سررت كثيرا للفضيحة التى نشرها الزملاء الأفاضل عادل حمودة فى جريدة "الفجر"، ومصطفى بكرى فى جريدة "الأسبوع"، وإبراهيم عيسى فى "الدستور"! فرب ضارة نافعة! فقد كانت جامعة النيل التى بدأت فى القرية الذكية، وتمارس عملها فى شهر سبتمبر المقبل من مبانيها فى مدينة الشيخ زايد فى حاجة إلى هذه الفضيحة لكى يعلم الشعب المصرى حكايتها بالكامل، ولطالما طلبت من المفوض بأعمال رئيس الجامعة الدكتور طارق خليل ومن الدكتور أسامة مصيلحى العضو المنتدب للجامعة فى طور التأسيس والإنشاء، ووضع المناهج الدراسية أن يقوما بشرح أمر إنشاء هذه الجامعة، حتى يعرف المصريون أن حدثا أكاديميا مهما يجرى التجهيز والترتيب له، ولكنهما رفضا، وقالا: عندما يكتمل كل شىء فسوف نتحدث ونروى القصة كاملة. ولكن زملائى الأعزاء سبقوا وأفشوا السر للشعب المصرى فى اليوم نفسه الذى اجتمع فيه المؤسسون فى المبانى الجديدة للجامعة فى مدينة الشيخ زايد، وهو يوم الثانى عشر من شهر أغسطس عام 9002، أى منذ أسبوع فقط. وإذا كان الزملاء نشروا نبأ إنشاء جامعة النيل على أنه فضيحة، وأن الدكتور نظيف يستولى على أموال وأرض الدولة من خلال إنشاء الجامعة، والحقيقة أن الدكتور أحمد نظيف أسس جمعية أهلية باسم المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجى، وهذه الجمعية تحملت عبء إنشاء جامعة النيل من خلال التسهيلات التى قدمتها وزارتا الاتصالات والتخطيط، وأيضا وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، والجمعية لا تملك الأرض، لكنها تمارس حق الانتفاع فقط. بدأت الجامعة عملها فى القرية الذكية، وكانت مخصصة للدراسات العليا، ولكن رؤى أن تستقبل الجامعة الطلبة ابتداء من العام الدراسى الذى يبدأ فى أكتوبر المقبل، فى مبانيها التى تم إنشاؤها على مساحة 721 فدانا بمدينة الشيخ زايد، وزودت بأحدث الأجهزة التى سوف يمارس الطلبة والطالبات دراستهم فى معاملها. والفضيحة التى تحدث عنها الزملاء الأعزاء ليست فضيحة حقا، لكنها عمل يستحق التهنئة والإكبار والإجلال عندما تعلن الحقيقة كاملة. جامعة النيل التى تفتح أبوابها فى العام الدراسى الذى يبدأ بعد عيد الفطر المبارك، عمل أكاديمى مهم ونقطة مضيئة فى ظل تدهور التعليم الجامعى فى مختلف كليات الجامعات المصرية. وعندما ننشر قصة إنشاء هذه الجامعة كاملة، وأرجو أن يجتمع المؤسسون ويكتبون تاريخ السنوات الخمس الماضية التى سبقت إنشاء الجامعة، حتى يعرف الجميع الشفافية والنقاء الذى صاحب فكرة إنشاء جامعة النيل التى لا يملكها الدكتور أحمد نظيف! إن قصة أحداث السنوات الخمس الماضية تشبه إلى حد كبير قصة إنشاء الجامعة الأهلية عام 1908، والتى هى اليوم جامعة القاهرة، الجامعة الأم التى أصبحت منارة للفكر وقلعة للعلم. وإنشاء جامعة النيل ليست فضيحة! ولكنها قصة اجتهاد من الدكتور أحمد نظيف فى تطوير التعليم التكنولوجى فى مصر، والذى قاد مسيرته منذ تعيينه وزيرا للاتصالات فحقق الثورة التكنولوجية، وجعل مصر تلحق بما سبقتنا إليه أمم مثل الهند، ومن خلال القرية الذكية والتعاون مع مؤسسات تهتم بتطوير التكنولوجيا استطاع الدكتور أحمد نظيف ومجموعة الأساتذة من المصريين العاملين فى جامعات أوروبا وأمريكا أن يحقق جامعة النيل التى سوف تقود ثورة التكنولوجيا الحديثة فى منطقة الشرق الأوسط. إننى أطالب الدكتور أحمد نظيف والدكتور طارق خليل والدكتور أسامة مصيلحى والدكتور هانى كيرة أمين عام الجامعة وجميع المؤسسين والمشاركين فى كتابة تاريخ إنشاء جامعة النيل بالوثائق حتى يعرف المصريون حقيقة هذه الجامعة التى سوف تقود التطور العلمى فى مصر. والفضيحة الصحفية يمكن أن تتحول إلى دعاية مجانية لفكرة نبيلة قام بها رئيس وزراء مصر الدكتور أحمد نظيف.