كل مصمم أزياء له شخصيته التى تنضح على تصاميمه، ومصممة الأزياء بريهان مدكور نضحت بشخصيتها المتفائلة، المحبة للحياة، المثقفة، المنطلقة، والعاشقة لحضارتنا،فقدمت لنا منذ أن قدمت أول مجموعة لها للقفطان المصرى تنويعات متناغمة من القصات والألوان والتطريزات عزفت فيها على أوتار التراث السيوى والسيناوى والصعيدى والسكندرى وخلقت لنا أزياء معجونة بالأصالة والجمال والمعاصرة فمن هى بريهان مدكور وما الذى تقدمه فى عالم الأزياء؟ بريهان مدكور فنانة مصرية خريجة الجامعة الأمريكية تجمع فى داخلها قلب طفلة محبة للوطن ووجدان عاشقة لكل ما هو فنى وحس وذوق راق يتذوق كل الفنون وعين خبيرة تكشف كل ما هو أصيل وثمين، كل هذا تتسلح به بريهان مدكور وهى تغزل أفكارها حول القفطان الذى أخذته مجالاً لتبدع فيه أفكارها وتصميماتها، ولأنها تبحث عن القيمة المستمدة من عبق التاريخ فهى تحرص أن تكون تصميماتها مطعمة بقطع من «الأنتيك» فى صورة قطع من الأثواب القديمة مما يضيف إلى تصميماتها الرائعة قيمة عالية حتى البرقع السيناوى وظفته بشكل جمالى على القفطان المصرى. ألوان البهجة تتميز تصميمات بريهان بالانسيابية وبالألوان الجريئة التى لا نراها كثيرا فى القفطان التقليدى، والجميل أنها تقوم بإدخال أكثر من لون معا بشكل تعشقه العين ويضيف للروح إحساسا بالبهجة، فالألوان مدروسة بعناية ومختارة بدقة، أما الخامات فكلها من الخامات الطبيعية سواء من القطن المغزول بدقة أو الكتان أو الحرير. دائما ما تأتى الشكوى حينما نرى أعمالاً فنية مستوحاة من التراث من سوء التشطيب أو رداءته، لكن بريهان لأنها دائما تتطلع للجودة ولكى تضع اسم بلدها مصر فى صورة مشرفة تتباهى فيها بأنها مصرية فقد أخذت على عاتقها مسئولية عدم التنازل عن مستوى راقٍ جدًا فى التشطيب لتصبح كل قطعة من تصميماتها قصعة هوت كوتيور، لذلك لم يعد عملاؤها من سيدات المجتمع الراقى فقط لكن امتدت إلى قطاع كبير من الأجانب من جنسيات مختلفة، والرائع أنها أصبحت تتلقى عروضًا للمشاركة فى معارض بدول عربية وأوروبية، وهو ما يوكد أن موهبة بريهان وشخصيتها المنفتحة على حضارتنا سيمكناها قريبا من الانفتاح إلى العالمية.