∎ حقيقة ما حدث أثناء مباراة الكرة فى بورسعيد بين المصرى والأهلى اضطر برلمان الثورة إلى عقد جلسة طارئة.. لمناقشة ما جرى من أحداث دامية التى تصل إلى حد «المجزرة» التى تسببت فيها «مباراة كروية» فى هذه الصورة المأساوية التى استشهد حوالى 77 شهيداً وأصيب فيها ما يقرب من 1381 مصابا وتضاءلت معها معظم القضايا التى كانت مدرجة على جدول أعمال المجلس.. سواء من القضايا المهمة التى كان ينوى مناقشتها ومن البيانات العاجلة التى تحمل قضايا تشغل الرأى العام مثل الحوادث والسرقات وقطع الطرق.. والاختطاف.. والانفلات الأمنى وغيرها من القضايا التى لم تكن تعرفها مصر من قبل! وما جرى فى بورسعيد للأسف كان اعتداء مدبرا على شبابنا من لاعبى ومشجعى الكرة التى حولت المباراة إلى مجزرة بات أهلها ليلة حزينة وهم فى مأتم لبشاعة الحدث! ولذا كان لانعقاد هذه الجلسة الطارئة أهمية كبرى والتى خصصت للوقوف على الأسباب من وراء هذه المجزرة التى أدت إلى هذا الحدث الجلل الذى وصفه النواب بأنه يوم أسود حزين على مصر وعلى كل بيت بورسعيدى.. والذى شن هجوما شديدا على وزير الداخلية مطالبين بإقالته.. كما وجهوا انتقادات بالغة للمجلس العسكرى لتدخله فى إصدار بعض القوانين ليست من اختصاصه بشأن الانتخابات الرئاسية.. وقانون تنظيم الأزهر وهو ما يراه البرلمان إهداراً لحق المجلس التشريعى وتعديا على تخصصاته، لذا طالب د. سعد الكتاتنى رئيس المجلس بعدم تدخل المجلس العسكرى فى أعماله، متوعدا بأن المجلس لن يتهاون فى حقوقه التشريعية، وهو ما دفع حسين إبراهيم ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة للمطالبة بضرورة إعادة النظر فى القانون الرئاسى وقانون الأزهر اللذين أصدرهما المجلس العسكرى لأنه لا يرى مبررا لتقمص المجلس العسكرى لدور البرلمان، ويسمح لنفسه بإصدار القوانين مضيفا أنه آن الأوان أن ينقل الحكم إلى السلطات المدنية ليعود البرلمان لممارسة دوره التشريعى. ∎ وفى الجلسة الطارئة لبرلمان الثورة أكد د. كمال الجنزورى، أنه سوف يصدر قريبا قانونا لتنمية سيناء وإنشاء جهاز مستقل لإدارتها ليمنح لأبنائها حق تملك أراضيها إلى جانب ضم شركات استصلاح الأراضى تحت مظلة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى من خلال الشركات القابضة لتحقيق الاستقرار لنحو 20 ألف عامل، كما سيطبق ذلك أيضا فى شرق التفريعة وذلك من خلال مستثمرين جادين لتحقيق الاستقرار المادى والمعنوى لعشرين ألف عامل. ∎ وفى جلسة اليوم الثانى لانعقاد برلمان الثورة طرحت للمناقشة البيانات العاجلة الأربعة عشر من 140 بيانا لأهميتها وحفاظا على وقت المجلس ولتشابه كثير منها ببعضها، لذا رأى د. الكتاتنى تحويلها إلى اللجنة المختصة، وعلى الرغم من ذلك اعترض عدد كبير من النواب لأنهم يرون أن التعامل البرلمانى مع البيانات العاجلة بهذه الصورة يفقد «البيان العاجل» أهميته وقيمته، بالإضافة إلى مصادرة حق النائب فى التعبير عن حق الناس بشأن قطع الطرق.. واسترداد الأموال المهربة. وعند مناقشة البيانات العاجلة اعترض عدد كبير من النواب لعدم إدراج بياناتهم للمناقشة لاكتفاء رئيس المجلس بالأربعة عشر بيانا، مما اضطر د. الكتاتنى إلى أن يعلن أنه لن يسمح لأحد أن يحول المجلس إلى فوضى. ∎ ثم انتقل المجلس لبدء تشكيل اللجان ال 19 ورأينا حزب الحرية والعدالة حصد عشر لجان، وحزب النور حصد ثلاث لجان، بينما بقية الأحزاب حصد كل منها لجنة واحدة، وشهدنا د. عصام العريان الذى اختار لجنة العلاقات الخارجية وأنه يرى أن توزيع اللجان بهذه الصورة سوف يحقق آمال الجماهير بمختلف اتجاهاتهم، كما شكلت لجنة القيم برئاسة رئيس المجلس، وعضوية رؤساء اللجان وكذلك عضوية ثلاثة أعضاء هم أكرم الشاعر ومريان ملاك وباسل عادل، كما تم فى الوقت نفسه تشكيل اللجنة العامة برئاسة رئيس البرلمان وعضوية الوكيلين د. أشرف ثابت ومحمد عبدالعليم وخمسة من الأعضاء سوف يتم اختيارهم فى الجلسة المقبلة. ∎ وبمجرد الانتهاء من تشكيل اللجان عقدت لجنة القوى العاملة وناقشت ربط الأجور بالأسعار وطالب الأعضاء بضرورة وضع الحد الأدنى للأجر، مما يوفر للمواطنين احتياجاتهم الأساسية، كما ناقشت اللجنة قانون التأمينات والمعاشات لكى يتضمن رفع الحد الأدنى للمعاش وإقرار زيادة سنوية تكفى لمواجهة الأسعار، كما ناقش قانون العمل والعمل على تعديله ليوفر المطلوب للشباب للعمل بالقطاع الخاص، وأيضا دراسة تفعيل نسبة 5٪ الخاصة بالمعاقين، وكان من بين الاقتراحات التى طرحت للمناقشة إحالة المرأة للمعاش فى سن الخامسة والخمسين! ∎ أيضا عقدت لجنة الشباب برئاسة أسامة ياسين الذى بدأها بأحداث بورسعيد وكيف كانت ليلة حزينة وحزينة جدا لما ارتبطت بدماء الشهداء، وما حدث ليلتها يشير إلى سيناريو الفوضى والعنف بهدف إجهاض الثورة، وطالبت اللجنة بضرورة وسرعة محاكمتهم لأن هؤلاء هم المتحالفون لمناهضة الثورة وهم الذين نرى أيديهم ملطخة بدماء الشهداء وهؤلاء الذين يسكنون فى سجن طرة! ∎ واختتم المجلس أعماله بتشكيل لجنة تقصى الحقائق تقوم على التوجه إلى بورسعيد لتقوم بمهمتها التى شكلت من أجلها لترى وتسمع وتبحث بالدراسة والمعاينة على الطبيعة الأحداث وتشاهد آثار المعركة وآثار الدماء، ومشاهدة آثار الاعتداءات على الأهالى لتقدم «الحقيقة مجردة» والمعاينة على الطبيعة، وآثار المعركة وآثار الدماء والاعتداءات على الأهالى.. والتقت لجنة تقصى الحقائق بأهالى بورسعيد وسجلت كل ما يظهر الكارثة لمعرفة مرتكبى الجريمة أو المجزرة بمعنى أصح وكل ما هو وراء هذه الكارثة للوقوف على مرتكبى الحادث ومرتكبى هذه الجريمة الشنعاء من أجل دماء هؤلاء الشهداء!