كلما هل علينا رمضان جديد .. يتردد سؤال بداخلى .. لماذا ظلت أغانى مثل "رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه أهلاً رمضان" لعبد المطلب، وأغنية "وحوى ياوحوى" للمجموعة وأخيرا أغنية "هاتو الفوانيس ياولاد رح نزف عريس ياولاد رح يكون فرحه تلاتين ليله" لمحمد فوزى. أعود فأتساءل لماذا ظلت تلك الأغانى، هى إشارة بدء الشهر الكريم ، لماذا رغم مرور السنوات وتعاقب الأجيال عليها لا نشعر أن رمضان قد حل إلا مع هذه الكلمات والألحان، وذلك على الرغم من أن هناك عشرات ، بل مئات الأغانى والقصائد الجديدة التى استمعنا إليها فى السنوات الأخيرة والتى تصنع مع حلول رمضان جديد .. نسمعها ربما مرة أو اثنتين ولا يبقى بداخلنا أو بذاكرتنا شىء منها، وتظل أغنية "رمضان جانا" هى بطلة الشهر الكريم. إلى أن كان رمضان 9002 وأغنية جديدة تقول كلماتها: وحوى يا وحوى مرحب رمضان رمضان جنه.. جت م الرحمن شمعه بتكبر .. أيوحه فى فانوس أخضر أيوحه رمضان نور وهلاله يبان دايما فرحان رمضان فرحه.. أيوحه شجره وطرحه .. أيوحه إدينى بلحه .. أيوحه بيتك عمران بياميش رمضان. وحوى ياوحوى مرحب رمضان رمضان جنه جت م الرحمن إصحى يا نايم ربك دايم ده سحور بركه وخير للصايم شبابيك ألوان.. فى حيطان وبيبان. زينة رمضان فرحان من قلبى زى زمان الكلمات كتبها الشاعر نبيل خلف ولحنها الموسيقار وليد سعد وغناها الصوت المصرى جدا محمد منير، فلو غنى تلك الكلمات أحد غيره ماصدقناه .. فإنه أسمر.. ملامحه تعكس تعاقب السنين عليه أى "الخبرة" .. تعكس حلاوة النيل وعظمة هذا الشعب بملامحه الممزوجة بطعم التاريخ والمعاناة. أما الصورة فإنها زاخرة بطقوس رمضانية محببة إلى قلوبنا .. تجمع الأطفال بالفوانيس.. تجمع الشباب ينشرون تعاليق رمضان التى يتوسطها فانوس كبير.. صانع الكنافة وبائع القطايف .. الشوارع الضيقة القديمة.. كل هذا يجول فيه محمد منير بصوته العذب وحضوره الطاغى، وكأنه تحول فى هذه الأغنية إلى طفل يسير بفانوس صغير يمارس نفس طقوس الأطفال. الأغنية أخرجتها المخرجة المتميزة هالة خليل ثم تم تصويرها فى حارة باستوديو مصر واستمر التصوير ثلاثة أيام. آخر حركة أغنية وحوى ياوحوى لنبيل خلف ووليد سعد ومحمد منير وهالة خليل .. ستعيش معنا للسنوات المقبلة .. سيحفظها الصغار والكبار .. لأنها ببساطة خرجت من القلب فاستقرت بداخلنا.