«جاذبية هذه المنافسة لا تقاوم، وتعد بفرصة لإعادة تعريف جوهر الجمال فى العصر الرقمى»، هذه العبارة التى وردت على موقع «ذا إندبندنت سنغافورة»، إحدى العبارات الخادعة التى وردت فى سياق الحديث عن مسابقة «ملكة جمال الذكاء الاصطناعى». فبعيدًا عن جاذبية عنوان «مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعى» أو قيمة الجوائز، أعادت المسابقة فتح الباب للتساؤل حول مستقبل العاملين فى «هوليوود»، وهل يعودون للتظاهر من جديد ضد الذكاء الاصطناعى بعد مرور عام على تظاهراتهم السابقة؟! إعلان نتائج المسابقة خلال مايو الذى تم تأجيله لضخامة عدد المتسابقين وتصنيفهم إلى 10 مؤقتا، يمثل تهديدًا مباشرًا لفئات أخرى ستتضرر بشكل واضح بينها فئة «عارضات الأزياء»، إضافة إلى مخاطر «العالم السرى لملكات جمال الذكاء الاصطناعى» برعاية المنصة المثيرة للجدل «فانفيو»! بعدما بدأت بشائر تحقيق الأرباح على منصات مثل «إنستجرام»، من خلال نماذج ذكاء اصطناعى مثل «آيتانا لوبيز».
بصفة عامة، اتفق الجميع على أن «الذكاء الاصطناعى» قد يكون مفيدًا لصناعة السينما، خصوصا فيما يتعلق بصيانة وتجديد الأفلام التى مر عليها أكثر من 100 عام، إلى جانب استخدامه فى الحيل السينمائية المتعلقة بالخيال العلمى أو أفلام الرعب. لكن تبقى هناك فئات عديدة بينهم «المؤلفون والممثلون» فى هوليوود، مهددين فى أرزاقهم، حيث لم تتوقف المتابعات الصحفية حول الأمر حتى الآن. ادفع أولًا المسابقة الخاصة ب«ملكة جمال الذكاء الاصطناعى»، أطلقتها منظمة «وايكا» المعنية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، كأول مسابقة من نوعها فى العالم، بالاشتراك مع منصة «فانفيو»، موطن منشئى الذكاء الاصطناعى. ومنصة فانفيو منصة تواصل اجتماعى ومشاركة محتوى، مخصصة لإنشاء محتوى «حصرى وفريد من نوعه» من قبل المبدعين، لتقديمها إلى المتابعين مقابل اشتراك شهرى، وهى منصة الاشتراك الوحيدة التى تسمح بمحتوى الذكاء الاصطناعى وتجمع بين رسائل الذكاء الاصطناعى والملاحظات الصوتية والتحليلات لزيادة الأرباح. والمنصة معروفة للمتخصصين والمصممين والمبرمجين، وكذلك لمتابعيهم، حيث تختص بالمحتوى الحصرى الذى لا يمكن العثور عليه على أى منصة أخرى، ما يمنح المبدعين تحكمًا أكبر فى توزيع وجنى الأرباح بشكل مباشر من متابعيهم من خلال اشتراكات شهرية، إضافة إلى إتاحة تجربة مميزة لجمهورهم. وتحتوى المنصة على مادة متنوعة تشمل مقاطع الفيديو، والصور، والبث المباشر، وتسمح للمبدعين بالتفاعل مع معجبيهم بشكل مباشر من خلال أدوات الرسائل والتعليقات، إضافة إلى تحليلات بيانات للمساعدة على فهم الجماهير بشكل أفضل. اللافت هو ما لم تذكره تقارير صحفية أن منصة «فانفيو» تمكن منشئى الذكاء الاصطناعى من إخفاء المحتوى الخاص، خلف نظام حظر.
سالى آن فوسيت.. محكم بشرى
ووفقا لموقع «كرانش بيز» للبيانات، فإن «ويليام موناج» المعروف ب «ويل موناناج»، الذى يصعب أن تعثر له على صورة من دون اشتراك على إحدى المنصات المدفوعة، هو الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لمنصة «فانفيو» الموجودة بلندن، التى توجه خدماتها لأنحاء مختلفة حول العالم بينها أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ووفقا ل«يورونيوز» فإن حجم الجوائز المخصصة لمسابقة «الفتيات المولدة اصطناعيا» لاختيار الأجمل والأفضل بينها، يقدر ب20 ألف دولار ما يعادل 16 ألف جنيه إسترلينى تقريبًا. وأوضح موقع «ذا فيرست بوست» البريطانى أن الجائزة الأولى 5 آلاف دولار نقدًا، سيتم منحها للفائزة بملكة جمال الذكاء الاصطناعى، مضيفا أن «الذكاء الاصطناعى» شكل تهديدًا لهوليوود التى شهدت إضرابًا لمدة شهرين من قبل الكتَّاب والممثلين العام الماضى فى مثل هذا الوقت.
حدث تاريخى! حسب تقرير صادر عن «مجلة فوربس» إن تنافس العارضات والشخصيات المؤثرة التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى فى مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعى «حدث تاريخى»، وسيثير ردود فعل هائلة على وسائل التواصل الاجتماعى. وقال التقرير إن لجنة التحكيم تتكون من 4 حكام اثنان منهما من الذكاء الاصطناعى هما «آيتانا لوبيز» من إسبانيا و«إميلى بيليجرينى». وينضم إليهما حكمان بشريان: الأول هو «أندرو بلوخ»، والثانى هى «سالى آن فوسيت» مؤرخة مسابقة ملكة جمال بريطانيا ومحكمة مسابقات ملكات الجمال. وحسب «يورونيوز» سيعتمد قرار لجنة التحكيم فى اختيار الفائز على مجموعة عوامل منها: جمال الفتاة المولدة بالذكاء الاصطناعى وحرفية استخدام التكنولوجيا، والنفوذ على وسائل التواصل الاجتماعى وقدرتها على الإجابة عن عدد من الأسئلة. وقال «ويل موناناج» المؤسس المشارك فى فانيفو حسب «ديلى ميل»، إنه يأمل أن تصبح هذه الأحداث «جوائز الأوسكار لاقتصاد مبدعى الذكاء الاصطناعى»، وأضاف: يحتاج المتنافسون فقط إلى إرسال صورة لامرأة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى وتقديم إجابات على قائمة الأسئلة للاشتراك فى المرات التالية». منصة فانفيو
وأوضح تقرير «ديلى ميل» أن شركة «فانفيو» توقعت استقبال آلاف المشاركين، ليتم تصفيتهم إلى العشرة الأوائل، قبل الإعلان عن الثلاثة النهائيين فى حفل توزيع الجوائز عبر الإنترنت. وقالت «سالى آن فوسيت»: «من المثير حقًا أن نشارك فى جوائز تبدو مستقبلية للغاية»، مضيفة: «المثير للاهتمام أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين المتسابقين فى مسابقة ملكة الحياة الحقيقية ومبدعى الذكاء الاصطناعى وكيفية تفاعلهم مع جماهيرهم». عارضات الأزياء «عارضات الأزياء» أيضًا فئة أخرى ستتأثر حتما بنتائج هذه المسابقة، إذ شهد العام الماضى طفرة فى «مولدات صور الذكاء الاصطناعى»، حيث تتيح أدوات مثل «استابيليتى إيه آى»، للمستخدمين إنشاء صور لهن، بينما تسمح مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعى بتحسين هذه الصور بشكل أكبر. ويتصل بما سبق سؤال ضمن أسئلة المسابقة، حول «إجمالى إيراداتهم عبر الأنظمة الأساسية»، لأن الهدف الرئيسى من صنع «نماذج الذكاء الاصطناعى» هو كسب المال من خلال وسائل التواصل الاجتماعى. هيلي لوبيز.. قد تفوز بالمسابقة
فالنموذج الإسبانى «آيتانا لوبيز» إحدى المحكمات فى المسابقة، أنشأتها شركة الإعلام الإسبانية «ذا كليوليس»، على موقع إنستجرام، وعادة ما تظهر مرتدية ملابس من علامات تجارية شهيرة خاصة بملابس النساء مثل «فيكتوريا سيكريتس» و«براندى ميلفيل»، حيث تدفع بعض العلامات التجارية أموالًا ضخمة مقابل الترويج لمنتجاتها من خلال النماذج المولدة ب«الذكاء الاصطناعى».
كاسيدي ديفيس.. نموذج ذكاء اصطناعى للترويج التجارى
العالم السرى قال مسئولون بالشركة الإسبانية التى ولدت نموذج «آيتانا»: «شهد عدد منشئى الذكاء الاصطناعى حول العالم نموًا مذهلاً فى الأشهر ال12 الماضية». وحسب «ديلى ميل»، تعتبر الحسابات النسائية الخاصة بالذكاء الاصطناعى مقنعة للغاية، لدرجة أن مبدعى «إميلى بيليجرينى» قالوا إنهم تلقوا رسائل غرامية من لاعبى كرة القدم ومن مليارديرات أيضًا. ونتيجة لما سبق، تنتقل بعض نماذج الذكاء الاصطناعى المولدة، إلى أشكال أكثر مباشرة من التفاعل مع معجبيها حاليا لأجل زيادة الإيرادات بشكل أكبر من خلال منصات مثل «فانفيو». ومؤخرًا تطور الأمر باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعى الأخرى لزيادة التفاعل والأرباح من خلال «رسائل نصية» و«صوتية» يتم إنشاؤها تلقائيًا إلى المعجبين الذين يدفعون، حيث تحقق «آيتانا» لمصمميها عائدًا شهريًا يبلغ نحو 10 آلاف دولار وفقا ل«فانفيو».
تقرير ديلى ميل
وقال موناناج: «اقتصاد المبدعين مكان مثير للغاية للتواجد فيه فى الوقت الحالى، وبمساعدة منصتنا، وهناك نمو هائل فى دخول منشئى الذكاء الاصطناعى إلى الفضاء، وتنمية قواعدهم الجماهيرية، وتحقيق الدخل من المحتوى». وأضاف: هناك أيضًا أموال كبيرة سيتم جمعها للفائز فى مسابقة ملكة الجمال هذه. 2908