مع اقتراب العد التنازلى لإقامة لقاء مصر والجزائر فى الجولة الأخيرة نحو الصعود لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.. ارتفعت الروح المعنوية لدى الجماهير المصرية العريضة والمسئولين بازدياد فرصة فوز مصر بعدد وافر من الأهداف لحسم اللقاء والتأهل الغائب منذ عشرين عاماً. لأنه على مدار سنوات طويلة مضت لأول مرة يجمع المسئولون والجماهير واللاعبون على ضرورة الفوز والصعود خاصة أن المنتخب الجزائرى لم يعد بالفريق المرعب سواء بالنسبة للمنتخب المصرى أو لغيره من المنتخبات الأفريقية أو العالمية كما تقول النتائج، والصورة الواضحة خلال مباريات الجزائر سواء فى التصفيات التمهيدية أو النهائية "الحالية" وقد ساعده الحظ كثيراً فى التربع على عرش المجموعة الثالثة، ومن أبرز مظاهر وقوف الحظ مع الجزائريين الفوز الذى تحقق على منتخب مصر فى بليدة 3/1 فى عشر دقائق فقط بداية من الدقيقة 56 من اللقاء الذى تسيده المنتخب المصرى منذ البداية وحتى منتصف الشوط الثانى.. إنما فى عشر دقائق غاب التركيز.. وشرد بعض لاعبى مصر فخطف خلالها الحظ الأهداف الثلاثة التى عززت موقف الجزائريين كثيراً.. وأيضاً فى لقاء رواندا الأخير بالجزائر. انتقام المعلم يكاد يكون "حسن شحاتة" هو المدرب المصرى الوحيد الذى حقق الفوز على جميع المنتخبات الأفريقية التى التقاها سواء عربية أو أفريقية فى مباريات ودية رسمية أو دولية باستثناء المنتخب الجزائرى الذى لم يذق طعم الهزيمة من مصر بقيادة حسن شحاتة، فاللقاء الوحيد انتهى بتقدم الجزائر 3/1، ولذا يحلم شحاتة بتتويجه المدرب الأعظم فى تاريخ الكرة المصرية بهزيمة الجزائر إن شاء الله وبفارق تهديف كبير.. وسيتحقق.. وبالمناسبة لحسن شحاتة ذكريات لا تنسى مع الجزائريين منذ كونه لاعباً فى عقد السبعينيات حينما وقف حارسا لمرمى المنتخب المصرى فى الشوط الثانى لإصابة إكرامى حارس مرمى منتخب مصر، وفازت الجزائر 1/صفر فى دورة البحر المتوسط باسبليت 47، واللقاء الثانى تم عام 1980 فى دور الأربعة لكأس الأمم الأفريقية بلاجوس.. وتقدم المنتخب المصرى 2/صفر أحرزهما الخطيب ورمضان السيد، وكان للمعلم حسن شحاتة دور كبير فى صناعتهما.. إنما حدث انهيار غريب وثقة زائدة من المنتخب المصرى أدى إلى تعادل الجزائريين 2/2 ثم اللجوء إلى ضربات الترجيح التى حسمتها الجزائر لصالحها 4/2 وصعدت للدور النهائى، واللقاء الثالث تم بعد تسعة وعشرين عاماً حينما تولى شحاتة الإدارة الفنية للمنتخب المصرى. خيوط الأمل تزداد لحظة بعد أخرى مع ارتفاع اللياقة البدنية والفنية للاعبى المنتخب الوطنى المصرى الذى يمتلك كل مقومات الفوز والتأهل من حيث تواجد مجموعة الخبرات الكبيرة فى صفوفه يتقدمهم السد المنيع "عصام الحضرى"، و"أحمد حسن" ثم جيل الوسط ويمثلون العمود الفقرى للمنتخب وعلى رأسهم "محمد بركات"، و"حسنى عبدربه"، و"محمد أبوتريكة"، و"عمرو زكى"، و"عماد متعب"، و"هانى سعيد"، و"محمد زيدان". وجيل الطموح ممثلاً فى الهانى سليمان حارس المرمى، وأحمد سعيد أوكا، وسيد معوض، وشريف عبدالفضيل، ومحمد شعبان، وأحمد رءوف، وأحمد المحمدى. جيل قادر على حمل الراية ويتمسك بخيوط الأمل بقوة.. إلى أسوان خطوة جريئة ومتفائلة ونقلة أسعد ما يكون بها الجماهير الصعيدية وأظن أن اللقاءات التى خاضها المنتخب الوطنى على أرض أسوان أو الصعيد عموماً تميزت بالحضور الجماهير الطاغى وكرمه للاعبى مصر خاصة مع تعلق آمالهم بصعود هذا الفريق إلى كأس العالم 2010 الحلم المقترب. فى كلمة الصعايدة "ذوى الفأل الحسن" على جميع من يتواجد لديهم. لن يوتروا اللاعبين.. فالهدوء أصبح هو السمة السائدة.. إنما يجب أن يكون هدوءاً بتفاؤل حذر من أجل تحقيق الهدف!