المولوية نوع من أنواع الذكر عند متبعى الطريقة الصوفية تعتمد على الدوران حول النفس والتأمل فى رحلة روحية تسمو فيها النفس وتكون مصحوبة بالتواشيح والابتهالات والأذكار ويلقبون بالدراويش فهم يرتدون ملابس بيضاء ويرفعون أيديهم إلى السماء ويدورون حول أنفسهم بعكس عقارب الساعة للتعرف على ذاتهم وتحرير أرواحهم فى حالة الوصل. أفنان شاهر خريجة كلية الحقوق عشقت هذا الفن وأحبته بطريق الصدفة لتبدأ رحلتها مع المولوية حتى قامت بتأسيس أول فرقة مولوية نسائية فى مصر وهى فرقة «دورى». تقول إن روحها صوفية والمولوية تناديها وكلما ابتعدت عنها فترة تشتاق إليها وأكثر ما تأثرت به من جلال الدين الرومى هي: «الوداع يقع لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبدا».
تعرفت على الرقص الصوفى من مسرح الجامعة كانت مشاركة فى مسرحية مأخوذة عن رواية «قواعد العشق الأربعون» وكان دورها يحتاج منها معرفة رقص «المولوية» بعدها بدأت تتمرن على المسرح على هذا النوع من الرقص فى بروفات وحببتها التجربة فى المولوية وغاصت كما تقول فى هذا العالم حتى أذنيها.
وشرحت أفنان أسباب دخولها إلى هذا العالم قائلة «لم أقرر فى البداية احتراف المولوية لكن عندما أخبرنى الملحن محمد بكر مؤسس فرقة مشروع روح عن فكرته فى تأسيس فرقة صوفية يمزج بها بين الثقافات والأديان وتقديم أنواع مختلفة من الموسيقى لمخاطبة الروح أيا كانت جنسيتها أو معتقداتها تحمست للفكرة. وقدمنا عروضا كثيرة على مدار السنوات. وفى إحدى فعاليات المشروع الموسيقى «روح» تعرفت على سارة كامل المعالجة بالطاقة وراقصة المولوية وتحدثنا كثيرا عن فكرة الدوران حول أنفسنا بالرقص وبالفعل بدأنا أول ورشة وكانت تجربة مميزة وممتعة. فالدوران يخرج من نفس الدرويش الضيقة الطاقة السلبية ويساعده على تحرير مشاعره وتفريغها فى صورة حركة وكلما كان درويش أكثر تخيلا عن الدنيا زاد ذلك من سرعة ترقى روحه واتصاله بالله الخالق وساعده ذلك فى استقبال الطاقة الإيجابية والسعادة ومن ثم تغذية الذات وامتلاء الروح بما يسريها وبالتالى تقوم بإعادة الروح الإيجابية ونشر طاقة الأمل والسلام والطمأنينة والسكون للبشر المحيطين. تضيف: رقصة المولوية تساعدنى على معرفة الروح والنفس والقبول والرضا وهما أى سمة يمكن أن ينعم بها الشخص، فهى تساعده على تجاوز الصعوبات والارتقاء إلى أعلى المراتب على المستوى النفسى أو الصحي. تقول: أحببت هذه الرقصة الصوفية التى تعتمد على التأمل والدوران حول النفس والتى كانت حكرا على الرجال. وأنشأت أول فرقة مولوية صوفية بهدف دعم التعبير عن الذات للنساء وأسست مولوية صوفية بهدف دعم التعبير عن الذات للنساء وأسست «دوري»، لتقديم عروض فنية تضمن الرقص والتمثيل بهدف مساعدة النساء على التعرف على أنفسهن بشكل أفضل والتعبير عن مشاعرهن. وتوضح «أفنان» أن الدوران يحقق لها سعادة حقيقية لأنها تتشابه فى ذلك مع طبيعة الكون، كل شيء يدور حول نقطة وتشعر بإحساس مميز أثناء الدوران فمع الموسيقى والكلمات التى تصف حلاوة القرب إلى الله أشعر بأننى والكلام شيء واحد وأرقص وأتوه داخل الكلمات كأننا مزيج واحد مثل أمواج البحر ونتجلى فى الحب دون شروط وندمج التواشيح الإسلامية بالترانيم المسيحية وأنواع موسيقى أخرى. وتبدأ المولوية بحركاتها الأولى بما يرمز إلى وعد بالتوبة والبدء فى الحب وتنتهى بالدعاء وطلب الرحمة مرورا بحركات تدل على التحرر من الشر ونشر الخير فى العالم وملء النفس بجمال الكون. وتشير إلى أن تعلم رقص المولوية يحتاج إلى التهيئة الجسدية لبعض عضلات الجسم بالإضافة لتمرينات لياقة تساعد الجسد على تحمل حركات اللف بجانب حركات الأيدى. وأوضحت أفنان أن أهم خطوة تقوم بها قبل بدء الدوران هى تمرينات تنظيم النفس، وعن شعورها وتأثيرها بالدوران أوضحت أنها تشعر بطاقة حب وصفاء روحى وخير وسلام كبير.
وتقول أفنان إن حركة الدرويش ورقصه فى المذهب الصوفى له شكل جسد وحركة وشكل واتجاه رأس منحنٍ تجاه السماء وهو يختلف عن أحد أشكال التنورة المصرية التى تعتبر جزءا من الفلكلور الشعبى وهو ما يختلف إلى حد ما عما نقدمه نحن فنحن نعرض الدوران الصوفى بحركته المتأنية ونمزجه بالدوران الحر، أنا شخصيا أحيانا أمزج أنواعا مختلفة من الرقص وأحيانا أسرع حركة الدوران، فحرية حركة الجسد هنا تساعد الراقصة على التحرر من كافة القيود على الروح والجسد وتترك له فرصة للتنفس والتعبير عن ذاتها فى مساحة آمنة. وعن ارتداء راقص المولوية ملابس خاصة أكدت أفنان أنها دلالة على الطبيعة، فالملابس البيضاء دليل على نقل الإنسان لمثواه الأخير، وفى أوقات نستخدم العباءات السوداء للدلالة على التراب الذى يغطى الجسد أما الطاقية فتعبر بوضوح عن شاهد القبر باعتبار أن الجسد هو مكان دفن الروح وهنا لا بد أن يكون من شاهد يكون ممثلا فيه وبخصوص دلالات حركة اليد فنحن نرفع كف اليد اليمنى للأعلى لتستقبل من السماء كل طاقات خير وعطاء وحركة اليد اليسرى للأسفل تجاه الأرض للدلالة على إعادة إرسال وتوجيه الطاقة المستقبلة من السماء للآخرين.