وسط ترقب محلى وعالمى اتجهت جميع الأنظار صباح الاثنين إلى مقر البرلمان المصرى لمتابعة جلسة الإجراءات لأول مجلس شعب منتخب بعد الثورة، حيث ينتظر الجميع أن يرى تشكيل البرلمان الذى سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة وسط صعود كبير للتيار الإسلامى الذى حقق نتائج كبيرة وصلت إلى حد الاكتساح فى بعض المحافظات وفى النتيجة الإجمالية بعد تقدم حزبى الحرية والعدالة والنور، وبغض النظر عن النتيجة كانت الصورة العامة لجلسة الإجراءات تتلخص فى جملة كبيرة عنوانها «الفوضى والعشوائية».. خلال السطور القادمة نرصد التفاصيل: بدأ اليوم بجلسة الإجراءات التى رأسها الدكتور محمود السقا نائب الوفد باعتباره أكبر الأعضاء سنا، ومثل فيها الوكيلان، النائبة المعينة ماريان ملاك كمال ونائب النور محمود حمدى، باعتبارهما أصغر الأعضاء سنا وما هى إلا لحظات حتى تحول الأمر إلى مهزلة كبرى وكأننا فى فسحة مدرسة لطلاب السنة الأولى الابتدائية، فقد بدا منذ الدخول أن عدد الأعضاء أكثر من المقاعد المخصصة للجلوس وهو ما أثار عدة أزمات بدأها النائب سيف رشاد عضو مجلس الشعب عن محافظة الإسكندرية عندما دخل ووجد القاعة كاملة العدد فخاطب رئيس الجلسة صائحا ولم يهدأ إلا بعد أن وجدوا له كرسيا يجلس عليه بعدما لجأت أمانة المجلس إلى وضع كراسى إضافية أمام المقاعد الأساسية ليستوعب أعداد النواب ومع ذلك تعرض أكثر من نائب ونائبة لوضع محرج مثلما حدث لمارجريت عازر وحنان أبوالغيط اللتين لم تجدا مقاعد فجلست الأولى بعد فترة فى مقعد إضافى وترك عمران مجاهد نائب دمياط مقعده لزميلته فى المحافظة حنان أبوالغيط. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد لكنها كانت تبدأ وعندما بدأ أداء القسم وقعت أزمة أخرى حيث أصر ممدوح إسماعيل نائب حزب النور على إضافة جملة «فيما لا يخالف شرع الله» للقسم وهو ما دعا رئيس الجلسة إلى طلب إعادة القسم وفق ما تقضى به اللائحة وكرر النائب القسم لكنه أكمل جملته وقال إنها تعليق على القسم، وبعده أضاف خالد نجل النائب الراحل محمد عبدالعزيز شعبان جملة «وأحترم شهداء 52 يناير» وقلده مصطفى النجار وبعض نواب الثورة مستمرة وقلد ممدوح إسماعيل بعض نواب النور وما إن انتهت مرحلة القسم التى كرر فيها النواب أفعال سابقيهم من ترك المقاعد بعد الإدلاء بالقسم والهروب إلى البهو الفرعونى لتبادل أطراف الحديث وتناول الإفطار أو التسجيل مع الفضائيات. وشهدت عملية الترشح أزمة جديدة عندما أصر بعض النواب على أن يقول كل مرشح نبذة عن نفسه وبعد شد وجذب وافق رئيس الجلسة فتحدث أولا يوسف البدرى نائب «فوه» وهو صاحب محطة بنزين مهاجما الإخوان وقائلا إن ما يحدث هو عملية تعيين كما كان يحدث فى السابق وتدخل السقا لإطفاء أزمة وشيكة وتلاه النائب مجدى صبرى الذى قال إنه ترشح ليتنازل عن الترشح لزميله عصام سلطان ثم تحدث المرشح الثالث محمد سعد الكتاتنى الذى اختصر فى كلمته وقال إنه يتشرف باختيار زملائه له وأنه لن يخالف اللائحة بالحديث عن نفسه، وأخيرا تحدث المرشح الرابع عصام سلطان الذى وجه خطابه لنواب الإخوان قائلا: إنه يشرفه أن يكون واحدا منهم ولفت السقا نظره إلى أن الحديث يجب أن يكون للقاعة لكنه استمر فى الحديث وإلقاء الشعر طالبا أن يختار النواب الأفضل حتى قطع عنه الميكروفون لتبدأ عملية التصويت. ∎ سوق البرلمان فى يوم جلسة الإجراءات تحول البرلمان إلى سوق حقيقية بسبب الأمين العام سامى مهران الذى أعطى تصريحات لكل من طلب من القنوات الفضائية وغير الفضائية ومواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك رغم أن الجلسة مذاعة على الهواء مباشرة فتحولت ساحة المجلس وقاعة البهو الفرعونى إلى سوق عكاظ فلا أماكن للجلوس ولا للمرور أحيانا وامتلأت الشرفة الإضافية دونما تنظيم حقيقى بجلسة افتتاحية لبرلمان الثورة. وزاد من سوء العملية عدم التزام عدد من النواب بالتقاليد والأعراف البرلمانية لقلة خبرتهم وعدم حصولهم على التدريب الكافى قبل حضور الجلسة كما فعل حزب الحرية والعدالة مع نوابه الذين تلقوا تدريبات برلمانية وقراءة فى اللائحة وطريقة التصويت فى القاعة وفى انتخابات اللجان وهى تدريبات استمرت حتى ليلة جلسة الإجراءات، حيث عقد نواب الإخوان اجتماعهم الأخير فى مقرهم الجديد بقصر يواجه وزارة الداخلية ولايبعد سوى أمتار قليلة عن مجلس الشعب. ∎ تم اختيار الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيساً لمجلس الشعب بأغلبية الأصوات فى الانتخابات الداخلية بالمجلس لاختيار رئيسه حيث حصل على 399 صوتاً من إجمالى 496 صحيحاً بينما حصل منافسه المحامى عصام سلطان على 87صوتاً ثم النائب يوسف البدرى على 10 أصوات فقط. لقطات من البرلمان ∎ عمرو حمزاوى ونواب الثورة مستمرة ارتدوا أوشحة مكتوباً عليها «لا للمحاكمات العسكرية». ∎ حزب الحرية والعدالة وزع لائحة البرلمان على كل أعضائه وكان الكتاتنى وأشرف بدرالدين يتناقشان فى نصوصها مع كل أزمة داخل القاعة. ∎ النائبة الإخوانية رضا عطوة أصرت على أن يناديها قارئ الأسماء فى الجلسة بالسيدة وليس السيد، ولم تتل القسم إلا بعد تصحيح النداء. ∎ النائب عمران مجاهد دعا نواب دمياط من الإخوان والوفد والمستقلين للإفطار على حسابه فى البهو الفرعونى. ∎ الدكتور محمود السقا رئيس جلسة الإجراءات طلب منه المجلس توجيه تحية للمجلس العسكرى على جهوده فى الثورة وإنجاحها وكذلك الانتخابات البرلمانية وإنهائها بشكل جيد ووافق المجلس بالإجماع. ∎ أمين إسكندر نائب العاهرة لم يكن موجودا عندما تمت المناداة على اسمه. ∎ النائب مصطفى بكرى كان أكثر النواب تسجيلا مع القنوات الفضائية. ∎ النائب مصطفى النجار كان العضو الوحيد الذى وضع علم مصر كوشاح طوال اليوم. ∎ عدد قليل من النواب تلا اليمين الدستورية دون القراءة من الورقة أبرزهم البدرى فرغلى وعمرو حمزاوى. ∎ نائبات الإخوان حرصن على الجلوس فى مقاعد متجاورة وسط نواب الكتلة. ∎ لجنة الإشراف على الانتخابات التى شكلت برئاسة المستشار محمود الخضيرى لقيت استحسان جموع النواب رغم أنها ضمت ثلاثة أعضاء من تحالف الإخوان لثقتهم فى أداء المستشار الخضيرى. ∎ إدارة الصحافة بذلت جهدا كبيرا فى تنظيم جموع الصحفيين والإعلاميين رغم العدد الكبير ووضعت ستيكر يميز مكان كل صحيفة. ∎ النائب أشرف بدرالدين نائب الإخوان جلس فى مكان الراحل كمال الشاذلى، بينما جلس بجواره سعد الكتاتنى فى نفس المكان الذى كان يجلس فيه سرور أثناء جلسة الإجراءات فى السنوات الماضية.