الظروف الاقتصادية الحالية جعلت من الشبكة كابوساً للعريس، وحلماً للعروس وأمنية للأهل حتى يحافظوا على مظهرهم أمام الناس ومعتقداتهم إن قيمة العروس من قيمة الشبكة، ووجد البعض أن توازن هذه المعادلة التى طرفاها المظاهر والأزمة المالية لن تتحقق سوى بشبكة إيجار، وكانت سعاد العايقة- كما أطلق عليها أهل الحى- واحدة من أهم وأكبر تجار إيجار الشبكة، هى كالعلم، أشهر ما فى الحى فهى تدخل كل بيت مع كل شبكة. ولعبت سعاد العايقة دور المؤجر للشبكة ابتداءً من فبراير لهذا العام، وحتى الآن فهى فى بادئ الأمر تعمل على "إعارة" بعض ما تمتلكه من ذهب دون مقابل إلى أقاربها وجيرانها الذين تثق بهم وعاشت معهم طوال عمرها، فكل من أراد أن يذهب إلى فرح أو عزاء أو أى مكان آخر به تجمعات يذهب إلى سعاد لاستلاف ذهبها، فهى تعشق الذهب وتهوى تجديده باستمرار تارة بالشراء وأحياناً بتبديل بعض الذهب القديم وتدفع فرقاً لتأخذ غيره جديداً. وقالت سعاد: لم أخطط لفكرة تأجير الذهب وإنما هى صدفة بحتة غير مرتب لها ففى يوم جاءت ابنة إحدى صديقاتى المقربات لتأخذ منى بعض الذهب لترتديه فى اليوم التالى أمام العريس الآتى لخطبتها وهى تريد أن تظهر أمامه بشكل جيد، ولا تمتلك مالا كافياً لشراء ذهب، وبالفعل أخذت ما تريد دون مقابل وذهبت. وبعدها راودتنى فكرة تأجير الذهب لمن يريد، فأنا لا أقوم بعمل "الدلالة" فمن يسمع عنى يأتى بإرادته، كما أن إيجارى للذهب ساعد الكثير على الزوج خاصة الفتاة التى لا تمتلك الذهب وعريسها غير قادر على شراء شبكة لكى تظهر بها أمام الناس ليلة الشبكة. وبعدما جاءتنى هذه الفكرة ذهبت إلى جواهرجى ومعى الذهب ليقوم بتصليح ما فسد ويلمع باقى الذهب ليصبح كالجديد، أما الذهب الذى يحمل مودلات قديمة فبعته بالكامل وأضفت عليه مبلغاً ما لأشترى موديلات جديدة تلقى قبولاً لدى الفتيات. وأخبرت أقاربى وجيرانى وأصدقائى بما أنوى فعله وما رتبته من إجراءات وكانوا معجبين جداً بالفكرة وبالفعل بعد أسبوع زارتنى صديقة تريد أن تؤجر شبكة لابنة أختها، لأن عريسها غير قادر على شراء ذهب سوى الدبل. واضطرت الأم والخالة لمساعدة الفتاة بتلك الطريقة حتى تمنعا القيل والقال عن العروس، وجاءتنى الفتاة وعرضت لها ما لدى وبالفعل أعجبها بعض الأشياء فأخذتها وذهبت بها إلى جواهرجى وجعلته يزنه وأخبرنى سعر شراء عدد هذه الجرامات وكانت فى حدود 0005 جنيه إذا قامت الفتاة بشرائها وعندما عدنا إلى المنزل أخبرتها بأننى سآخذ نسبة 01٪ أى 005 جنيه ووافقت، وضعت نسبة ثابتة وهى 01٪ من قيمة سعر شراء الذهب فى الوقت الحالى، ونظراً لأن بعض البنات اللاتى يأتين إلى منهن من تختار طقماً كاملاً ومنهن من تأخذ ذهبا "فرط"، فأحياناً تصادفنى عروستان لنفس اليوم ولا أجد ما أقدمه للإيجار فبدأت أفكر فى طريقة لزيادة ذهبى، ولم أجد سوى تقسيط الذهب من بعض المحلات التى أتعامل معها باستمرار واعتبر زبونتهم فهم يثقون فى ويعلمون كل شىء عنى وأخبرتهم عن فكرة الإيجار التى أمارسها وكنت آخذ ذهباً كثيراً وأدفع نصف الثمن الإجمالى والنصف الآخر أسدده من نسبة الإيجار التى آخذها، وهكذا بدأت أعتمد على هذه الطريقة كمصدر أساسى للرزق، كما أننى أساعد الشباب الذين لا يمتلكون المادة وأساعد الفتيات لكى يظهرن بأحسن صورة أمام أصدقائهن وأهلهن ليلة الشبكة. كما أننى أرى أن العروس تقوم بتأجير الكثير فى مثل تلك الليلة فلماذا يتوقف ذلك على الذهب، فطالما هناك نية للإيجار، فالمبدأ واحد ولا يتجزأ وهو فكرة الإيجار. وأكدت سعاد: يوجد لدىَّ أكثر من سعر لامتلاكى أطقماً بأوزان مختلفة وأنا قصدت أن أشترى مختلف الأوزان حتى أعمل على إرضاء جميع الطبقات فأنا أعلى سعر لدى فى الإيجار 0051 جنيه. وأشارت سعاد قائلة: أنا لم أتعامل فقط مع العرائس وإنما هناك من يأتى لإيجار ذهب للظهور به أمام الناس فى الحفلات والتجمعات. وتعرضت سعاد مرتين لعملية نصب مما جعلها تشدد على الإجراءات المتخذة وقالت: تعرضت للنصب مرتين.. الأولى أعطيت أقرب صديقاتى ذهبا بقيمة 0003 جنيه ولم تعده إلى، وعندما طالبتها به تهربت حتى قالت لى فى يوم: (اثبتى أنك أعطيتنى ذهب) ودخلت فى مشاكل ولم أحصل على حقى، أما الأخرى فكانت لشابة استغربت لكونها آتية لتأجير ذهب فمظهرها الخارجى وما ترتديه من ذهب والموبايل الذى تحمله كافٍ لعلامات التعجب التى ظهرت داخلى وأجرت منى ذهبا بالقطعة، ولبست طقماً كاملاً وأعادته إلى، وعندما أردت تجديد الذهب أخذت القديم لأبيعه وصدمت عندما أخبرنى الجواهرجى أن ما أبيعه ليس ذهبا، وأنه مقلد بشكل ممتاز. وبعد ذلك وكلت محاميا وشهودا عندما أؤجر الذهب كما أنهم يمضون على إيصالات بقية الذهب، بالإضافة إلى أخذى للبطاقة وشهادة الميلاد وآخذ تأميناً عبارة عن نصف قيمة الذهب الأصلى وعند استرجاع الذهب أرد لهم التأمين. وأنا الآن أقوم بتوسيع نشاطى فأنا أتعامل مع أحد الإتيليهات حتى يقوموا بمعرفة العرائس هل تريد تأجير ذهب وأعطى صاحبة الإتيليه نسبة على كل عروسة والعكس معى، فمحاولتى الآن أن أقوم بتدابير جميع مستلزمات العروس كما أود التعامل مع معرض سيارات وكوافيرات للوصول لأكبر عدد ممكن لمن تعجبهم فكرة الإيجار.