وأوضح خليل: الأغنية الجديدة التي سأقدمها ليست الأولي في مجال كتاباتي الغنائية عن القدسوفلسطين ولبنان والعراق حتي أعتقد أنني أكثر الشعراء تقديمًا لهذه النوعية من الأغاني بما يتعدي 25 أغنية أشهرهم «أنا بكره إسرائيل» التي لاقت صدي كبيرًا وصل إلي إسرائيل نفسها من الداخل كذلك أغنية «الصورة والكتابة» وغيرها. وأضاف: لا أستطيع أن أصف سعادتي بأنني استطعت أن أصل من خلال الأغاني التي أقدمها إلي المواطن المصري والعربي البسيط لتعريفه بالقضية الفلسطينية . واختتم الشاعر المصري: أري أن توجيه جهودنا المعنوية والمادية لمناصرة القضية الفلسطينية في أعمال فنية حقيقية من خلال أوبريتات ومسرحيات غنائية أفضل بكثير من إنفاق الملايين علي أفلام سينمائية سطحية لا ترقي إلي الفن الهادف.