كان كل شىء متوقعا، فحالة الاحتقان الكروية كانت واضحة للكل، ومع ذلك لم يتحرك أحد، وأصر الجميع على استمرار الدورى فى وقت لم يكن مناسباً على الإطلاق لإقامته، وإذا أقيم كان لابد من إجراءات غير التى كانت وأدت إلى وقوع الكارثة! لا أحد يبحث عن المسئول الحقيقى الآن، الكل يبحث فى الأدلة والبراهين، دون أن يغوص فى أعماق المشكلة! لكننا إذا أدرنا أزرار الريموت كنترول أمام الشاشة السحرية التى يجلس أمامها الكل الآن سنكتشف أن هناك محرضين يجلسون أمام الكاميرا دون وعى حقيقى لما يقولون نراهم يبثون سموم الفتنة بدون أى رادع، ودون أن يسألهم أحد عما يقولون أو يفعلون فى نفوس من يشاهدونهم ويتأثرون بما يقولونه عن وعى أو عن غير وعى! حذرنا مرارا أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها؟ لكنهم يصرون وللأسف يزالون - على إشعال نار الفتنة بلا وازع من ضمير، أو خوف على وطن ينزف دما كل يوم.. كل الذى يهمهم شهرة زائفة، ودفاع عن أفكار خرقاء عفنة لا تؤدى إلى الخراب والموت! حتى الآن وللأسف نجد مذيعى البرامج الرياضية ينفخون فى نار الفتنة صباحا ومساء، يلقون اتهاماتهم، ويثيرون العصبية، ويؤكدون أفكارهم الخرقاء التى لا تؤدى إلا إلى الموت. إنهم يدافعون عن أنفسهم، وعن مصالحهم الخاصة فقط دون النظر إلى الصالح العام، ولا صالح اللعبة، ولا صالح الناس الغلابة الذين يدفعون من قوت يومهم ثمن الملايين التى يقبضونها كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر! حتى الآن مازال العابثون بمصير الأمة يجلسون أمام الكاميرا ويقولون نفس الكلام ويبثون نفس السموم فى آذان الناس الغلابة الذين يصدقون ما يقولون، ويفعلون ما يؤمرون. إنهم لا يتورعون عن الدفاع عن التعصب بدافع البحث عن الجناة والمجرمين. يدافعون عن روح الفانلة بدافع القبض على البلطجية القتلة، ولا يتركون الأمر لمن بيده سلطات التحقيق. أرجوكم، قليل من حمرة الخجل فى الوجوه، لأن ما فعلتموه خطير جدا، وأدى إلى ما وصلنا إليه من حالة يرثى لها فى ملاعبنا.. أنتم القتلة الحقيقيون الذين حولوا المشاهدين إلى جناة! بدلا من أن يستمتعوا باللعبة تحولوا إلى متعصبين لا أكثر ولا أقل. الكرة توقفت، ومازلتم تتحدثون وتتكلمون فى الفاضى والمليان، لأنها فى النهاية مصالحكم الخاصة جدا، لكن بالتأكيد سينصرف المشاهدون عنكم قريبا جدا، بعد أن يكتشفوا الشباك التى أوقعتموهم فيها!