لاتزال الدراما وحدها تستطيع أن تفجر الطاقات الفنية لدى كل صاحب موهبة.. فعندما نستمع لتترات المسلسلات هذا العام نشعر أن الأغنية لاتزال بخير وأن هناك عشرات الموضوعات التى نستطيع أن نغنى لها.. فمعظم الكلمات الحالية فى شهر رمضان تعبر عن فلسفة الدنيا وفن الحياة تبعد كل البعد عن أغانى الحب المكررة والمعادة. ومن أبرز المواهب الكبيرة مقدرة الثنائى أيمن بهجت قمر ومحمود طلعت.. أما الأول فأعود إلى بداية أن شهرته مع تتر مسلسل الشيخ الشعراوى الذى غناه النجم محمد فؤاد وكتبه أيمن بهجت قمر والذى وضعه فى مصاف الشعراء الكبار، والذى عاش معنا من خلال إذاعته كأغنية دينية أو استخدامه كرنة لموبيلات كثيرة. أيمن بهجت قمر شخص متواضع جدا.. على الرغم من عبقريته فى استخدام ألفاظ جديدة كل عام فى رمضان فى تتر لمسلسل ما، على الرغم من أنه وربما للعام الخامس على التوالى يستحوذ على لقب أحسن شاعر فى هذا العام.. وأفضل تتر مسلسل. يقدم لنا هذا العام أكثر من عمل "ابن الأرندلى" للفنان يحيى الفخرانى والذى كتب المقدمة يقول: حالانجى.. لعبى وماشى على السلك. ولا عمره فرق ذاك من تلك.. عامل حنين ومسهوك.. وجاى ملهوف متلهوج.. الوش ده بقى يا حبيبى أنا.. متلبسوش وأنت جاى لى. يالا أنت يا بن الأرندلى.. قدم كذلك هذا العام "هالة والمستخبى" للفنانة ليلى علوى و"تاجر السعادة" للفنان خالد صالح، و"بشرى سارة" للفنانة ميرفت أمين. وتظل كيميا الفن هى القيمة التى تنتصر دائما مثل الخير تماما فإن كيميا ما تربط ما بين الفنان الموهوب أيمن بهجت قمر والملحن الموسيقار الكبير محمود طلعت، والذى يأتينا كل عام بألحان تكفى أن نسمعها مرة واحدة لكى نحفظها.. منافسا فى ذلك أعتى الأسماء وأكبرها فى هذا المجال. أعود للفنان محمود طلعت.. واستمعوا معى لألحانه التى قدمها هذا العام ستجدوا أنها زاخرة بجمل لحنية سلسة سهلة ولكنها مثل السهل الممتنع الذى من الصعب أن يصنع أى ملحن ألحانا مثلها لأنه وببساطة يقف خلف هذه الأعمال ثقافة موسيقية كبيرة، تفجرت عندما التقى بتوءمه الفنى أيمن بهجت قمر.. فإنهما يمثلان ثنائيا يشبه ثنائى الشريعى وسيد حجاب، وهما من أهم الفنانين الذين اهتموا بالدراما من جيل الشباب.. فإذا ما عدنا لأعمالهما سنجد تجربة فنية مكتملة العناصر والجوانب.. سنجد شخصيتين، تتقاربان وتتجاذبان لتقدما لنا خلاصة كيميا الأرواح والفن. تهنئة لكل من الشاعر الشاب سنا الكبير مقاما أيمن بهجت قمر والموسيقار المعجون بالألحان والنغمات محمود طلعت، أقول لكما أننى سعيدة أنى أعيش عصركما الفنى. آخر حركة نانسى عجرم فى "ابن الأرندلى" قطعة بنبون مغطاة بشيكولاته حلوة المذاق.. فصوتها يشعرك بشلال ينساب فى رقة ويسر.