من لهيب الوجد فى عينيك أشعلت حنينى وعلى دربك أنّا رحت أرسلت عيونى .. الوجد إذن سر لوحات الفنان الكبير وجيه يسى، بتفاصيل حية مدهشة، لنرى «ثومة» التى تحتل مساحات واسعة فى أعماله الفنية- ورغم الإطار المحيط بالعمل فإننا نراها حية نابضة تشعل الوجد إلى حد التمايل معها سعادة وطربًا رغم المكابدة وكأنها تنشد بلسان حالنا: يا حبيبى الليل وسماه ونجومه وقمره وانت وأنا يا حبيبى أنا كلنا فى الحب سوا
سنوات طويلة قضاها الفنان الكبير فى الغربة.. ومع ذلك نرى الشوق وروح الصبابة فى أعماله بملامسة فرشاته سطح لوحاته لتشكل لنا حالة من عظمة «الست» بضربات قوية وألوان زاهية صريحة تتسلل لمشاعرنا بحنو بليغ يتداخل بروعة شديدة مع تفاصيل المشهد الذى يتصدره وجه أم كلثوم الذى يملأ حدود المشهد أحيانًا، وأخرى بخلفية فرقتها الموسيقية، ضربات فرشاته التى لم تكن أبدًا عشوائية.. بل هى لمسات وجد وغرام من قلب فنان كبير تلامس العمل الفنى ليتلقاها المشاهد.. ومع رأى البعض بانطباعية الفنان بألوانه أو تجريده- بتلخيص المشهد بضربات متباعدة.. إلا أنه فى اعتقاد خاص ينتمى إلى مدرسة فريدة وثرية وهى مدرسة الإحساس. وجيه يسى وألوانه المبهجة فى ملابس أم كلثوم واختياره لها بدقة بالغة، فمرة يختار اللون الأصفر وفى لوحة أخرى يفضل اللون الوردى.. لنغنى مع كل مشهد مشاعر مختلفة ومتباينة.. من «فات المعاد» إلى «ثورة الشك» و«فكرونى»:
فكرونى إزاى هو أنا نسيتك أنت أقرب منى ليا يا هنايا حتى وأنت بعيد علىّ أو معايا وتستمر المشاعر مع ألوانه وإيقاعاتها المختلفة فى مزج ألوانه بتكوين بديع لتبلغ الأحاسيس مداها: قابلنى والأشواق فى عنيه سلم وخد إيدى فى إيديه وهمسلى قالى الحق عليه ونسيت ساعتها بعدنا ليه لخصت «أم كلثوم» فى ذاكرة الفنان معانى الوطن، فلم تكن يومًا مجرد صوت يشدو.. كانت صوتًا يحمل هموم وآمال وطن.. يشاركنا الفرح والشجن والشوق، وهى معانٍ تثمنها لوحاته وتزيدها ثراءً، بكل ما تحمله من طاقة هائلة تشع بهجة وسعادة. ولا دمعة عين جرحت قلبى ولا قولة آه ما بقلش فى حبك غير الله .. الله على لوحات أم كلثوم بلمسات وجيه يسى التى أنار فيها القمر أفراحنا.. وأصبحت فيها النجوم أجمل وأكبر.