أثبت مهرجان القاهرة للإعلام العربى فى دورته الخامسة عشرة أن المال وحده ليس كافيا لصنع مهرجان جيد لكنها المشاركات المتميزة ذات القيمة الفنية العالية هى التى تستطيع فعل ذلك بجدارة من خلال 862 عملا تليفزيونيا وإذاعيا مثلت 81 دولة عربية شاركت فى مسابقات مهرجان هذا العام الذى يزداد نضجا عاما بعد عام، كما أثبت الحضور الفعال لنجوم الدراما المصرية والعربية أن المهرجان لايزال فى الصدارة كما نجح فى الارتقاء بمستوى الإنتاج الإذاعى والتليفزيونى فى الوطن العربى. فى البداية قال رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس مهرجان القاهرة للإعلام العربى المهندس أسامة الشيخ الذى يتولى رئاسة المهرجان لأول مرة خلال مشواره المهنى: المهرجان يعد الوحيد المنتظم وغير الإقليمى الذى لا يمثل منطقة معينة لذلك أصبح هذا المهرجان علامة للجودة بدليل المناقشات التى تأتى عقب توزيع الجوائز بسبب كثرة المبدعين. وأضاف: هناك حاجة ملحة إلى مهرجان بحجم مهرجان القاهرة للإعلام العربى خاصة أنه يشهد مؤتمرات إعلامية وأسواقا للتبادل التجارى والخدمات وبالتالى يكفى مصر شرفا أن المهرجان يخرج المبدعين ويحظى بالمصداقية فى كل المسابقات التى تتم تحت إشراف لجان محايدة. وحول تغيير شعار المهرجان هذا العام أشار الشيخ: الشعار الذى تم اختياره هذا العام هو الإعلام مسئولية حيث يعد استكمالا لشعار العام الماضى الذى كان عنوانه الإعلام حرية وعلى كل حال المسئولية لا تعنى تراجع الحرية كما أن المسئولية ليست قيدا على الإبداع وإنما نقصد بها مسئولية المبدعين.. مسئولية الدور الذى يقوم به الإعلامى. وعن تشكيك بعض الأقلام الصحفية فى حيادية لجان التحكيم دائما أكد رئيس المهرجان: لابد من الحياد المطلق والشفافية فى لجان التحكيم لأن أى ظلم يقع على أى مبدع يعيق مسيرته الإبداعية. وبشأن فصل سوق المهرجان للإنتاج العربى عن المهرجان وتأثير ذلك على المهرجان أوضح الشيخ: تم اتخاذ قرار سيتم تفعيله من الدورة المقبلة حيث سيقسم المهرجان إلى 3 أقسام.. الأول خاص بمهرجان تتسابق فيه الأعمال مهرجان الأعمال.. والثانى سوق المهرجان للإنتاج العربى لعرض الإنتاج المتميز طوال العام.. والثالث سيكون المعرض ويعرض فيه أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الاتصال فى العالم تحت سقف واحد لعرض أنظمة الاستقبال والبث والكاميرات الجديدة. وحول احتكار المصريين للجان التحكيم كشف رئيس المهرجان: هذا الأمر غير صحيح بالمرة لأن هناك تواجدا كبيرا من جميع الدول العربية ولا أعرف لماذا يردد البعض هذا الأمر دائما رغم أن المهرجان يعتبر أكبر تظاهرة فنية تتجلى فيها الفكرة العربية بوضوح. وعن الجديد بالمهرجان هذا العام أكد إبراهيم العقباوى أمين عام المهرجان: تم استحداث لجان لفرز الأعمال المشاركة ومعرفة مدى مطابقتها للائحة، كما تم إضافة مسابقة الأغنية فلم تكن موجودة العام الماضى كما تم إلغاء نظام تقسيم الجوائز هذا العام حيث خصصت الجائزة الذهبية لفائز واحد والفضية لفائز واحد أيضا فيما تم إلغاء الجائزة البرونزية من العام الماضى لأننا نسعى لأن يكون الفائز هو المبدع الأول ذا القيمة العالية. وأضاف: رأينا من غير المعقول أن يترك الضيوف هذا التجمع المهنى لحضور حفل غنائى وبالتالى تم إلغاء الحفل الغنائى واكتفينا بحفلى الافتتاح والختام والحفل الخاص بالدولة ضيف شرف المهرجان الذى يعبر عن ثقافتها وإبداعها. وحول أهم ملاحظاته لسلبيات الدورة السابقة للمهرجان من أجل تلافيها هذا العام شدد العقباوى: لا يوجد عمل كامل بنسبة 001٪ وأى تنظيم أو هيكل معرض للمشاكل والسلبيات لكن المهم هو اكتشاف ذلك مع وجود خطة بديلة. ويستكمل: إن المشاكل التى ظهرت فى الدورات السابقة بسيطة وتمثلت فى بعض النواحى الإدارية وليست مشاكل جوهرية أما فيما يتعلق بمشكلة تزامن توقيت المهرجان مع مهرجانات أخرى وتأثير هذا الأمر على مشاركة الضيوف فهذه ليست قضيتنا ولا نستطيع التدخل فيها. واختتم أمين عام المهرجان بقوله: تنظيم ملتقى إعلامى ضخم فى حجم مهرجان الإعلام العربى لابد أن يواجه بعض التحديات والصعاب وهى تكمن فى التنظيم الإدارى والفنى. أعربت الفنانة مادلين طبر عن سعادتها بالمستوى الذى وصل إليه المهرجان هذا العام من الناحية التنظيمية ومن الناحية الخاصة بكم وكيف الأعمال المشاركة فيه مؤكدة: المهرجان يعد فرصة كبيرة لطرح فنون الإعلام المرئى والمسموع الذى يشكل ويثرى الوجدان والعقل العربى، كما أن الأعمال التليفزيونية والإذاعية تعكس طموحات وأفكار ورؤى شعوبنا العربية وآمالها وطموحاتها ومشكلاتها وأزماتها وقضاياها المصيرية. وأضافت: اتمنى أن يكون المهرجان وسيلة لتطوير العمل الإعلامى وإثراء الرؤى والأفكار وتقديم رسالة إعلامية تلبى احتياجات المواطن العربى وتحفظ هويته خاصة أن المهرجان بلغ من النضج فى عامه الخامس عشر حتى أصبح له تاريخ وتراث فى ذاكرة الإبداع العربى.
