لاشىء أكتبه من خيالى، فأنا حريصة على مصداقية القراء والقارئات، ولهذا أقتطع شريحة من الواقع الحى وأحبسها فى فرخ من ورق! هناك أنماط من البشر تعيش بيننا ولانسلط عليها الضوء رغم خطورتها على الهناء العائلى فى بيوتنا! من هؤلاء (صنف من الرجال) تخصص فى السرقة وهو (حرامى الزوجات)! يدخل البيوت تحت ستار صداقة الأزواج ويخطط لسرقة الزوجات. إنه - أولا - يعرف بحكم اقترابه طبيعة العلاقة. إنه - ثانيا - يعرف من الزوج معاناته الخاصة جدا، ثالثا، إنه يلاحظ متى تتضايق الزوجة ولحظات ما قبل الانفجار. إنه - رابعا - يقف فى صف الزوجة التى تستريح لهذا الموقف، إنه - خامسا - يسأل عنها فى الموبايل فى أوقات هى قادرة على الرد فيها.. ويتعمد الاستماع أكثر من الكلام.. ويعرف أكثر مم تعانى الزوجة، فإذا كانت تشكو الزوجة من ندرة كلامه الحلو، أمطرها بأحلى الكلام، وإذا كانت الزوجة تشكو من بخل الزوج، أمطرها بالهدايا، وإذا كانت تشكو من قلة الظهور فى المجتمعات افتعل أى مناسبة لخروج الزوجين، كانت تشكو من ضعف نظره إذا قصرت شعرها أو غيرت طلاء أظافرها، ركز جيدا على كل جديد يبدو عليها. امتدح لون الروچ، وجمال طلاء أظافرها، وجمال ذوق حقيبتها مع حذائها الأنيق، وأظهر إعجابا بالبرفان الجديد، كل هذا يصادف ارتياحا عند الزوجة المتعطشة للكلمة الحلوة والهدية الجميلة والاهتمام بنفس طويل. ولكن جزءا من (استراتيجية) حرامى الزوجات أنه بعد قليل يختفى لأسباب وهمية، مما يجعلها - أى الزوجة - تبحث عنه وتتصل به وتجد الموبايل مغلقا، ويبدأ اهتمامها« به، بعد أن تعودت على أسلوب أشعل فيها روح المرح والإقبال على الحياة، وودعت الاكتئاب! وتظل تبحث عنه وهو يتعمد الغياب وعدم الرد لتزيد (غلاوته)، نجحت الخطة الذكية فى الإحباط. إنها بدأت تفكر: هل صادفته امرأة أخرى أجمل؟ هل هو مشغول بشابة أصغر منى؟ ثم بدأت تقلق: لماذا لايتصل بى؟ هل أغضبته؟ هل صدر منى ما ضايقه؟ هل يخشى التورط فى علاقة معى؟! قررت أن تسأل عنه زوجها وتعمدت اللامبالاة: صاحبك مختفى ليه؟! وقال الزوج عبارة تقليدية: الدنيا مشاغل، بينما همست هى لنفسها (ولكن لاينشغل.. عنى)! وفى لحظة ما، قررت ألا تفكر فيه، ثم اكتشفت أنها غارقة فى التفكير.. فيه!! ......... وللحكاية بقية!؟ رأى فى العلاقات الإنسانية، أسوأ ما فيها الحرب الباردة دون مواجهة!