- التغاضي عن كل التجاوزات التي وقعت في المرحلة الأولي للانتخابات هو نتاج طبيعي لطريقة إدارة البلاد خلال الشهور الماضية أما الكم الهائل لهذه التجاوزات فهو الأمر المتوقع نتيجة عدم الالتزام بتطبيق القانون. طريقة إدارة البلاد في الشهور الماضية ماشية بالبركة وبأسلوب كبر دماغك.. كل ما تم من تجاوزات كان من وجهة نظر اللجنة العليا للانتخابات «تجاوزات غير مؤثرة» تصوروا تغير رقم مرشح في القائمة يوم الانتخابات جورج إسحاق تجاوزات غير مؤثرة، العثور علي صناديق من أوراق الترشيح في المهملات غير مؤثر، إلغاء نتائج مئات الصناديق في دائرة واحدة غير مؤثر، رفض قضاة التوقيع علي الأوراق غير المختومة مما أدي لاستبعادها أثناء تغييرها في اللحظة الأخيرة، تجاوزات غير مؤثرة!! استخدام شعارات دينية في الانتخابات كان من أكثر التجاوزات التي تغاضت اللجنة عنها. هذه النقطة بالذات أنا أراها نتيجة طبيعية لعدم تطبيق القانون، فالإعلان الدستوري يقر عدم السماح بإنشاء أحزاب علي خلفيات دينية، ورغم ذلك تمت الموافقة علي أكثر من حزب للإخوان والسلفيين والجهاد والجماعات الإسلامية.. هل يعقل أن نصدق أن هذه الأحزاب لا تقوم علي أسس دينية؟ هل سبق لأحد أن رأي أعضاء من هذه الأحزاب في التليفزيون يتحدث عن أي شيء دون أن يرده لتفسيره للدين والإسلام والشرع والشريعة والفقه والحديث. السماح بقيام هذه الأحزاب هو الجريمة الكبري التي ارتكبت في مصر بعد الثورة وكان من الطبيعي بعدها أن تستمر وتتوالي الأخطاء إلي أن تصل لهذا الكم من التجاوزات في الانتخابات، ثم التجاوز عن هذه التجاوزات. -الحمد لله استطاع الدكتور كمال الجنزوري أن يستقر علي حوالي ثلاثة عشر وزيرا لحكومة الإنقاذ الوطني التي تم تكليفه بها منذ ما يقرب من أسبوعين. صحيح أن كل هذه الأسماء كانت موجودة في حكومة تسيير الأعمال المستقيلة لكن مش مهم المهم إنه حصل.. فات الكثير ما بقي إلا القليل. صحيح أنا مش فاهمة.. ليه؟ بمعني ما هو الذي لم يستطع هؤلاء الوزراء تقديمه أو إنجازه في وزارة الدكتور شرف ولكنهم يستطيعون تحقيقه في حكومة الجنزوري، لكن مش مهم فات الكثير.. المشكلة أو المعضلة الصعبة علي الفهم تكمن في سؤال: ما هي بالضبط مهام حكومة الإنقاذ الوطني.. أي حكومة للإنقاذ الوطني؟ حتي الآن حسب تصريحات الدكتور كمال الجنزوري فإن تنمية وتعمير سيناء وإحياء توشكي وشرق العوينات هي أهم أولوياته ولأن السؤال يؤدي إلي سؤال فأنا أتساءل لماذا لم تسند هذه المهمة لحكومة شرف وكنا خلصنا وأتساءل: ما هي المدة المفروض أن تستمر فيها حكومة الإنقاذ الوطني في تأدية مهامها حتي تستطيع أن تنقذ الوطن؟ وأعود لتصريحات د. الجنزوري: «إدوني سنتين وحتشوفوا توشكي حتبقي إيه» سنتين!! راسم علي كبير.. عموما قد يقول قائل: سنتين في عمر حكومات الإنقاذ الوطني مش كتير ماشي.. المهم نبدأ إذا كان أسبوعين من العمل الشاق المتواصل لم يؤد إلي اختيار نص الوزراء تفتكروا محتاجين أد إيه لنصل إلي نقطة البداية؟ - أتمني علي الله أن تكون أولي أولويات حكومة الإنقاذ الوطني أن يرحموا هذا الكم من البشر من حمل أنبوبة البوتاجاز والوقوف بها لساعات في طابور طويل ودفع خمسين جنيها علي الأقل ثمنا لها. كل الملفات التي فشلت فيها إدارة البلاد طوال الشهور العشرة الماضية كوم وملف الأنبوبة كوم آخر. كنا من قبل نسمع عن هذه الأزمة مرة في السنة تتزامن مع دخول الشتاء، في هذه الشهور سمعنا عن هذه الأزمة أربع مرات.. لماذا؟ الصدفة قادتني للمرور بمنطقة الفسطاط وشاهدت طابورا طويلا يقف جنبا إلي جنب مع سيارات السريحة الذين استطاعوا الحصول علي بعض الأنابيب ويقومون ببيعها بأسعار مضاعفة عدة مرات لمن يستطيع دفع ثمنها، يعني فساد.. ثم سمعت جزءا من رد للدكتور جودة عبدالخالق في مداخلة تليفونية علي القناة الأولي يقول فيها إن سبب الأزمة هم البلطجية.. برضه؟ البلطجية سيطروا علي منافذ التوزيع وعلي محطات التعبئة.. يادي الحوسة!! لكنه قال مبشرا المواطنين إنه الحمد لله قد اجتمع يوم السبت الماضي مع المجلس العسكري لحل هذه الأزمة.. ياربي طب ليه ما اجتمعتش من زمان؟ رجاء من الدكتور جودة ومن اجتمع معهم من المجلس العسكري: اهتموا بتوصيل الغاز الطبيعي للبيوت، اخلصوا نهائيا من أزمة الأنابيب يمكن، يمكن ربنا ينفخ في صورتكم وتاخدوا بالكم من باقي الأزمات.