اعترف أننى وللمرة الأولى من سنوات لم أعط بيان د. جودت الملط رئيس جهاز المحاسبات أمام مجلس الشعب نفس الاهتمام الذى تعودت أن أستقبله به كل عام.. ربما أكون قد مررت على العناوين الرئيسية فى البيان.. وربما ارتفعت علامات الاستفهام أمامى وأنا أتابع ما قيل عن أن جلسة مطولة فى مكتب رئيس مجلسنا الموقر حضرها د. جودت الملط لاحتواء أزمة أن الموازنة العامة للدولة «دولتنا» شملت ضم مليارات من أموال التأمينات للموازنة العامة للدولة إلى بند الإيرادات فى حين أن الحساب الختامى دستوريا يجب أن يكون من الموارد الفعلية. ارتفعت علامات الاستفهام.. ولكنى سرعان ما أزحتها جانبا حتى لا أستغرق فى تفاصيل ربما تزيد من ارتفاع ضغط الدم لدىّ. كل سنة يقف د. الملط أمام المجلس لينتقد ونصرخ نحن الصحفيين وحتى الجمهور العادى» مهلليين ومعجبين ومرحبين.. وبعدين..؟! ولا حاجة.. يبقى كل شىء على حاله.. هل هو فيض من الحكمة أنعم الله بها علىّ مؤخرا.. فقررت ألا أبالى أم هو اكتئاب.. أم هو اليقين أننا ننفخ فى قربة مقطوعة فكان الهروب إلى «اشترى دماغك»..!! ما هو مافيش فايدة؟! كان يجب أن أفرح عندما قرأت العبارة التى سيخلدها التاريخ للدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار.. «الخصخصة ليست قرآنا منزلا.. ولا إنجيلا مقدسا.. ولكنها وسيلة إذا فشلت نبحث عن غيرها». كان يجب أن أفرح وأنا أتابع ثورة الدكتور زكريا عزمى فى المجلس الموقر على حرامية الخصخصة.. ومطالبته بإحالة الفاسدين منهم إلى النائب العام..!! سبب «الفرح لو كان جاء» هو أنه للمرة الأولى يعترف الحزب الحاكم ولو بطريق غير مباشرة بفشل نظام الخصخصة فى بلدنا.. ما عطل الفرحة بهذه التصريحات.. هو تأكيد ما هو مؤكد لدى أننا كنا طوال السنوات الماضية ننفخ فى قربة مقطوعة.. والحكومة والحزب معا لا يعطوننا إلا «الطَّرْشَة».. سعداء بأنهم منحونا حرية الكلام.. ولهم بعد ذلك حرية التصرف. ليست قرآنا ولا إنجيلا.. و«إذن».. نبحث عن بديل.. (!!) ده الدكتور بيقول بعد إيه..؟!.. دا أنا اللى بأقول ؟ إعادة النشر للتأكيد.. عنوان بأرضية حمراء تصدر بيان سلطة الطيران المصرى جاء فيه.. «قامت كل من سلطة الطيران المدنى المصرى والهيئة العامة للطيران السعودى فى الفترة الأخيرة باتخاذ عدة قرارات تنظيمية تهدف لصالح الطيران المدنى لكل من الدولتين الشقيقتين.. وتود سلطة الطيران المدنى المصرى التأكيد على أنه مع الالتزام الكامل بنصوص الاتفاقيات السارية بين جميع الأطراف فإن روح الأخوة العميقة والصادقة والتبادل العادل للمنفعة «هذه العبارة باللون الأحمر» يأتيان على رأس «اهتمامات المسئولين».. إلى آخره. وأصل الحكاية باختصار أن السلطات المصرية رفضت هبوط شركتين سعوديتين من الطيران المنخفض التكاليف فى مطار القاهرة.. فقامت السعودية بإيقاف التشغيل الإضافى لرحلات مصر للطيران إلى المدينةالمنورة.. وركب العند رأسى سلطات الطيران المدنى فى البلدين، اللى بيقولك الإعلان إنهم شقيقتين ودفع ثمن هذا العناد المعتمرون المصريون الذين يزداد عددهم فى هذا الوقت من العام لأنهم أصبحوا ممنوعين من النزول فى مطار المدينة وأصبحوا مضطرين إلى استخدام الأتوبيسات من أى مطار يهبطون فيه إلى المدينة وبالتالى أصبحت الرحلة التى لا تستغرق جوا إلا ساعتين تقريبا.. تستغرق عمليا الآن 12 ساعة وبعد كل هذا يؤكدون لنا أن الدولتين شقيقتين.. طيب لنفترض أنهما ليستا شقيقتين.. ولاد عم مثلا ما الذى كانوا سيفعلونه بنا؟!؟