لم أكن يوما أفكر على الإطلاق فى التوجة إلى اللجان الانتخابية لكى أدلى بصوتى فى أى انتخابات برلمانية لأننى كنت أدرك جيدا أنه سوف يتم تزوير نتائجها لمرشح الحكومة وللحزب الحاكم كما هو المعتاد وكان هذا حال لسان جميع مواطنى الدائرة فكانوا يحجمون عن المشاركة لكونهم على دراية بمعرفة النتيجة مسبقا. ولكن تغير الحال بنسبة 180 درجة فاليوم الذى كنت لا ترى فيه مواطنا واحدا يذهب إلى صناديق الاقتراع.. تحول إلى عرس انتخابى من خلال توافد العديد من المواطنين سواء رجال أو سيدات أو شباب أو كبار سن للتصويت والمشاركة من خلال طوابير عديدة أمام المدارس استمرت من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من يومى التصويت. شهدت اللجان الانتخابية بمنطقة حدائق القبة إقبالا كثيفا غير معهود من الناخبين والناخبات على لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى اختيار مرشحى الدائرة الثانية بالقاهرة «فردى» والتى تشمل مناطق الزيتون وحدائق القبة والوايلى والأميرية وكذلك اختيار مرشحى الدائرة الأولى بالقاهرة «قائمة». وتجاوزت طوابير الناخبات فى طولها الكيلو متر وأكثر؛ وسط تواجد قوات الجيش والشرطة لتأمين اللجان الانتخابية. فهؤلاء المواطنون منهم من أراد أن يأتى إلى اللجان لكى يشارك بجدية فى صنع مستقبل بلاده ولا يرضى بأن يأتى يوم آخر لنجد فيه نائب الرشاوى بل يريدون نائبا جادا ومنهم من أراد أن يأتى اليوم لكى لا تقع عليه غرامة نتيجة عدم إدلائه بصوته ومنهم من أراد أن ينصر تياره الإسلامى. ومن ناحية أخرى وزع شباب حركة «امسك فلول» الآلاف من المنشورات على الناخبين المتواجدين بمحيط لجان الاقتراع وذلك لتوعيتهم بكيفية الإدلاء بأصواتهم والحث على التدقيق فى اختيارهم للمرشحين للأهمية التى يمثلها البرلمان القادم فى تاريخ مصر. وفى ذات السياق فلقد سادت حالة من الضيق والاستياء نتيجة تأخر وصول أوراق الانتخاب إلى لجنتى مدرستى النقراشى الإعدادية بنين، والقومية المشتركة الإعدادية والابتدائية ومدرسة الدويدار بدائرة حدائق القبة حتى الساعة 11 صباحا، مما أثار استياء المواطنين الذين توافدوا على المدرستين منذ الساعة 8 صباحًا بطول شارع رمسيس، خاصة أنه لم يسمح لهم بالدخول على الرغم من وجود القضاة فى اللجان. وأرجعت قيادات قوات الجيش المتواجدة لتأمين اللجان، سبب التأخير إلى عدم وصول أوراق التصويت التى من المفترض أن تأتى من مدينة نصر. وخصص الجيش مدرسة النقراشى للسيدات فقط للإدلاء بأصواتهن، فيما صوت الرجال وحدهم فى مدرسة القومية المشتركة. وشهدت اللجان استمرارًا للدعاية الانتخابية خارج المقار الانتخابية، على الرغم من حظر اللجنة العليا للانتخابات لذلك قبل بدء التصويت ب24 ساعة، حيث وزع مندوبو المرشحين منشورات على الناخبين بها أسماء المرشحين ورموزهم، فضلا عن لصق بوسترات لهم على حوائط المدارس من الخارج. ومن ناحية أخرى أكد على حمادة نائب أمين حزب الوفد بحدائق القبة وأحد مراقبى الحزب للانتخابات أن عددا من اللجان فى دائرة حدائق القبة لم تفتح أبوابها حتى الساعة العاشرة والنصف ومنها لجان مدرسة المؤسسة ومدرسة عاطف السادات ومدرسة طه حسين. وعند سؤال مسئول اللجنة قال إن أوراق الانتخاب تأخرت فى حين أن الحقيقة هى أن الموظفين فى اللجان لم يحضروا إلا الساعة العاشرة صباحا، الأمر الذى أحدث حالة من الزحام الشديد أمام اللجان.