المشهد الذى سيطر على الجميع فى ميدان التحرير فى جمعة «لم الشمل» على حد تعبير القوى السياسية الليبرالية والقوى الأخرى المختلفة.. واستحواذ السلفيين والإخوان والقوى الدينية بالتحديد على الميدان ثم انسحاب القوى السياسية الثورية والليبرالية كشف الأمور على حقيقتها. وأثبتت الحقائق الساطعة سطوع الشمس والتى كنا ننبه ونحذر وندق أجراس الخطر منها مرارا وتكرارا.. ولكنهم للأسف كانوا دائما يحاولون خداعنا.. وأنهم ليسوا طلاب سلطة.. وأنهم لايريدون الانفراد بالحكم ومؤسساته.. وأنهم يرفضون إقصاء أى فصيل من التيارات السياسية الأخرى سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو خلافه.. وكل هذا ثبت للأسف أنه شعارات وأكاذيب مضللة يحاولون خداع الناس بها.. البسطاء والباحثين عن لقمة عيش آمنة.. إنهم مازالوا يحاولون خداعنا.. خداع الشارع.. خداع الثورة.. خداع كل القوى السياسية التقليدية والثورية التى تحاول أن تبنى لمصر مستقبلا أفضل من الذى عاشت فيه لمدة ثلاثين عاما. إن السلفيين والإخوان قد خسروا كثيرا فى جمعة لم الشمل والتى أحدثوا فيها فرقة وانقساما شديدين.. والغريب أنهم وافقوا على المشاركة فى جمعة لم الشمل بعد الاتفاق مع القوى السياسية والائتلافات والأحزاب الأخرى.. ولكن للأسف وكعادتهم تنصلوا من كل اتفاقاتهم.. ورفضوا وأبوا إلا أن يكونوا وحدهم فى الميدان فى استعراض عنيف للقوة. وقد وضح ذلك من خلال كل الذين أتوا من خارج القاهرة ومن المحافظات الأخرى للمشاركة فى هذا الاستعراض العلنى الذى يحاولون من خلاله تأكيد قوتهم الحقيقية.. والأخطر أن نجد أعلاما وصورا لرموز الإرهاب الدينى فى العالم مثل بن لادن وغيره مرفوعة فى ميدان التحرير وعلى رؤوس الأشهاد فى تحد سافر لمشاعر الجميع. المشهد فى الميدان يؤكد أن الخطر على الثورة قادم وأخطر مما كنا نتوقع وأن المستقبل الذى ينتظر مصر عن طريق صناديق الانتخابات غير مطمئن.. وأن على الناس أن تدرك خطورة أن تتحول مصر إلى دولة دينية وأن تنتبه إلى الفخ الذى يحاولون استدراجنا إليه بدعوى الدين.. على الناس أن تفطن إلى الخدعة.. وأن تقول رأيها بصراحة وأن نسقط هؤلاء فى صناديق الانتخابات حرصا على مصر وعلى ثورة مصر.