ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية

بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، اختتمت أولى جلسات الحوار الوطني، الذى كلف به الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطنى حول أولويات العمل الوطنى .
وأشارت الدكتورة رشا راغب مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب إلى أن الحوار يأتى فى توقيت مهم تتطلع فيه الأمة المصرية إلى مستقبلها من خلال حوار وطنى حقيقي، مؤكدة اتباع الأكاديمية نهج الحياد والتجرد التام، فى إطار دورها التنظيمى والفنى والتنسيقي، تنفيذًا لتوجيهات عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حتى يخرج الحوار الوطنى بشكل بنّاء وفعّال .
وأكدت أن دعوة رئيس الجمهورية لإجراء حوار وطنى تبدو ملهمة، حيث تؤكد تعزيز فكرة تبادل الرؤى بين مختلف أطياف المجتمع المصرى سواء كانت أحزابًا سياسية أو منظمات المجتمع المدنى أو الحقوقيين، أو غيرهم، لتكون الخطوة بمثابة حلقة جديدة تضاف إلى طريق التحول نحو الجمهورية الجديدة، لافتة إلى أن أجندة الحوار الوطنى بمحاورها المتعددة تمثل مدخلاً لبناء الرؤى المشتركة حول مقومات ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية المبنية على أسس المواطنة والقانون والمؤسسات كمنهج للعمل الوطنى لبناء منظومة متكاملة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية الفعالة والمستندة إلى رؤية وقناعات مجتمعية داعمة للإصلاح والبناء .
ومن جانبه، قال ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطنى إن الحوار هو أول خطوة نحو الجمهورية الجديدة وإعادة لروح تحالف 30 يونيو، مؤكدًا الأخذ بعين الاعتبار كافة المقترحات والرؤى المقدمة سواء من الجهات أو من المواطنين العاديين. حيث إن هدف الحوار يتمثل فى خلق مساحات مشتركة تسمح أحيانًا بالاتفاق التام وأحيانًا بالاختلاف التام .
واستعرض المستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى مهام واختصاصات الأمانة الفنية، والمكونة من 4 فرق تضم «العلاقات العامة والاتصال، المحتوى، الإعلام، واللوجيستيات»، لافتًا إلى أن الأمانة الفنية تلقت أكثر من 15 ألف ورقة تمت دراستها وتصنيفها وتبويبها وتجميعها، كما قام فريق العلاقات العامة بحصر القوى السياسية فى المجتمع وإرسال الدعوات للمشاركة، حيث شملت الفئات المستهدفة فى الحوار الوطنى جميع قوى الشعب إلا من تلوثت يده بالدماء .
وثمن النائب أحمد الشرقاوى عضو مجلس النواب ومجلس أمناء الحوار الوطنى دعوة رئيس الجمهورية للحوار، لافتًا إلى أن مجلس الأمناء تم اختياره بالتوافق وتلاحظ الرضاء العام لدى الرأى العام .
وطالب كمال زايد رجال الأعمال وأمين مجلس أمناء حزب الكرامة بالتكاتف لإنجاح الحوار الوطنى بمخرجات حقيقية.
ولفت الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن الاجتماعى الأسبق، وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إلى أن المستبعد من الحوار الوطنى ليس الإخوان المسلمين فقط، لكن هناك أطرافًا أخرى تقوم بزج الدين بالسياسة وهم من يجب أن يتم استبعادهم فورًا من الحوار الوطنى .
وذكر عبدالعظيم حماد الكاتب الصحفي، أنه بصفته أحد ممثلى الحركة المدنية يتقدم بالشكر للسيد رئيس الجمهورية للدعوة الحوار الوطني، موضحًا أهم النقاط التى حُددت بعد اجتماعات الحركة المدنية الديمقراطية، حيث يرى أن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى استوفى المطلوب منه وأحدث توازنًا بين ممثلى الجهات، مؤكدًا أن الحركة المدنية لم ولن تدعو أى جماعة لم تعترف بدستور 2014 والوضع السياسى الحالي، أو استخدمت أى أعمال عنف.
أكد سمير مرقص الباحث والكاتب السياسي، أن الدعوة للحوار الوطنى جاءت فى لحظة تاريخية مهمة، وتعد بداية لمرحلة جديدة فى العمل السياسى بمصر، مؤكدًا أن الحوار يتحدث عن المستقبل حيث إن 80 % من سكان مصر تحت سن ال 40، وما يقرب من 40 مليون نسمة تحت سن ال 20، وهذا دليل واضح أن الحوار يتحدث عن المستقبل .
وأضاف أن المستبعدين من الحوار الوطنى ليس فقط من تلوثت يداه بالدماء فقط، بل كل من خرج عن شرعية الدولة الحديثة .
وعلق عماد الدين حسين الكاتب الصحفى وعضو مجلس الشورى: «لذلك لا بد من الوصول لمُخرجات حقيقية من الحوار وإعادة تحالف 30 يونيو».
وتحدثت الدكتورة فاطمة سيد أحمد، الكاتبة الصحفية، عن أهمية التركيز على حرية الإعلام الذى سوف يُسيّر كثيرًا من الأمور حول الحوار الوطني، متوجهة بالشكر للأمانة الفنية لما عرضته من بيانات ومعلومات مهمة حول اختصاصات الأمانة.
ووجهت النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب كلمة قالت فيها: «أتمنى من الشباب متابعى جلسات الحوار الاستمرار فى المشاركة وإرسال المقترحات.. فنحن موجودون لإيجاد مساحات مشتركة بيننا وأتوقع أن تكون نتائج ومخرجات هذا الحوار مرضية».
وتمنت فاطمة خفاجي، منسقة الشبكة العربية للمجتمع المدنى النسوي، أن تتمكن المرأة من تمثيل نصف المجتمع فى كافة المجالات .
وأكد محمد سلماوى الأديب والكاتب الصحفى أهمية التركيز على محور القوى الناعمة الذى يتضمن الثقافة والفنون والآداب والتعليم وكل هذا الفكر الذى يصنع للمجتمع سياقًا لمعالجة المشاكل اليومية فى مختلف المجالات .
وقال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الحوار الوطنى لحظة شديدة الأهمية، حيث تُدار حوارات وطنية أخرى فى المنطقة لكنها فى أمور شديدة الخطورة، لكن حوارانا الوطنى يهدف إلى المستقبل .