ارتفاع البلطي والجمبري.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم الأحد 18-5-2025 في سوق العبور    وزير الري: تجربة منظومة التراخيص الإلكترونية بإدارات المياه الجوفية بالدلتا    مسؤول إسرائيلي: لا خيار لنا إلا التفاوض مع حماس والتوصل لاتفاق بشأن الأسرى    "سابوا كل حاجة ومسكوا في ال30 ثانية".. رسالة نارية من شوبير بعد فوز الأهلي القاتل    رانيا المشاط: الخطة الجديدة تستهدف زيادة الاستثمارات الكلية إلى 3.5 تريليون جنيه لأول مرة    700 جنيه شهريا.. قوى النواب توافق على زيادة الحافز الإضافي للعاملين بالدولة    موعد وصول رسالة الأولوية للمتقدمين لحجز شقق سكن لكل المصريين    بتكلفة 24 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يتفقد أعمال توسعة ورصف طريق جميزة بني عمرو    الذهب أم بيتكوين؟.. من المنتصر في سباق التحوط المالي لعام 2025؟    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة قنا    المصري الديمقراطي يشيد بكلمة الرئيس السيسي في القمة العربية: مصر تتحمل مسؤوليتها التاريخية في ظل غياب مخزٍ لعدد من القادة العرب    رومانيا.. انتخابات رئاسية تهدد بتوسيع خلافات انقسامات الأوروبي    نماذج امتحانات الصف الثاني الثانوي pdf الترم الثاني 2025 جميع المواد    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    الحماية المدنية المدنية تنقذ مدرسة من حريق داخل جراج سيارات في حدائق الاهرام    «تعليم الشرقية»: أكثر من مليون طالب وطالبة أدوا امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    اليوم.. نظر استئناف المتهم الأول بقتل «اللواء اليمني» داخل شقته بفيصل    سالي عبد المنعم: المتحف القومي للحضارة يعكس ثروتنا الحقيقية في الإنسان والتاريخ    اليوم في "صاحبة السعادة" حلقة خاصة في حب نجم الكوميديا عادل إمام أحتفالا بعيد ميلادة ال 85    هيقفوا جنبك وقت الشدة.. 5 أبراج تشكل أفضل الأصدقاء    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    التعليم العالي: القومي للبحوث يوجه قافلة طبية لخدمة 3200 مريض بمشاركة 15 طبيبًا في 6 أكتوبر    مصدر ليلا كورة: اتجاه لإلغاء اجتماع اتحاد الكرة مع أندية الدوري    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية استعدادًا لكأس العالم للأندية    خطوات التقديم للصف الأول الابتدائي 2025-2026 والمستندات المطلوبة    حفيد عبد الحليم حافظ علي فيس بوك : الواحد لو اتجوز هينكر الجواز ليه.. شيء مش عقلانى    الثلاثاء.. قطع الكهرباء عن مركز طلخا فى الدقهلية 3 ساعات    للمرة الرابعة.. محافظ الدقهلية يفاجئ العاملين بعيادة التأمين الصحي في جديلة    «أنتم السادة ونحن الفقراء».. مشادة بين مصطفى الفقي ومذيع العربية على الهواء    الهلال الأحمر الفلسطينى: خطر توقف سيارات الإسعاف يهدد بكارثة صحية فى غزة    تجديد حبس تاجر ماشية 15 يوما لاتهامه بقتل عامل فى أبو النمرس    سعر تذكرة الأتوبيس الترددي الجديد.. مكيف وبسعر أقل من الميكروباص    يحذر من مخاطر تحرير الجينوم البشري.. «الخشت» يشارك بمؤتمر المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت    زيلنسكى ونائب ترامب وميلونى.. الآلاف يحضرون حفل تنصيب البابا لاون 14    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    إصابه 13 شخصا في حادث تصادم بالمنوفية    سحب 944 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    الأزهر للفتوى: أضحية واحدة تكفي عن أهل البيت جميعًا مهما بلغ عددهم    ضبط 48.4 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مصرع شخصين وإصابة 19 آخرين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    10 استخدامات مذهلة للملح، في تنظيف البيت    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    رئيس جامعة القاهرة: الجامعات الأهلية قادرة على تقديم برامج تعليمية حديثة.. ويجب استمرار دعمها    خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى قانون الفتوى الشرعية ينهى فوضى التضليل والتشدد    استشهاد طفل فلسطيني وإصابة اثنين بجروح برصاص إسرائيلي شمال الضفة الغربية    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    هزيمة 67 وعمرو موسى    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبر الخواطر.. على الله
نشر في صباح الخير يوم 12 - 07 - 2023

«إزالة الأذى عن طريق القلوب، أعظم أجرًا وأشد إلحاحًا من إزالة الأذى من طريق الأقدام».. من منا لم يهدأ بكلمة طيبة أو يسعد بمجاملة لطيفة، فلا شك أن للكلمات الحسنة فعل السحر فى القلوب.
وبما أن الحياة الاجتماعية تفرض علينا جميعًا التعامل مع أنماط مختلفة من البشر، منهم اللطفاء ومنهم قساة الطباع والكلام بالنقد الجارح، وبالطبع يكون من الصعب تغيير الطرف الآخر خاصة إذا لم يكن مقتنعًا بسوء ما يفعله، ولكن الأصعب أن يكون ذلك الشخص من الدائرة المقربة لك، كأم أو أب أو زوج أو أصدقاء.

ففى هذه الحالة يكون الشعور أكثر إيلامًا وإزعاجًا. إذا لم تستطع توجيههم ونهيهم عن إيذائك وكسر خاطرك، فعلى الأقل تتعلم كيف تحمى نفسك من سهام القسوة الموجهة نحوك.
حنينة لكن مدب
أحب أسرتى جدًا ولكن مشكلتى فى طريقة التعبير عن حبى ليهم.. فتحكى (سما ممدوح) 22 سنة: إننى دائمًا ما أوصف بالحنية وطيبة القلب ولكن لا أعرف كيفية التعبير عن حبى بالكلمات الرقيقة والعبارات الرومانسية، فمثلًا مفتكرش أنى قلت لماما أو بابا كلام حلو زى اللى بشوفه فى التليفزيون زى يا قلبى يا روحى وأبوسهم وأحضنهم كل شوية رغم أنى بحبهم جدًا وهما عارفين كده، لكن أنا متعلمتش أو سمعت ده فى بيتنا وأنا صغيرة، فبالتالى مش عارفة أقوله وأنا كبيرة لدرجة أن ماما دايًما تقولى إنتى طيبة بس «مدب»، وهى عندها حق، ولما بحاول أغير من طريقتى وأقولها كلام دلع وحب بحس بشىء من السخافة».
تكمل: عندما أفكر بأن الأمور قد تكون مستقرة أو على قدر من التفاهم مع أسرتى بأن كلًا منا يعرف مدى حبه للآخر رغم سوء التعبير، لكن ماذا سيحدث عندما أرتبط بشخص هو بالتأكيد ليس مجبرًا على تقبل طبعى هذا ولازم يسمع منى كلام جميل بعيدًا عن الانتقاد الدائم كما أفعل مع من هم مقربون منى.
يبدو الأمر بسيطًا ولكنه مربك بشكل كبير مع الأشخاص الذين لا يجيدون التعبير عن أنفسهم».
تقول لبنى محمود 35 سنة - صيدلانية: كان زوجى كأى رجل طبيعى فى فترة الخطوبة شديد الاهتمام والملاحظة لكل ما يخصنى ودائم الثناء على مظهرى وشخصى، حتى تزوجنا وبدأ الاهتمام يقل تدريجيًا مهما حاولت التغيير.
تكمل: أصبح قليل الكلام ولو تكلم فيكون دائم الانتقاد لى، والأكثر أنه يتعمد إهانتى أمام أهله ببعض الكلمات السلبية كأنى زدت فى الوزن أو أصبحت كثيرة النسيان أو أى ملاحظة سلبية يطرحها بدون مبرر, وهو ما أدركته مؤخرًا بأنه يفعل أمامهم ذلك كنوع من إثبات رجولته».
تضيف: رغم ضيقى بهذه الطريقة وإخبارى له بذلك إلا أنه لم يتغير، وكثيرًا ما أفكر فى رد إهاناته كما يفعل ولكن أتراجع حتى لا يتطور الأمر وهو ما سيعتبره جريمة لا تُغتفر.
تقول: أما على جانب آخر وبحديثى معه أنه أصبح لا يتكلم معى إطلاقًا فى البيت، فلا وقت لديه لى أو لأبنائنا، ليس هناك أى تقدير أو حتى كلمة شكر على تعبى مع الأولاد رغم عملى مثله، إلا أن كل ما يراه أن هذا دورى وجزء من مسئولياتى كزوجة لا يعرف أن كلمته الطيبة بعد يوم طويل متعب قادرة على تغيير حالتى النفسية تمامًا.
وقد يرى البعض أن هذه الأمور تبدو تافهة بالنسبة لأزمات الحياة ولكن هذه الأمور الصغيرة تجعلنا أقوياء وقادرين على التحمل.
«البرود» وفن التجاهل
«البركة فى اليوتيوب».. تضيف رنا سعيد 33 سنة، عن أساليبها الدفاعية السلمية تجاه أهل زوجها قائلة: «متزوجة فى بيت عيلة بالقاهرة، أعيش بشقتى الخاصة بالدور الثانى وباقى أشقاء زوجى بالأدوار الأخرى، وحماتى وبناتها بالدور الأول، لكل منا حياته الخاصة ولكن نجتمع جميعًا يومًا فى الأسبوع عند حماتى.
تقول: رغم أنه يوم واحد لكن بيكون مزعج بشكل كبير جدًا بسبب حماتى وبناتها اللى دايمًا عندهم غيرة وحسد بتظهر فى كلامهم وتلميحاتهم، ورغم أننا فى الأصل أقارب إلا أنهم لازم يعلقوا على لبسى أو شكلى أو حتى أولادى مين أحسن من التانى أو دمه خفيف والتانى رخم، دايمًا كلامهم سلبى وبيجرح، ورغم أن زوجى بيكون موجود بس بيعمل نفسه مش واخد باله أو لو موقف واضح جدًا يرد يقولى هعمل إيه يعنى لأمى وهى ست كبيرة.
تضيف: أما عن باقى سلايفى فهما مش من العيلة لكن بتعاملهم أحسن معاملة «رغم أنهم بيتعاملوا معاها «بالشوكة والسكينة» مفيش منها أى كلام سلبى أو تعليق ممكن يضايقهم».
أكملت: عندما تحدثت مع أحد المختصين عن مشكلتى التى سببت لى إحساسًا بالدونية وعدم ثقة بالنفس أخبرنى أن أتجاهل تمامًا أى تعليق أو كلام سلبى توجهه لى وألا أنفعل أو أغضب لأنها فى النهاية والدته وسيظل يبرر كل أفعالها, لذلك لابد أن أثق فى نفسى وأتعامل بمنتهى الهدوء الذى يصل للبرود حتى لا أمرض نفسيًا كذلك حتى لا تسوء العلاقة بينى وبين زوجى بسببها».
كما أننى ثقفت نفسى بمتابعة مدربي التنمية البشرية على اليوتيوب وهو ما غير شخصيتى تمامًا وأصبحت أنا التى تسعى للذهاب إلى حماتى والرد عليها بمنتهى القوة والثبات والاحترام وطبعًا الابتسامة».
جبر الخاطر
من جانبها أكدت الدكتورة ثريا عبدالجواد أستاذ علم الاجتماع, أن التربية السوية تقوم على تنشئة الأبناء على لين القول وجبر الخاطر والسند والدعم والمودة، لكن اليوم ونحن نطالع صفحات الأخبار والحوادث نصطدم بمجتمع تنتشر به القسوة والعنف وعند البحث عن السبب والذى يختلف أحيانًا من فئة لأخرى, نجتمع على أن أى سلوك إنسانى قائم على علاقات بين أطراف هو نتاج لواقع اجتماعى معين يتشابك معه الواقع الاقتصادى، فازدياد وتيرة العنف والقسوة وتغير العلاقات الاجتماعية بين الجيران والأصدقاء وحتى داخل الأسرة الواحدة نفسها كثيرًا ما يشوبها حالة من التوتر والاضطراب نتيجة أن الأفراد أنفسهم قد يعيشون تحت ضغط فتكون القسوة هى رد فعل لما يتعرض له، حيث تخرج هذه الطاقة الغاضبة فى طريقة تعامله مع الآخرين.
أما عن علاقة أكثر خصوصية كالزوج والزوجة فلدينا ثقافة شائعة تحكم علاقة الرجل بالمرأة هذه الثقافة تؤسس على الفرقة والتمييز بينهم على أن الرجل هو الأول والأميز وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة بالبيت.
تكمل: فهناك عبارات تكاد تكون محفوظة يرددها الرجل ليشعر بقوته وتحكمه فى المرأة التى تزوجها كأن يقول لها إذا غضب عليها «لو خرجتى من البيت تبقى طالق»، «لو نزلتى الشغل هطلقك»، «لو روحتي لأهلك مترجعيش هنا تانى»، وبالتالى الرجل الذى يفكر بهذه الطريقة يستنكر أو يفكر ألف مرة قبل أن يثنى عليها أو يدعمها لأنه يشعر أنه إذا تغزل بها أو جبر بخاطرها فهذا يقلل من هيبته ومكانته كرجل». تضيف د.ثريا: هذا النوع من الرجال يرى أن زواجه منها فى حد ذاته هو تعبير عن حبه وهذا يكفى. وألا يجب أن يعبر لها عن مكنون قلبه لأن هذا قد يجعله أضعف. وهذا هو النموذج الشائع للرجل.
وعمومًا فعلى أى شخص أن يحصن نفسه بالثقة ويحمى نفسه ببناء شخصيته القوية التى لا تتأثر جذريًا بأهواء الآخرين، ومراعاة الحالة النفسية والاجتماعية لغيره، وكما أشرنا أن الضغوط التى ربما يتعرض لها البعض قد نكون نحن للأسف من نحصد آثارها السلبية، لذلك لابد من تجاوز هذه الحالة بشيء من الهدوء والحكمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.