عشرات القنوات الدينية.. انتشرت خلال السنوات الماضية.. لا ندرى من أين تمويلها.. تغازل مشاعر البسطاء بالدين.. وساهمت فى الترويج للسياحة الدينية.. الحج والعمرة.. بشكل مباشر وغير مباشر.. ساهمت فى انتشار ظاهرة العمرة والحج المتكررة.. قنوات تقدم رسالة إعلامية تعبر فقط عمن يمولها..!! * مغازلة مشاعر الدكتورة نادية رضوان رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة قناة السويس عبرت عن رؤيتها حول تأثر المشاهد بالقنوات الممولة من المملكة العربية السعودية لنشر الفكر الوهابى فى مصر خاصة حول دفعه للحج أو العمرة لأكثر من مرة.. حيث قالت: أنا غير عاتبة على الفضائيات لأن الاتجاه العام لمعظم القنوات الآن أصبح بيزنس الدين وتحول الدين إلى تجارة من خلال المسابقات الدينية للكسب برحلة عمرة أو حج من خلال الأناشيد الدينية التى تضعها على الموبايل.. لابد أن يكون لنا من يحمينا ويحلل الرسالة الإعلامية لمعرفة ما تحمله من معان وما تهدف إليه ولابد أن تكون الرسالة الإعلامية متفقة مع مصلحة أو الوطن وليس ضده.. أنا أعتبر أن الأزهر والدين المعتدل الذى كنا نعيشه منذ35 سنة ماضية كان أفضل كثيرا وكان هذا ما يميز مصر عن غيرها.. أما ما يحدث الآن فيأخذ بمصر إلى الخلف والحضيض.. أصبحت هذه البرامج والقنوات تغازل مشاعر الجمهور الإيمانية بكسبهم رحلة حج أو عمرة وتعزيز ذلك فيهم لعمل هذه الفرائض التى اقترنت بالاستطاعة أكثر من مرة.. فأنا لدى خادمة أسرتها كبيرة وتقوم بعمل جمعيات وحرمان نفسها وأولادها والأخذ من قوتهم اليومى والاستدانة للغير لعمل عمرة أو حج مقابل أنها تنام وأولادها بدون عشاء.. هذا الفكر خاطئ.. فالحج الذى هو مرة فى العام اقترن بالمقدرة والاستطاعة وبالتالى العمرة.. ولكن هذه القنوات تقوم بعمل غسيل مخ للمشاهد من خلال الدعايا المهولة لزيارة هذه الأماكن المقدسة.. وللأسف تستغل فكرهم وبساطتهم فى ذلك فنحن من أعطينا للفكر الوهابى مكانا لينمو فيه عندنا ويترعرع.. أين أزهر الألف عام من المفترض هو من يسمح بدخول إعلانات معينة وشيوخ معينين وفكر مناسب لنا.. ولكن ما تتبعه القنوات من سياسة ترهيب وترغيب بين الجنة والنار تؤثر باستمالات التخويف لدى المشاهد وتجعله يقبل على عمل العمرة سنويا وهكذا الحج على الرغم أنه ليس فرضا علينا كمسلمين عمل الحج والعمرة أكثر من مرة فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج سوى حجة الوداع.. لابد أن نحافظ على فكرنا ولا نعطى عقولنا لغيرنا يفكر به ويضع فيه ما يريد. * مخطط لانهيار اقتصادنا كما شاركت الدكتورة ثريا عبدالجواد دكتور علم الاجتماع بجامعة عين شمس قائلة: المملكة العربية السعودية تحديدا تستخدم جميع الطرق لتوصل لنا فكر التشدد الدينى والسلفية من ضمن هذه الطرق ما ظهر علينا فى السنوات الأخيرة من تشدد.. واستخدموا آلية أخرى وهى القنوات الفضائية وأنا أعتبرها أحد المخططات لدخول مصر فى الفكر الوهابى عن طريق زيادة قناعات المشاهد الدينية والتى هى فى الأساس موجودة بداخله فيصبح أكثر تلبية للوازع الدينى عن طريق تكرار عمل الحج والعمرة حتى إن لم يكن يحتكم ويمتلك المال الذى يجعله قادراً لأداء هذه الفروض.. نحن الآن بدأنا نجنى ثمار هذه الثقافة الصحراوية السلفية المتشددة وهو تخريب الاقتصاد المصرى لأن فلوس الحج والعمرة تصب فى الاقتصاد السعودى وتأخذ من الاقتصاد المصرى وليس ذلك فقط وإنما الترويج للسياحة الدينية بزيارة الأماكن المقدسة أفضل كثيراً من السياحة لزيارة الأماكن الأثرية فى مصر فهم بهذا الفكر الذى ينشروه فى برامجهم يقوموا بضرب السياحة عندنا.. فهذه القنوات أصبحت تكبدنا عناء ليس فقط التشدد الدينى والتفكير المتعصب الذى سيتوغل فى مجتمعنا وإنما بانهيار الاقتصاد وتدمير سياحة الآثار.. فهو مخطط يستخدموا فيه كافة الأسلحة لتمرير هذا الفكر من أجل السيطرة والهيمنة. * ظروف البلد لا تسمح كما عبر دكتور على عجوة عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا عن وجهة نظره فى القنوات الدينية التى تحث على أداء العمرة والحج لأكثر من مرة بصورة غير مباشرة عن طريق استمالات الترهيب والترغيب لدى الجمهور قائلا: أنا بالطبع من أنصار مراعاة الظروف الاقتصادية فى البلد وأن هناك ظرفا استثنائيا لدينا نعيشه ونمر به حاليا فلابد أن نقتصد فى أموالنا ومصروفاتنا.. فمن سبق له أداء الحج والعمرة من قبل عليه أن يؤجل هذا إلى وقت آخر تكون الظروف السانحة أفضل ويضع جزءاً من أمواله للفقراء وللتعليم أو الصحة بأن ندعم إخواننا المحتاجين ماليا.. ففكرة الحج كل عام غير ملائمة مع الظروف الاقتصادية مما يؤثر على مستوى الخدمة والرعاية هناك وهذا ما أحدث الأزمة.. وخاصة فى العمرة لأنها متاحة طوال السنة لا ينبغى أن تكون من الكثرة بحيث تؤثر على بعض الدعم الذى من الممكن أن يقدمه المسلمون للمحتاجين والفقراء.. فهذا العام على الرغم من الظروف التى نمر بها كان المتوقع أن يقل عدد المعتمرين ولكن زاد عددهم بشكل كبير وحتما هذا يؤثر على الاقتصاد المصرى كما يؤثر على مستوى الرعاية التى تحيط بالمعتمرين.. لابد أن يتثقف الناس ولا يصدقوا كل ما يبث فى القنوات مثل الإعلانات التى تروج لعمل عمرة طوال شهر رمضان وبتكلفة منخفضة، على المتقدم أن يعلم أنه سيكون فى مكان بعيد عن الحرم وليس جيداً وليس به خدمات وأنه لن يستطيع الذهاب إلى الحرم يوميا لبعد المسافة وهكذا هناك العديد من الثغرات التى توقع المعتمر فى الضيق لتصديقه هذه البرامج.. فهذه البرامج الطويلة للعمرة تفتقر الخدمات.. لابد أن يقتصد الجميع الآن فى العمرة وتكون بالفعل لمن هو قادر على أدائها وإبعاد فكرة أداء الحج سنويا. * زمن السماوات المفتوحة. وتقول دكتورة ماجدة مراد رئيس قسم الإعلام تربية نوعية جامعة القاهرة: أنا مع حرية الرأى والتعبير ومع حرية أن من يريد فتح قناة يقوم بذلك ومن يريد أن يقول كلمة فليقلها ولكن فى المقابل يكون هناك وعى للمشاهد ليختار ما يريد رفضه وما يقبله فمثلا هناك بعض الأفلام الأجنبية التى يكون بها مشاهد مثل القبلات هناك قنوات عربية تقوم بحذف هذه المشاهد وعدم عرضها وقنوات أخرى تبثها كل قناة وفقا لمفهومها وقناعتها كذلك الجمهور لابد أن يتواجد لديه الفلتر الذى من خلاله يسمح بمرور المعلومات التى يريدها ويمنع وصول الأفكار التى يراها خاطئة له.. فنحن فى زمن السماوات المفتوحة لن نستطيع غلق قناة دينية لأنها تصدر لنا أفكاراً متعصبة ومتشددة لأننا إذا أغلقناها على العرب سات ستفتح فى النايل وهناك أقمار عديدة أو سيتم بثها على الإنترنت.. وإنما يتقى هنا الوعى والانتماء فمن يقوم بعمل عمرة سنويا والحج هكذا وهو يرى ذاته فى هذا لا أمنعه ولكن لا مانع أن نجعله يساعد غيره ويرى ذاته فى مساعدة شاب على العمل بما يليق بمستواه الدراسى أو مساعدة شاب على الزواج تعثر فى إتمام نفقات الجهاز وهكذا أن يكون كل فرد مقتدر عليه مسئولية اجتماعية يقدمها لغيره المحتاج فهذا أيضا ثواب لا يقل عن الحج والعمرة بدلا من أن نهين المتعلمين مثل المهندس الذى يكنس الشارع أو يعمل ب 300 جنيه ومن المفترض أن يأخذ ألف جنيه وأكثر.. لابد أن نوجه الناس القادرة على أداء هذه الفرائض سنويا فى المشاركة فى المشاريع القومية ببناء مصانع لتوفير فرص عمل لأن لدينا قوة عاطلة كبيرة فنحن قمنا بحملة ولكن للأسف لم تكتمل هذه الحملة كانت تدعو إلى أن كل فرد يدفع زكاة 10 جنيهات لنقوم بجمع 700 مليون جنيه فهو مبلغ كبير قادر على عمل مصانع وشركات تفيد الشباب العاطل وتفيد الاقتصاد المصرى.