حسن حمدي علي عصام عبد المنعم أثارت مزايدة الرعاية التي أجراها النادي الأهلي، والتي أسفرت عن فوز وكالة الأهرام للدعاية والإعلان بحقوقها مقابل 141 مليون جنيه لمدة ثلاث سنوات دهشة الجميع ودفع بعض الصحفيين داخل مؤسسة الأهرام لإصدار بيان إدانة لهذا العقد وتهديدهم بإيصال الأمر إلي النائب العام بسبب الرقم المبالغ فيه لاسيما أن هذا الرقم الكبير لم يحققه أي ناد مصري في تاريخ عقود الرعاية حتي الآن. تجاذبت «صباح الخير» أطراف الحديث مع علي عصام عبدالمنعم مدير إدارة التسويق بالنادي الأهلي والذي أكد أن العقد يعد الأكبر من بين عقود الرعاية التي أبرمت في مصر حيث كان أكبر عقد في مصر هو العقد الماضي بين الأهلي ووكالة الأهرام للدعاية والإعلان والبالغ 76 مليون جنيه عام 2008. وأشار «علي» أن الأهلي استطاع بهذا العقد أن يحقق فائدة كبيرة من خلال فتح مجالات تسويقية جديدة تتيح مزيدًا من المبالغ المالية التي ستدخل خزانة الأهلي. وأوضح «علي» أن البعض كان يعتقد وجود مجاملات من وكالة الأهرام للنادي الأهلي بسبب رئاسة حسن حمدي للوكالة والأهلي في نفس الوقت وهو غير صحيح تمامًا، حيث كانت الوكالة أكثر استفادة من الأهلي في العقد الماضي وكان يحتوي هذا العقد علي العديد من الشروط المجحفة لحقوق النادي. وعلمت «صباح الخير» من مصادرها الخاصة داخل الوكالة أن هناك شرطًا يقضي بعدم قيام الأهلي بإنشاء أي مشروع إلا بأخذ موافقة كتابية من وكالة الأهرام للدعاية والإعلان حتي ولو كان هذا المشروع غير رياضي، وهو الأمر الذي كان يشكل عائقًا للنادي حيث كانت مشروعات الأهلي يجب أن تعلم عنها وكالة الأهرام للدعاية والإعلان كل شيء. ومن مصدر آخر داخل الوكالة رفض ذكر اسمه أن هناك عرضا تقدمت به إحدي الشركات مقابل 100 مليون جنيه ليكون الراعي الرئيسي للنادي الأهلي بخلاف الرعاة الآخرين، وهو ما يعني أن الوكالة في حالة نجاح هذه الصفقة تكون قد قامت بجلب ثلثي ما دفعته من عقد الرعاية في صفقة واحدة بخلاف باقي الصفقات المتوقع أن تبرمها. وكشف «علي» عن المكاسب الحقيقية لوكالة الأهرام للدعاية والإعلان من وراء العقد الماضي للوكالة حيث أشار إلي أن الوكالة دفعت 76 مليون جنيه في ثلاث سنوات وحققت 122 مليون جنيه أرباحًا مما يعني أن الأرباح قاربت من الضعف وكان من الطبيعي أن يصل الرقم بعد ثلاث سنوات إلي 141 مليون جنيه. وأوضح أنه كان من المتوقع أن يكون عقد الرعاية يتراوح قيمته من 160 إلي 170 مليون جنيه، لكن الظروف التي تعيشها مصر الآن تسببت في خفض قيمة العقد إلي 141 مليون جنيه فقط. وأشار «علي» أن إدارة الأهلي استطاعت أن تستبعد أكاديمية الفريق من عقد الرعاية، وذلك لأن لها العديد من المخططات التي تشمل تطوير الأكاديمية والاستفادة منها بشكل دعائي يساهم في إدخال الأموال إلي خزانة النادي حيث ستقوم الإدارة بعمل شعار خاص للأكاديمية مستوحي من شعار الأهلي واستغلاله بالشكل المفيد لضخ موارد جديدة لخزانة النادي. وأضاف قائلاً: إن وكالة الأهرام استطاعت من خلال العقد الماضي أخذ موافقة النادي علي الحصول علي حق الاستغلال الرقمي بمقابل زهيد جدًا وكانت الوكالة قد طلبت وقتها أن يكون هذا الحق حصريا لها مما يحول دون إعادة استخدام الأهلي لهذا الحق، ولكن في العقد الجديد استطعنا أن ننتزع حصرية هذا الحق من وكالة الأهرام، وبالتالي من حق أكثر من شركة استغلاله بعد الرجوع إلي النادي وأخذ موافقته. وتوقع أن يجلب حق الاستغلال الرقمي للأهلي 10 ملايين جنيه سنويًا بعيدًا عن الوكالة، ويشمل هذا الحق خدمات الموبايل والأخبار المرسلة عبره، خاصة أن الكثير من شركات الاتصال ستتلهف للحصول علي هذا الحق. وأوضح أيضًا أنه خلال الفترة القادمة ستعمل إدارة الأهلي علي تعديل عقود اللاعبين مما يتيح للنادي حق استغلال لاعبيه بشكل دعائي وهو ما يعني تزايد الفرص الاستثمارية. وأكمل «علي» حديثه أن وكالة الأهرام للدعاية والإعلان قامت بتوقيع عدد من الغرامات علي الأهلي بسبب ارتكاب بعض الأخطاء أهمها عدم ظهور بعض اللافتات الدعائية بشكلها المتفق عليه كأن تسقط أو تمحي لافتة دعائية داخل أرض النادي، وهو الأمر الذي كان يجعل الوكالة تدون هذه الملاحظات وتفرض غرامات علي النادي تخصم من المبلغ المدفوع ، وكل هذه الأمور من شأنها أن تؤكد أن تعامل وكالة الأهرام مع الأهلي كان صارمًا جدًا ولا توجد أدني مجاملة في التعاقد. وقال أيضًا إن الأهلي استطاع المحافظة علي شرط تحمل وكالة الأهرام لمعسكر الفريق الأوروبي الذي يقيمه كل عام والذي كان يتكلف 2 مليون جنيه سنويًا، وتتحمل الوكالة فيه تكاليف السفر وكل شيء إضافة إلي لعب مباراتين وديتين أثناء المعسكر وذلك طيلة الثلاث سنوات التي سيستمر التعاقد فيها بين الأهلي والوكالة. وأوضح علي قائلاً: إن قيام الأهلي باستغلال اسمه علي المنتجات سيفتح الباب أمام العديد من الشركات للتعاقد مع الأهلي، مما يعني زيادة حصيلة الدعاية في المستقبل مثل شركات المياه الغازية والاتصالات والكثير من المجالات، وهو الذي رفع من حجم عقد الرعاية الحالي وأيضًا سيزيد من قيمته في المستقبل. وكشف النقاب أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل اتفاقية التوأمة بين الأهلي وبايرن ميونيخ الألماني علي نطاق أوسع حيث سيتبادل كلا الناديين الخبرات في مجالات عدة منها الناشئون وثقل خبرات المدربين، وأيضًا الاستفادة من التوأمة في نقل الخبرات الألمانية لأكاديمية الأهلي. وشدد علي أن المرحلة المقبلة سيتم التخطيط لها كي يحصل النادي الأهلي علي 250 مليون جنيه من عقد الرعاية الجديد بعد ثلاث سنوات. ونفي علي أن تكون وكالة الأهرام قد جاملت الأهلي بهذا الرقم الكبير مشيرًا إلي أن المزايدة شهدت سخونة كبيرة بين وكالة الأهرام وشركة «ليد»، ووصل الأمر إلي أن قامت شركة «ليد» برفع الرقم إلي 140 مليون جنيه، وقامت الأهرام بزيادة العرض مليون جنيه أخري ولم تستطع شركة «ليد» أن تستمر في المنافسة وقررت الانسحاب. وتابع علي قائلاً: إن هناك أربع شركات تقدمت للمزايدة هي وكالة الأهرام للدعاية والإعلان وشركة ليد وشركة سبورت بيزنس وشركة كونكوست وهاتان الأخيرتان انسحبتا من الصراع علي الفور بعقد الرعاية مبكرًا.. وجميع هذه الشركات مصرية وذلك بناء علي السجل الضريبي والتجاري الخاص بها، ولكن الأمر لا يمنع أن تكون هناك شركات أجنبية تعمل تحت غطاء هذه الشركات، وهو أمر طبيعي طالما كان ذلك في إطاره القانوني. وعلي جانب آخر بدأت إدارة الأهلي التفكير في دعم الفريق بالصفقات الجديدة من أجل الموسم المقبل والبدء بشكل فعلي في عملية الإحلال والتجديد.