ما يترتب على ظهور التوك توك فى حياتنا أكثر من كونه زحاما وربكة طريق، ما يترتب عليه ثقافة العشوائية التى نعيشها وتلتهمنا بكل قوة وفى كل المناحى، وهذه مشاهد حية من الحياة عن سيادة التوك توك.. المشهد الأول: فقد شكت لى مصصمة أزياء لها بصمتها وإنتاجها المميز أنها لا تجد عمالا لمصنعها الذى يعمل فى الحالات العادية بخمسة وعشرين عاملا وفى طاقته القصوى بستة وثلاثين عاملا، فى حين أنها هذا الموسم لم تجد سوى تسعة عمال فقط!! مما أربك إنتاجها بشكل كبير، وحين لم تجد تفسيراً لعزوف العمال عن العمل بالمصنع الذى يعملون فيه منذ سنوات ويحصل كل واحد منهم على (006) جنيه فى الأسبوع وبعد بحث وتدقيق اكتشفت أن العمال اكتفى كل منهم بشراء توك توك أو اثنين ويسلمهما لصبى صغير ويطلب منه أن يأتى بمبلغ (08) جنيها يوميا ثم يقضى العامل يومه على القهوة دون أى مجهود أو عناء ولا عزاء لقيمة العمل. المشهد الثانى: فى زيارة من الزيارات المعتادة من أصحاب العربيات المستعملة للميكانيكى شكى لى المعلم بسيونى أشهر ميكانيكية الهرم من عدم وجود صبيان للعمل بالورشة وأن الصبيان المقبلين على الحرف فى انقراض ليس بسبب اتجاههم للتعليم مثلا ولكن لاتجاههم للعمل كسائقين للتوك توك، وبحكمة الأسطى بسيونى وخبرته قال لى: التوك توك سيؤدى إلى انقراض المهن لأنه لم يعد هناك الصبى الذى تصحبه أمه ليتعلم صنعة أو حرفة، فالصبية يميلون للرعونة لذلك يفضلون ركوب التوك توك والانطلاق فى الشوارع دون ضبط أو ربط حتى أنهم يتعرضون لعالم المخدرات والإدمان!!، انتهى كلام عم بسيونى، لكن ما لا أفهمه شخصيا إذا كان التوك توك أمراً واقعاً لماذا لا يكون قيادته برخصة قيادة فى محاولة جادة للإقلال من الأخطار الفتاكة للمجتمع بكل أطرافه!! يا رب حد يسمعنا..