هل نحن غير قادرين على الفرح أم أننا لا نستطيع أن نعبر عن فرحنا.. أم أن مفردة الفرح دخيلة على قاموسنا؟ تساؤلات تتكرر علينا فى مناسبات كثيرة فهذا يتخرج من الجامعة.. وذاك يحصل على وظيفة.. والآخر يحصل على ترقية .. وذاك تُقام له وليمة زواج.. وتلك تجتمع النساء لكى يزفوها إلى عريسها.. وكلها أيام أفراح ولكن الكثير منا لا يعطى مساحة للفرح ولا يعرف كيف يستمتع بمشاعر الفرح والسعادة عندما تطرق بابه، فالرجال عادة يحضرون مناسبة الزواج مكرهين.. وبعض النساء تحضرها كارهات متأزمات .. والبعض منا لا يعير للمناسبات المفرحة بالاً.. ولا يهتم بها.. ولا يتحمس لها ..فما أجمل المناسبات السعيدة والأجمل منها سعادتنا وفرحنا فيها !! أصحاب الخبرة والحكماء منا يؤكدون أن الفرح يطرد الملل ويجرى الدم فى العروق ويغسل أدران الحياة القاسية وينسى الهموم البائسة ويصنع التواد ويغرس المحبة فلماذا لا نفرح؟ ولماذا لا نلهو ونسعد؟ و لماذا لا نستثمر أى فرصة ونستغل أى مناسبة فى إقامة الأفراح؟ وإذا أقمناها لماذا لا نفرح بها؟ أهو الزهد والورع أم الغلظة والجفاء؟ لماذا نتوارث هذا التمظهر (بالثقل) وهذا التصنع (بالوقار) أيام أفراحنا ونظل عابسين لا نكاد نفرق بين أتراحنا وأفراحنا.. وبين مآتمنا وأعيادنا؟! نحن نسمى مناسبة الزواج (فرحاً) فدعونا نعبر للجميع فى هذه المناسبة عن فرحنا ولا نشعرهم بأننا قد حضرنا مجاملين ومكرهين فما إن نخرج من قاعة الفرح حتى نولى هاربين وننفض مسرعين وكأننا خارجون من مدفن. حتى الكون يضحك فلماذا لانشاركه ؟! الطبيعة تلهو ،لماذا يزعجنا لهوها؟! ما الذى يمنعنا من أن نردد مع الطيور شدوها؟! لماذا لانبادل الأمواج مشاكستها للصخور، ونجعلها تسمع صدى ضحكاتنا رغم ارتفاع أصوات ارتطامها؟! ولماذا ندع الهموم تفترس ابتسامتنا، وتأكل ضحكتنا ،وتعمى بصرنا عن رؤية كل هذا الجمال من حولنا؟! قل لى عزيزى هل هناك ما يشغلك ويعكر صفو أيامك ولياليك؟؟،لتذهب كل القضايا الحياتية إلى الجحيم الآن؛ تستطيع أن تجعل ابتسامتك طعماً للسعادة تجذبها إليك من آخر الدنيا.. ربما اعتقدت أن التبسم ينفى عنك صفة الجدية والوقار.. إنك مخطئ إن تصورت ذلك.. فالأمور الجادة تملأ حياتنا وتشغل عقولنا ..وهذا يكفى.. ألا يكون من السفه أن نترك لها أرواحنا أيضاً، ونفرد لها الحبل على الغارب لتترك بصماتها على وجوهنا وتملأها بالتجاعيد.. كمان!! ألا ترى أن هذا كثير؟؟.. ابتسم إذن واضحك، وكركر.. تكفى هموم الحياة الثقيلة، وشح الأفراح.. دعونا نستثمر مناسبات النجاح ومناسبات الزواج وكل مناسبة مفرحة فى التعبير عن فرحنا وبهجتنا ونضحك مع الكبير ونمازح الصغير ونلهو وقتها مع الجميع؛ حتى نتآلف ونعتاد الابتسامة التى سلبتها شمسنا المحرقة وخطفتها صحراؤنا القاحلة وحجبتها بعض عاداتنا المزعجة.. ألا تشتاق لإضاءة روحك المعتمة؟؟ البسمة والضحكة بل والكركرة هى الحل ، فبها تدخل مدن اليقين ولا تعد تتسكع فى غابات الضياع وردهات اليأس، صدق فريد الأطرش عندما يقول: «الدنيا مراية لما أضحك فيها تتضحك ويايا» ونفذ نصيحته ونصيحتى ولا تنس أبداً أن وراء الأزمات التى تزكم الأنوف وروداً آتية لامحالة.. فهلا وقفت قليلاً لتشم عبير هذه الورود؟!؟