عقب الفوز بثلاثية نظيفة على جيبوتى حجزت مصر بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها فى قارة أمريكا الشمالية بتنظيم من ثلاث دول هى الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا، لأول مرة بحضور 48 منتخبًا بعد إضافة الدول المستضيفة. واستطاع منتخب مصر بقيادة المدرب الوطنى حسام حسن الوصول إلى مونديال أمريكا الشمالية، وهو اللاعب الذى تسبب بالهدف الذى سجله فى شباك الجزائر فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 1990 بالوصول إلى مونديال إيطاليا.
هدية الاتحاد الدولى وجاء رفع الاتحاد الدولى لكرة القدم عدد مقاعد أفريقيا فى نهائيات كأس العالم من خمسة إلى تسعة مقاعد ونصف، كهدية كبيرة لمنتخب مصر وعزز حظوظ الفراعنة فى الوصول إلى مونديال أمريكا الشمالية عكس المعاناة التى كانت عنوان المشهد أغلب السنوات. وفى ظل الظروف الجديدة ابتعد كبار القارة عن مواجهة بعضهم، لذا لم تكن هناك مواجهات مع منتخبات الجزائر والمغرب وتونس ونيجيريا والكاميرون والسنغال وغانا وكوت ديفوار، وهدأت أفريقيا بكل ما فيها من صراع على الوصول إلى المونديال. وفى التصفيات الحالية وقعت مصر فى مجموعة ضمت بوركينا فاسو، وجيبوتى، وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا، وبالطبع كان الفراعنة الأكثر جدارة وجمعوا 23 نقطة من 9 مباريات، بعد الفوز فى 7 والتعادل فى مباراتين ودون خسارة فى دلالة على جدارة التأهل على حساب المنافسين. وكانت مصر تخشى الخسارة على أرض بوركينا فاسو لكن الخروج بتعادل سلبى فتح الباب أمام الحلم الكبير، حيث شعر الجهاز الفنى أن الطريق أصبح أكثر وضوحًا وسهولة لا سيما أن الفوز على جيبوتى سيكون سهلًا خاصة أن المباراة فى المغرب.
وشارك 6 لاعبين فى تسجيل الأهداف لمنتخب مصر خلال التصفيات الحالية هم محمد صلاح «9 أهداف»، محمود حسن تريزيجيه «5 أهداف»، أحمد سيد زيزو «هدفان»، وكل من عمر مرموش ومصطفى محمد وإبراهيم عادل هدف، وجميعهم من أصحاب النزعة الهجومية، فيما غاب لاعبو الوسط والدفاع عن هز الشباك. وعقب انتهاء مباراة جيبوتى احتفل نجوم مصر داخل أرض الملعب فى المغرب بالتأهل ورقصوا على البساط الأخضر فرحًا بالوصول إلى مونديال قارة أمريكا الشمالية. وبدأ منتخب مصر التصفيات بسداسية نظيفة فى مرمى جيبوتى، بعدها فاز على سيراليون خارج الأرض، ثم انتصر على بوركينا فاسو فى القاهرة بهدفين لهدف، ثم تعادل خارج الديار بهدف لمثله أمام غينيا بيساو، وعاد وانتصر على إثيوبيا بهدفين نظيفين، وهزم سيراليون فى القاهرة بهدف نظيف.
وكرر الفراعنة فوزهم على إثيوبيا بهدفين نظيفين فى القاهرة، ثم تعادل سلبيًا خارج الديار أمام بوركينا فاسو، ثم الفوز بثلاثية فى المغرب على جيبوتى وهو ما أكد للغالبية أن طريق مصر كان مفروشًا بالورود ولا يقارن بما كانت تقاسيه فى السنوات الماضية.
نظام المونديال سيكون على الجهاز الفنى لمنتخب مصر إدراك أهمية خوض كأس العالم بالنظام الجديد، لا سيما أن النظام المتعارف عليه حتى الآن خوض 48 منتخبًا موزعة على 12 مجموعة كل مجموعة يتأهل منها الأول والثانى بالإضافة إلى 8 منتخبات يمثلون أفضل من احتلوا المركز الثالث. وستقام مباراة الافتتاح فى مدينة ميكسيكو سيتى بملعب أزتيكا بالمكسيك وستكون التالية بستاد ميتلايف ستايديوم فى نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، وسيرتفع عدد المباريات من 64 مباراة إلى 104 مباريات.
وجاء قرار فيفا برفع عدد المنتخبات المشاركة بسبب الأرباح المالية الكبيرة التى حققها المونديال من حقوق البث والرعاية وكلما زاد عدد الدول المتأهلة ارتفعت الإيرادات بسهولة فيما سيكون صعبًا على دولة واحدة أن تستقبل مثل هذا العدد من المنتخبات وحدها لذا جاءت فكرة التنظيم الثلاثي. وحصلت الولاياتالمتحدة على نصيب الأسد من المدن المستضيفة للمونديال عبر 11 مدينة هى، سياتل ونيويورك ودالاس وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وهيوستن وكانساس سيتى وفيلادلفيا وأتلانتا وميامى وبوسطن، بالإضافة إلى ثلاث مدن مكسيكية هى مكسيكو سيتى ومونتيرى وجوادالاخارا، فضلًا عن مدينتين فى كندا هما تورنتو وفانكوفر.
وستكون خطة الإعداد للمونديال بعد كأس الأمم الأفريقية، حيث يجب فى البداية التعرف على المنتخبات التى ستواجه مصر فى المجموعة ومن ثم تحديد المباريات الودية التى تتشابه فى المستوى والأداء بحيث يمكن البناء عليها. ومن بين المخاوف التى ستظهر فى كأس العالم بقارة أمريكا الشمالية هو الطقس المتقلب حيث سبق أن شارك الأهلى الصيف الماضى فى مونديال الأندية فى الولاياتالمتحدة وعانى من الحرارة والرياح والأمطار وظهرت وقتها انتقادات بسبب اختيار أمريكا بتقلب طقسها فى هذا الوقت من العام لاحتضان هذه النسخة من البطولة، لذا يجب على الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن التعامل مع مثل هذه الأجواء.
ويحسب للاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة المهندس هانى أبو ريدة هذا التأهل حيث يعد أحد أهم المسئولين المتمرسين فى العمل داخل الاتحاد الدولى لكرة القدم وقبله الاتحاد الأفريقى لكرة القدم. واستطاع أبو ريدة تذليل الكثير من العقبات، ولكن فى النهاية لديه طريقة واضحة فى أن «الشارع» هو من سيحدد مصير المدير الفنى لمنتخب مصر بحيث إذا أخفق التوأم فلن يستطيع الصمود أمام الانتقادات الكبيرة للدفاع عنهما وسيعمل سريعًا على التخطيط لمنافسات كأس العالم بشكل يرضى المشجعين. مخاوف كأس الأمم سيكون لدى الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن مهمة شاقة فى كأس الأمم الأفريقية المقرر إقامتها فى المغرب لا سيما أن المخاوف ستزداد إذا لم يؤد الفراعنة بشكل جيد فى البطولة مما يهدد بقاء التوأم فى مهمة قيادة المنتخب. وما زاد من الضغط على حسام حسن خلال الفترة الماضية ضعف الأداء الدفاعى مع إصابة محمد عبدالمنعم لاعب نيس الفرنسى، واستبعاد أحمد حجازى لاعب نيوم السعودى لخلافات بينهما وهو ما دفعه إلى الاعتماد فى بعض الأحيان على خالد صبحى لاعب المصرى البورسعيدى، ورامى ربيعة لاعب العين الإماراتي. لذلك يعمل حسام حسن على الاستقرار على بعض المدافعين والبدائل المتاحة قبل التفكير فى الذهاب إلى كأس الأمم الأفريقية أو كأس العالم لأن الأخطاء فى المباريات الرسمية ضد المنتخبات الكبرى قد تكلفه الكثير. واعتبر ضياء السيد نجم الأهلى السابق أن منتخب مصر كان لديه مهمة سهلة فى الوصول إلى منافسات كأس العالم وقال ل«صباح الخير»: «المهمة كانت سهلة من وجهة نظرى، لأن الفراعنة لم يواجهوا أيًا من القوى الكروية الكبيرة، بالإضافة إلى أن المقاعد التى حصلت عليها قارة أفريقيا التى بلغت أكثر من تسعة ساهمت فى سرعة الوصول وعدم الاصطدام بالقوى الكروية الكبيرة». وواصل المدرب المساعد السابق لمنتخب مصر حديثه: «أعتقد أن كأس العالم بنظامه الحديث يجب معه تجاوز فكرة التمثيل المشرف والوصول إلى الأدوار الإقصائية لأنه من المفترض أن المهمة ستصبح أسهل، بالإضافة إلى أن الفراعنة لم يسبق لهم الوصول إلى هذا الحد من التنافس». وأكد أنه «يجب وضع برنامج إعداد مميز قادر على بناء المنتخب، واعتقد أن بعض اللاعبين الذين لم يؤدوا بشكل جيد يمكنهم استعادة مستواهم، أما من يتحدث عن تراجع مستوى النجم المصرى محمد صلاح مع ليفربول منذ بداية الموسم الحالى أرى أن ذلك لا يؤثر كثيرًا فى أداء اللاعب مع الفراعنة خلال التصفيات». مدرسة الجوهري ويرى شريف عبدالمنعم نجم الأهلى الأسبق فى حديث ل«صباح الخير» أن حسام حسن ينتمى إلى مدرسة الراحل محمود الجوهرى التى تميل دائمًا إلى شحن اللاعبين معنويًا، ونزولهم إلى أرض الملعب ولديهم حماس كبير لتحقيق المكسب. وأضاف : «هناك مشكلة واضحة فى الدفاع، ستحتاج من المدير الفنى العمل لحلها لأن إصابة محمد عبدالمنعم تسببت فى اضطرار حسام حسن للبحث عن بدائل والإقدام على تجارب مختلفة لحين استعادة نجم نيس مرة أخرى». وتطرق عبدالمنعم إلى الحديث عن الجيل الماضى من لاعبى كرة القدم حيث قال: «الجيل الذى خاض منافسات 1990، خرج منه العديد من اللاعبين للاحتراف مثل هانى رمزى وقبله مجدى عبدالغنى، وبعد ذلك حسام وإبراهيم حسن، حيث كان كل مركز يشغله اثنان أو ثلاثة لاعبين على درجة عالية من الكفاءة، أما فى الوقت الحالى يبدو أن هناك مشاكل فى الخط الخلفى سواء فى قلب الدفاع أو الظهيرين الأيمن والأيسر». وواصل: «حاليًا كرة القدم بها صعوبات كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن الفيفا استطاع توفير مقاعد كثيرة لقارة أفريقيا، ورغم ذلك فإن الكاميرون تعانى فى الوصول بسبب كاب فيردى، مما يؤكد أن كل الدول تحاول العمل ومع الاستمرار فى البناء سيصعب الأمر على الدول المعروفة بعراقتها فى اللعبة». وسيكون لدى حسام حسن الفرصة من أجل مشاهدة الكثير من المباريات بمنافسات الدورى المصرى للحصول على لاعبين مميزين فى خط الدفاع، فيما سيأمل تحسن مستوى محمد صلاح فى منافسات الدورى الإنجليزى لا سيما أنه تعرض لانتقادات كبيرة مع ليفربول بسبب تراجع مستواه. أما النجم الآخر عمر مرموش فهو تحت ضغط نتيجة الإصابة التى تعرض لها فى الركبة، وأبعدته بعض الشيء عن ناديه مانشستر سيتى، ولكن المدرب الإسبانى بيب جوارديولا يضع فيه ثقته ويمنحه الدقائق بشكل أساسي. وسيحاول الكثير من اللاعبين فى الفترة المقبلة لفت انتباه حسام حسن على أمل التواجد فى كأس الأمم الأفريقية والمونديال لا سيما أن البعض لم يتوقع بالأساس استدعاء لاعب مثل خالد صبحى لاعب المصرى البورسعيدي.