قلبوا دماغنا بمسلسل الست غادة عبدالرازق وسمعنا عن أرقام فلكية لأجرها، قال البعض إنها قبضت 11 مليون لحلوح مقابل لعب بطولة هذا المسلسل.. وانتظرنا أن نشهد عملا يحترم عقلية المشاهد أو يفيده أو حتى على الأقل يسليه وهذا أضعف مقاصد الدراما ولكننا اكتشفنا أننا أمام معرض للأزياء والمجوهرات واستعراض للفساتين والإكسسوارات، ولم يكن هناك من حسنة تذكر للست غادة عبدالرازق، فقد ظهر أن كل شىء مصنوع ووارد من الخارج من الأسنان وعمليات التجميل والرموش و«البرازيليان ستايل» الذى تم عمله على مناطق فى الجسم. صدقونى إذا سارت الدراما المصرية على هذا المنوال فسوف يكون أمامنا عامان اثنان لا ثالث لهما وسوف نفقد سوق الدراما فى العالم العربى بأكمله، خصوصا أننا فى مواجهة شرسة مع الإخوان فى سوريا ومع الأصدقاء الأتراك ومع أصحاب المذهب الشيعى الذين يتسللون عبر أعمال درامية غاية فى الجودة والإتقان يتسربون بها إلى المجتمعات العربية ويدسون خلالها ما يريدون، ولكم فى مسلسل سيدنا يوسف النموذج والمثل. أما أنت يا ست غادة فاسمحى أن أقول لك أنه ليس بالرموش العيرة والعمليات التجميلية ترتفع قامتك فى عالم الفنون، فالفن أساسه الورق ثم مخرج واع متفهم يضيف إلى الأوراق من إبداعه، ثم ممثل يرتقى بهذا كله من خلال العملية التشخيصية، ولكن ما شاهدت في مسلسل سمارة يجعلنى أسال هى إيه العبارة؟! لقد أجاد الجميع، باستثناء غادة فقد ارتفعت لوسى بالأداء، وبالتأكيد صنع الشىء نفسه حسن حسنى وسامى العدل.. هل استندت غادة إلى خروج سمية الخشاب من الصراع على قمة الحريم فخلت لها الساحة فلجأت إلى الاستسهال أو بالأصح الاستهبال... صدقونى سوف تكون سمارة نهاية غادة عبدالرازق إلا إذا وقفت وفكرت واستعانت بأعمال تليق بأن تنسب للدراما المصرية، وهى أمام طريقين إما سكة السلامة أو طريق سمارة حيث الندامة وخيبة الأمل إللى شايله جمل.. والخروج مبكراً إلى ساحة المتعطلين والانضمام إلى صفوف المشاهدين.. ومها سوف نفتح لها ذراعينا بالمراحب الحارة. الإعلانات... وسنينها شركة موبينيل ومعها فودافون بعزقوا أموالا لا حصر لها على الدعاية هذا العام مع أن أحدا فى بر مصر إلا ويعلم أن هناك ثلاث شركات للمحمول يحفظها حتى العيال البلهاء عن ظهر قلب، ومع ذلك فقد صرفوا على الإعلانات الشىء الفلانى، وكنت أفهم ونحن فى الشهر الفضيل أن تخصص إعلانات هذه الشركات فى عمل للخير، وما أكثرها فى بر مصر، وعلى سبيل المثال كان هناك عمل خيرى يستفيد منه عملاء هذه الشركات بتخفيض سعر المكالمات حتى ولو خلال شهر رمضان فقط لا غير.. ولكن من قال إن الخير هو الهدف الأسمى لهذه الشركات.. بالتأكيد هذا الكم الإعلانى الرهيب لا هدف له ولا مقصد سوى الفوز بأكبر نسبة من الدخل، ولكن ما شد انتباهى وأثار غيظى هو إعلان خاص بمشروب «البريل» وقد استخدموا فيه كلمات النشيد الوطنى ولا أدرى ما هى علاقة النشيد الوطنى بمشروب ليس له محل من الإعراب على مستوى الوطنية؟! هل هانت المسائل إلى هذه الدرجة؟ أليس هناك مسئول فى وزارة الإعلام يستطيع أن يقف أمام هذه المهزلة بالمنع والإيقاف؟! فهناك أشياء لا ينبغى أن نستبيحها، بالطبع على رأسها نشيدنا الوطنى الذى نعتز به ونفخر به ونعتبره أحد مقدساتنا، ولكن ماذا نغفل للإعلانات التى استخدمت كل شىء من أجل مصلحة رخيصة زائلة؟! ولكن مادامت استرخصت كل ما هو غال فعلينا أن نجعلها عبرة لمن يعتبر.. ويا سعادة وزير الإعلام نظرة إلى هذه الإعلانات التى استهدفت حتى النشيد الوطنى.. واللا الحكاية أصبحت سداح مداح!!