(ياواد.. يابنت اقفلوا الحنفية اللى عمالة تنقط من الصبح)... صحيح ولاد قرود، هما ماسمعوش إن بكرة نقطة المياه هتبقى أغلى من الزيت الحار، خصوصاً بعد اللى بيحصل دلوقتى مع دول كوع النيل، وفى عز تفكيرى غلبنى النوم من شدة التعب، ولقيتنى بحلم بكابوس ياحفيظ.. قال إيه واحد من قبيلة (كوكو واوة). (دى قبيلة فى شمال الأدغال وأنت داخل على أثيوبيا على إيدك اليمين) جاى لى شغلى وبيخطف منى برطمان الميه اللى كان فى إيدى وبيقول لى: يادول المصب ياشحاتين كفاية عليكم كده.. ديه ميتنا لوحدنا، فرديت عليه: إحنا شحاتين ياللى الجفاف يقول لكم ياعمو.... وجريت وكنت هموت من العطش، وفى الطريق سمعت إن فيه أزمة فى البلد، وإن الدولة هتلغى الحنفيات فى كل بيت وهتخلى حنفية واحدة بس فى كل منطقة وبسرعة روحت على بيتنا، فلقيت الغوريللا مراتى لمه عيالى، وبيجروا ماسكين چراكل عشان يلحقوا يملوا الميه، ولسه هكلمها لقيتها حدفتنى بالطشت وقالت لى: أعمل لك حاجة مفيدة فى حياتك نفتكرك بيها لما السر الإلهى يطلع، طلعت روحك يابعيد.. أجرى املأ لنا الطشت ده وفعلاً جريت، وياريتنى ماوصلت.. اكتشفت الكارثة.. المسئولين اختاروا حنفية الست عديلة البخيلة عشان تبقى هى الحنفية الوحيدة اللى هنأخذ منها الميه، فقلت فى سرى: يعنى مالقوش غير الجلدة ديه.. هى ناقصة ده أنا كمان لسه ضارب عيالها من يومين علشان حدفوا علىّ طوب، وأنا راجع من الشغل، وطبعاً وقفتنى فى آخر الطابور اللى خلص بالليل، وكمان المفترية خلتنى امسح الشقة، اللى غرقت ميه لما اندلقت بالطشت وتانى يوم طلع القانون فى كل الجرايد بند 1: تصرف مياه الشرب النظيفة على بطاقة التموين بمعدل ثلاث زجاجات فى الأسبوع، وممكن تبدل قزازتين زيت ببرطمان ميه وكيس تانج. بند2: فتح دش عمومى كل شهر لمدة يومين عشان الاستحمام ويبقى كل واحد يأخذ معاه ستارة يستخبى بيها، وكل ماهتوصل أسرع فرصتك فى الاستحمام هتكتر. بند 3: فرض تسعيرة جبرية على بياعين الچراكن عشان مايغلوهاش «إحنا ناقصين». وطبعاً مش هحكى لكم على ريحة الموظفين فى الشغل.. أوف حاجة تخنق وتجيب المرض، حالنا بقى يصعب على الدول الغربية وكمان الشرقية. وصحيت من النوم مفزوع على صوت الغوريللا مراتى وهى عمالة تغسل ومالية الدنيا ميه فجريت على الحنفية ولقيتنى بقول: لانقولى لى كوكو، ولا واوة.. الغوريللا ضيعت المية ياخسارة..