بدأ التفكير فى مشروع المليون ونصف المليون فدان فى عام 2014 حتى تم إطلاق خطة المشروع فى عام 2016، وأُسندت إدارته إلى شركة الريف المصري، حيث يتم تنفيذه على ثلاث مراحل بحيث تضم المرحلة الأولى طرح نصف مليون فدان والمرحلة الثانية تشمل طرح 490 ألف فدان على أن يتم طرح 510 آلاف فدان خلال المرحلة الثالثة. وتم اختيار أراضى المشروع بعد دراسة دقيقة، حيث حرصت الدولة على أن تكون تلك الأراضى قريبة من الخدمات ووسائل الاتصال بحيث يسهل على المواطنين قضاء حاجاتهم بسهولة، وقد وقع الاختيار على 13 منطقة مختلفة فى ثمانى محافظات لتنفيذ المشروع وهى: «الوادى الجديد، قنا، أسوان، مرسى مطروح، جنوبسيناء، الجيزة، المنيا، الإسماعيلية». ويعد مشروع المليون ونصف المليون فدان هو بداية انطلاق الثورة الزراعية الحديثة، ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الزراعى والأمن الغذائى، بل أيضًا لبناء مجتمعات جديدة وخلق صناعات متوازية وفرص عمل للشباب من خلال العمل على طرح أراضٍ لهم وتقديم تسهيلات للمستثمرين. محاصيل متميزة ويتواجد المشروع فى عدة مواقع فى الظهير الصحراوى بمحافظات الصعيد وأيضًا منطقة المغرة وغرب غرب المنيا، وأهم المحاصيل الزراعية فيه البنجر والقمح. والمشروع يضم 3 مراحل: الأولى مساحتها 500 ألف فدان فى مناطق: الفرافرة القديمة والجديدة ومنطقة المغرة وامتداد الداخلة وقرية الأمل وتوشكى ومنطقة غرب المراشدة، والمرحلة الثانية مساحتها 490 ألف فدان فى مناطق الفرافرة الجديدة والقديمة، ومنطقة غرب كوم أمبو، والمغرة، وغرب المنيا، وشرق سيوة، وجنوب شرق المنخفض، أما المرحلة الثالثة فتبلغ مساحتها 510 آلاف فدان فى مناطق الفرافرة القديمة، ومنطقة الطور بجنوبسيناء، وامتداد جنوب شرق المنخفض، وغرب المنيا، ومنطقة غرب غرب المنيا. ويشمل المشروع منطقة المُغرة بمساحة 380 ألف فدان و350 ألفًا بالفرافرة و300 ألف فى منطقة غرب المنيا، و250 ألفًا بجانب 90 ألفًا جنوب منخفض القطارة و250 ألف فدان فى كوم أمبو و150 ألفًا فى توشكى، ويتم توزيع الأراضى بنظام التمليك، حيث يصل سعر الفدان إلى 47 ألف جنيه بالتقسيط على 10 سنوات فيما عدا المُغرة فسعر الفدان 22 ألف جنيه. ولا يقتصر على الاستصلاح والإنتاج الزراعى فقط، حيث يستهدف إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة جاذبة للسكان؛ توفر السكن وأهم الاحتياجات الاجتماعية للسكان، من أمن وصحة وتعليم وحماية مدنية، وكذلك إنشاء مراكز صناعية للصناعات المرتبطة بالزراعة مثل المواد الغذائية والتعبئة والتغليف وإنتاج الزيوت وغيرها.
استغلال أمثل للمياه بأحدث الطرق
أراضى الشباب تم تخصيص الأراضى للشباب وصغار المُزارعين لخلق فرص عمل ومجتمعات عُمرانية جديدة جاذبة للسكان، والتركيز على التركيب المحصولى لنوع التربة وخصائصها بما يتلاءم مع مصادر المياه وجودتها، حيث يتم تحديد نوع المحاصيل المناسبة وتُذلل مشاكل النقل والتسويق من خلال التعاقدات مع وزارتى الزراعة والتموين. وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء المرافق ورصف الطرق وتوفير الخدمات والبنية التحتية لتخفيف صعوبة الحياة فى الصحراء قبل تسليم الأراضى للمزارعين. وتعتمد 88 % من تلك الأراضى على المياه الجوفية و12 % الباقية تعتمد على الرى بالمياه السطحية، ويتم تصنيع سماد حيوى وبكتيرى بسعر رمزى لرفع إنتاجية الفدان وخفض تكلفة الزراعة، خاصة فى مناطق الوادى الجديد ومطروح والمنيا والنوبارية، حيث يتم توفر معامل لتحليل التربة والإنتاج الزراعى لاختيار أفضل المخصبات الحيوية ومنشطات النمو النباتية والمغذيات الورقية، وذلك فى مناطق النوبارية ووادى النطرون وغرب غرب المنيا.
حياة كريمة تغير ريف مصر
ولأن مصر تستورد 90 % من التقاوى الزراعية بما يكلف الاقتصاد القومى 2 مليار جنيه سنويًا، يركز البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخُضر بوزارة الزراعة على استهداف إنتاج أصناف تقاوى تناسب ظروف التربة المصرية خاصة فى منطقة المُغرة، والسعى لإنتاج تقاوى تتحمل ملوحة المياه وجفاف التربة لتكون أقل استهلاكًا للمياه، وقد تم تسجيل 24 صنفًا من الخُضر، حيث يركز البرنامج على إنتاج الهجين فى خلال 4 سنوات لتغطية السوق المحلية. وفى منطقة الفرافرة تم استخدام النهج العلمى واستزراع محصول الأرز الجفافى، الذى يستهلك 50 % من الاحتياجات المائية للأرز التقليدى بما يوفر كميات مياه، وذلك من خلال تحسين جيناته.
ضمان احتياجاتنا من المحاصيل الزراعية
وحسب شركة تنمية الريف المصرى، تم إنفاق 3.6 مليار جنيه للبنية التحتية فقط، وحفر أكثر من 783 بئرًا؛ ليصل إجمالى عدد الآبار التى تم حفرها على أراضى المشروع 5114 بئرًا بتكلفة حوالى 19.8 مليار جنيه، كما تم إنشاء 8 محطات تحلية مياه صالحة للشرب بتكلفة 6 ملايين جنيه للمحطة الواحدة، ويعتمد المشروع على الخلايا الشمسية فى الزراعة نهارًا واستخدام توليد القوى ليلاً، وتم توفير شبكات الاتصالات والكهرباء والمياه فى مشروعات الزراعة.