أسبوع واحد وتبدأ فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والثلاثين. عزت أبوعوف رئيس المهرجان يحمل علي عاتقه مسئولية خروج المهرجان بشكل مشرف وبمفرده يتحمل نظرات وتساؤلات الاندهاش التي يلقيها الآخرون عليه بمجرد رؤيته، الاعتراضات بدأت عندما اختار غادة عادل لتكون عضو لجنة تحكيم واختياره للسينما الهندية لتكون ضيف شرف للمهرجان وتعثره في إيجاد فيلم مصري ليشارك في المهرجان وأشياء كثيرة جعلت الجميع في حالة ترقب لما سيحدث في الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان. التقينا مع عزت أبوعوف لنعرف منه إجابات عن كل الأسئلة التي تدور حول أزمات المهرجان. رغم تصدر أفلام السينما الأمريكية في المشاركة بجميع المهرجانات العالمية إلا أنها غائبة عن مهرجان القاهرة هذا العام؟ - لا خلاف علي تميز السينما الأمريكية وقدرتها المعروفة علي الجذب الجماهيري لكنني لست في حاجة لعرضها في مهرجان فني ثقافي مثل مهرجان القاهرة السينمائي الذي يهتم فقط بعرض أفلام جيدة ومتميزة تم إنتاجها في بلدان مثل رومانيا أو المجر أو نيجيريا أو غيرها، رسالة مهرجان القاهرة هي إلقاء مزيد من الأضواء علي سينما مجهولة لكنها تستحق المشاهدة. لا تزال أزمة الفيلم المصري هي الشبح الذي يطارد إدارة مهرجان القاهرة كل عام.. ما تفسيرك لهذا الأمر؟ - للأسف الشديد بعض المنتجين يعتقد أن الأفلام المصرية التي تتقدم للمشاركة في المهرجان وترفضها لجنة المشاهدة هي أفلام سيئة مما يجعلهم يخشون التقدم أصلاً بأفلامهم حتي لا يقال أنها أفلام دون المستوي وقد تكون أفلاما جيدة إلا أنها لا تصلح للمشاركة في المهرجان طبقاً للمعايير القياسية للمسابقة. وأضاف: لا ألوم المنتجين الذين يفضلون التقدم بأفلامهم إلي مهرجانات عربية أو دولية أخري غير مهرجان القاهرة السينمائي من أجل الحصول علي جوائز مادية كبيرة لا يستطيع توفيرها مهرجاننا لكنني أتساءل: أين روح الانتماء لمصر؟!!.. وهل السعي وراء الفلوس أفضل أم السعي للحفاظ علي سمعة بلدي؟!.. علي كل حال لو أن الظروف وضعتني في نفس موقفهم فسوف أفكر في نفسي! ويستكمل: القضاء علي هذه المشكلة يتطلب ما تم الاتفاق عليه من خلال اقتراح وزير الثقافة فاروق حسني في الاجتماع الأخير للجنة الاستشارية العليا بإنتاج أفلام جيدة ومتميزة تنتجها وزارة الثقافة ليتم عرضها في المهرجان حتي نتخلص من هذه الأزمة التي نواجهها كل عام. مأزق الاختيار يري بعض النقاد أن السينما الهندية قلت جماهيريتها في السنوات الأخيرة لكن إدارة مهرجان القاهرة أصرت علي استقدامها كضيف شرف.. ألا تري أن السينما الإيرانية الأحق بهذا الأمر؟ - بعيداً عن أي توجهات أو مواقف سياسية فإن السينما الإيرانية تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بما يجعلها الأحق بإلقاء الضوء عليها لكن إدارة المهرجان وضعت هذا العام في مأزق الاختيار بين السينما الهندية والسينما الإيرانية فجاء الاختيار علي الأولي لأنها حققت الفوز بثماني جوائز أوسكار هذا العام من خلال فيلم "المليونير المتشرد" إضافة إلي أن السينما الهندية استطاعت بأفلامها الأخيرة العودة للأضواء من جديد بالشكل الذي شاهدناه وأجبرنا علي اختيارها كضيف شرف للمهرجان هذا العام. لو أن أحد الأفلام الإسرائيلية التي تدافع عن فلسطين تقدم للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي.. ماذا سيكون رد فعل إدارة المهرجان؟ - الرفض التام هو موقفي من مشاركة أي فيلم إسرائيلي في المهرجان مهما كان يدافع عن القضية الفلسطينية، وأعتقد أن هذا الموقف ليس موقفي بمفردي لكنه موقف جميع رؤساء المهرجانات المصرية بلا استثناء لظروف لا يجهلها أحد، وعلي كل حال "أنا مش ناقص مشاكل"!! مسئولية لجان التحكيم البعض يري أن هناك مجاملات والبعض الآخر يري أن هناك عشوائية في اختيار لجان التحكيم خاصة بعد اختيار غادة عادل وهالة فاخر ومصطفي فهمي وتجاهل آخرين في حجم محمود حميدة ووحيد حامد ومحمد خان وغيرهم.. ما رأيك؟ - مع احترامي لجميع النجوم الكبار لكن لا أحد ينكر أن الفنانين غادة عادل وهالة فاخر ومصطفي فهمي هم نجوم مصر أيضاً لذلك جاء اختيارهم لتدريبهم علي تحمل مسئولية رئاسة إحدي لجان التحكيم أو رئاسة أحد المهرجانات العربية كما أنني أحلم دوماً بتواصل الأجيال الفنية. أكثر الاتهامات التي تطولك هي عدم تفرغك للمهرجان وإدارته بالهاتف المحمول.. ماردك؟ - لا أنكر أنني سعدت كثيراً باختياري كرئيس للمهرجان وفي المقابل قبولي تحمل كل أعباء ومسئوليات ونجاحات وإخفاقات هذا المهرجان، لكن المؤكد أنني لست متفرغاً للمهرجان بشكل كامل، ليس من المنطقي أن أصرف علي زوجتي وأولادي من عملي كرئيس للمهرجان لذلك لا يستطيع أحد أن يلومني علي استغلال وقتي في العمل بالفن لكنهم يستطيعون أن يلوموني عند التقصير في عملي كرئيس للمهرجان. اتهامات بالفشل عدم كشف الستار عن نجوم السينما العالمية ضيوف المهرجان يجعل هناك حالة من الغموض حول قدرة إدارة المهرجان في استضافة نجوم عالميين ذوي ثقل فني كبير قياساً بباقي المهرجانات العالمية؟ - لا أخفي عليك سراً.. أن هناك العديد من النجوم العالميين الذين يستضيفهم المهرجان هذا العام، لكنني أردت أن يكون هذا الأمر مفاجأة للجميع ولن أكشف عن أسمائهم إلا بعد وصولهم بالفعل إلي مطار القاهرة حتي لا يقال أنني أعلنت عن حضور أحد النجوم العالميين كضيف شرف في المهرجان وعندما لا يأتي لأي ظرف ما سيتهمونني بالفشل. مدينة "كان" بها مهرجانان الأول للسينما والآخر للتليفزيون والفارق الزمني بينهما يصل لثلاثة أشهر، لكن هذا الأمر لا يحدث في مصر بما يؤكد عدم استخدامك لصلاحياتك كرئيس لمهرجان دولي؟ - المعروف أن مهرجان الإعلام العربي يتبع وزارة الإعلام وبالتالي ليست لدي صلاحيات بفرض رأي معين يجعل القائمين علي إدارة هذا المهرجان يعدلون موعد انطلاقه إضافة إلي أنني عندما عرضت وجهة نظري بضرورة التعديل فوجئت بقولهم "إنت متضايق إن المهرجانين يبقوا في توقيت واحد؟!..".. فقلت لهم "إن ذلك يؤدي إلي تداخل خاصة في توقيت سوق المهرجان"، وعلي كل حال كانت وجهة نظرهم التي أحترمها أن مصر تصلح لإقامة أكثر من مهرجان بها في نفس التوقيت. الرعاة الجدد تشارك جهات عديدة مثل الفنادق والمطاعم والمطافئ بميزانيات لدعم مهرجان كان.. لماذا لا يتم استغلال هذا التوجه في دعم مهرجان القاهرة السينمائي؟ - يحدث هذا الأمر بالفعل إلي جانب مشاركة محلات المجوهرات والزينة ومراكز التجميل، لكن هذا التوجه لم يتم استغلاله في دعم مهرجان القاهرة لأن الراعي ليس لديه الوعي الكافي بما يمكن أن يفعله في المهرجان إضافة إلي أن مسألة الرعاة جديدة علي المهرجان، لكننا بذلنا مجهودات ملموسة خلال الأربع سنوات الماضية للاستفادة من فكرة الرعاة بقدر المستطاع، وأعتقد أن ثمار هذا المجهود ستظهر بشكل واضح هذا العام وسنجد ثلاثة رعاة للمهرجان بدلاً من واحد فقط. أخيراً.. هناك مفارقة غريبة أن الحملات الدعائية لمهرجان القاهرة التي نشاهدها علي القنوات الأرضية والفضائية تؤكد استقطاع مبالغ مادية كبيرة من ميزانية المهرجان في ظل ضعف ميزانيته؟! - بداية ميزانية المهرجان زادت هذا العام حتي وصلت إلي 01 ملايين جنيه ونحاول جاهدين زيادتها في سنوات المهرجان القادمة أما فيما يتعلق بالحملات الدعائية للمهرجان، فهي بالمجان مقابل السماح لهذه القنوات بالتغطية الإعلامية لفاعليات المهرجان.