فساد الأمكنة.. وفساد وزير الإسكان!

«قالوا للحرامى احلف.. قال أتاك الفرج».. هذا ما يقوله المثل الشعبى.. وعندما قالوا لوزير الإسكان السابق تسمح تتكرم وتيجى نحقق مع عظمة جناب سيادتك.. اختفت مستندات مهمة من جهاز هيئة المجتمعات العمرانية، وانتزعت صفحات كاملة من دفاتر تسليم الأراضى لبعض كبار رجال الأعمال، وكلها تتعلق بمخالفات الوزير.. والمثل بيقول «اللى له ضهر ما ينضربش على بطنه».. «واللى له حق فى البلد دى مش حايخده ولا بالطبل البلدى».
فقد تقدم 47 نائباً ومعهم الرقابة الإدارية بمذكرة للنائب العام يطلبون التحقيق مع وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان، بتهمة أنه أضاع على الدولة من أموال الشعب 11 مليار جنيه والمذكرة عامرة بالتهم والمستندات، التى تؤكد تلقيه رشاوى من شركات ورجال أعمال خصص لهم أراضى بالأمر المباشر بتراب الفلوس.. منها 20 مليون جنيه فقط من ثلاثة رجال أعمال.. وخصص لابنته دينا وابنه شريف وزوجته ومعارفه أراضى بمساحات كبيرة بغير وجه حق.. وتربح هو وأسرته وأصدقاؤه من منصبه طوال 13 سنة قضاها وزيرا للإسكان.. رفع خلالها 25 قضية ضد صحفيين شرفاء بتهمة السب والقذف وكسبها كلها..
ولم يحاسب ولم تحقق معه أى سلطة رقابية طوال تلك الفترة.. وعندما خرج من الوزارة منحه رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق.. ثم صدر قرار بتعيينه رئيسا لشركة خدمات بترولية براتب شهرى قدره مليون ونصف المليون جنيه.. وعندما وصلت مذكرة «الرقابة الإدارية» مكتب النائب العام طلب من سيد قراره مجلس الشعب الموقر السماح له بسماع أقواله، ولم ترفع عنه الحصانة.. لذلك عندما قالوا للحرامى احلف قال أتاك الفرج..
ولسوف يقول :على الطلاق بالتلاته ما أخدت حاجة فتشونى ولو أخدت اثبتوا (!!) يعنى 11 ملياراً ضيعها سيادته وبياخد كمان مرتب مليون ونص.. وبكرة يهرب كما هرب هانى سرور ومن قبله ممدوح إسماعيل.. كل ده وطول النهار وزير المالية ورئيس الوزراء يذلوا أبدان أبونا بفلوس دعم رغيف العيش اللى لا يتاكل ولا يتشرب وكأنهم دافعين الفلوس من جيوبهم.
هذا ما يخص فساد الوزير أما عن فساد الأمكنة فحدث ولا حرج عن مهازل ومساخر الحكومة التى وصلت إلى درجة الحضيض فى مستوى الأداء.. فكل مكان تتواجد فيه الحكومة يحتاج لمن يأتى بعدهم ليزيل الألفاظ النابية والشتائم والمهازل والشجار والعراك بالأيدى وضرب البوانى والشلاليت..
فوزير المالية يسب الدين جهارا نهارا داخل المجلس الموقر، ولا يحال إلى لجنة القيم ولا يقال من منصبه، ولا يقدم اعتذارا.. ونائب آخر يصف جماعة (حماس) بأنهم (ولاد .....) وفى لجنة الزراعة بذات المجلس الموقر اثنان من أعضاء اللجنة حزب وطنى وهما «عبدالفتاح أمين» و«عادل شعلان» تلاسنوا فى البداية ثم ضربوا بعض بالبوكس ثم اشتبكوا بالأيدى والأرجل حتى وقعوا على الأرض وهاتك ياضرب، ولم ينجح أى واحد من أعضاء اللجنة الزراعية فى فض الاشتباك إلا عندما استدعوا لهم حضرة الناظر أحمد عز فشخط فيهم فسابوا بعض وقاموا ينفضوا هدومهم..
وإذا كان ناظر مدرسة المشاغبين لديه متسع من الوقت للتحجيز بين أعضاء الحزب الوطنى.. فللأسف ليس لديه وقت لسماع تعليق المستشار الدكتور جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، على بيان الحكومة.. فعندما ألقى د.نظيف بيان الحكومة واكتشفنا أن جامعاتنا أفضل جامعات فى العالم.. وأن اقتصادنا أجمد اقتصاد فى العالم.. وأن معدلات التنمية لدينا أعلى معدلات فى العالم.. وختم بيانه بتوصية للشعب أنهم لا يصدقوا كلام الجرايد السوداء ولا كلام الحاقدين.. بعدها طلب المستشار جودت الملط الكلمة للتعليق، فقال له حضرة الناظر أحمد عز: «ربنا وحده يعلم إن معزتك فى قلوبنا قد إيه» (!!)..
فقال له الملط أنا عايز دقيقة واحدة أرد فيها على الكلام اللى قولتوه.. قاله حضرة الناظر الحقيقة الجلسة بدأت ومعندناش وقت (!!) وبعدها أمسك حضرة الناظر الميكروفون، وقال لهم خطبة طابور الصباح لمدة ربع ساعة كاملة.. ولم يسمح للمستشار الوطنى العظيم بدقيقة واحدة لأن حضرة الناظر يعلم أن كل كلمة يقولها المستشار الأمين نظيف اليد ستتحول غدا إلى مانشيت رئيسى فى كل الصحف الحرة التى لا تأكل بثدييها ما لذ وطاب من تحت إيدين حضرة الناظر.. وهكذا تدير الحكومة مصر المحروسة التى تحولت إلى عزبة لباشوات البلد وأغواتها.. وربنا يحمى البلد من فساد الأمكنة.