واصل عدد كبير من المتظاهرين في ميدان التحرير اعتصامهم بعد انسحاب جماعة الإخوان المسلمين مطالبين شرف بالخروج إليهم في الميدان والاعتذار ثم الاستقالة.. الأمر الذي لم يفعله شرف واكتفي ببيان ألقاه مساء السبت الماضي أكد فيه أنه أمر بإقالة كل قيادات ولواءات وزارة الداخلية المتورطين في قتل المتظاهرين، الأمر الذي رفضه المتظاهرون في ميدان التحرير مطالبين بمحاسبتهم ومحاكمتهم قبل إقالتهم وتساءلوا: أين التطوير الذي حدث منذ تولي حكومة شرف؟ مرددين هتافات ضده. وأكد المتظاهرون أنهم مستمرون في الاعتصام حتي يتم تطهير البلاد من جميع بقايا النظام السابق.. قال شباب ائتلاف الثورة إنه لابد من محاكمة الضباط قبل إقالتهم وأن هناك مطالب أخري تجاهلها شرف مثل محاكمة مبارك مما أثار استياء المتظاهرين بالميدان. وعبر المعتصمون عن نجاح جمعة التطهير التي كانت بالميدان وذلك من خلال الحشد الكبير الذي تواجد في الميدان بعد يوم الجمعة مما يؤكد عودة روح الثورة وهو الغرض الأساسي منها، وكان مجموعة من ممثلي القوي السياسية قد عقدوا مؤتمرا في ميدان التحرير وأصدروا بيانا يطالب بتلبية جميع مطالب الثورة ومن بينها حظر محاكمة المدنيين عسكريا. والإفراج عن جميع المدنيين الذين تمت محاكمتهم عسكريا، إلغاء قوانين تجريم الإضرابات والاعتصامات، إلغاء قانون الأحزاب الجديد وقانون مجلس الشعب، تخصيص دوائر قضائية خاصة من القضاة الطبيعيين لنظر قضايا قتل الشهداء والفساد السياسي والاقتصادي لمبارك وأركان حكمه ومحاكمته محاكمة علنية وأمام الرأي العام. كما طالبوا بتعيين وزير داخلية سياسي مدني، إعادة هيكلة وزارة الداخلية، حل الاتحاد العام لعمال مصر تنفيذًا للأحكام القضائية، إعداد مشروع موازنة جديدة يلبي الحاجات الأساسية للطبقات الشعبية علي رأسها رفع الحد الأدني إلي 1200 شهريًا، تحديد حد أقصي للأجور لا يزيد علي 15 ضعفاً للحد الأدني، التطهير الفوري لمجلس الوزراء وجميع مؤسسات الدولة وعلي رأسها الإعلام والبنوك. وقد توافق علي هذا البيان 130 كيانًا سياسيًا ضم أحزاباً وحركات وكيانات مجتمعية ونقابية، ومن بين من حضروا المؤتمر كمال أبو عيطة، كمال خليل، أبوالعز الحريري، كريمة الحفناوي، عبدالحليم قنديل، جورج إسحاق، كمال الإسلامبولي والدكتور ممدوح حمزة. أكد عبدالحليم قنديل الكاتب الصحفي والمنسق السابق لحركة كفاية خلال مؤتمر القوي الوطنية الذي عقد داخل الميدان أن ميدان التحرير أعطي «كارت أحمر» لحكومة شرف، وأقل ما كان علي شرف أن يفعله أن يأتي للتحرير ويعلن بوضوح فشله في تحقيق مطالب الثوار. وأضاف قنديل أن استمرار شرف في الحكومة يعني انضمامه للثورة المضادة وعلي الشعب التعامل معه علي هذا الأساس. لافتًا إلي أن مصر تحتاج حاليًا إلي جهاز أمن للثورة ويجب إقالة ومحاسبة جميع اللواءات التابعين للداخلية مطالبًا بمحاكمة مبارك ورموز حكمه في محاكمات علنية وأن ما يحدث الآن محاكمات هزلية، جاء ذلك خلال إلقائه كلمة في مؤتمر القوي السياسية الحاشد بميدان التحرير. كما طالب قنديل بالعزل السياسي الكامل لرجال الوطني وكل من تعاون معهم من الأحزاب والقوي السياسية الأخري ووقف تصدير الغاز لإسرائيل وإلغاء اتفاقية الكويز مشددًا علي أن أي شخص من الموالين لأمريكا وأوروبا ليس من حقه أن يكون في ميدان التحرير. وفي تصعيد جديد من قبل الثوار بميدان التحرير هدد المعتصمون بإيقاف عدد من المصالح الحيوية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وعلي رأسها القصاص للشهداء ومحاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، وأوضح المعتصمون أن الهدف القادم هو إيقاف مترو التحرير تماما. وكان المعتصمون قد أغلقوا مبني مجمع التحرير ومنعوا دخول وخروج الموظفين من وإلي المبني، وقد انضم إليهم عدد من موظفي المجمع. غير أن محاولات جرت لتفريقهم عبر إلقاء زجاجات المياه من أعلي المجمع دون جدوي. وردد المعتصمون هتافات «معتصمين والحق معانا ضد حكومة بتتحدانا» و«الداخلية بلطجية» وأكدوا أنهم لن يفتحوا المجمع إلا بعد تنفيذ مطالبهم.