قالت إحصائية فرنسية إن 97 ٪ من أطفال أوروبا يعتقدون فى بابا نويل الذى يعيش فى القطب الشمالى مع زوجته وأصدقائه الأقزام الذين يصنعون له الهدايا؛ لتوزيعها عندما يدخل من مداخن الدفايات وشقوق الأبواب الصغيرة لبيوت أوروبا ليلة عيد الميلاد! ويطوف سانتا كلوز العالم بعربته الصغيرة تجرها حيوانات الرنة؛ ليمنح الأطفال الطيبين هدية العام الجديد. وحسب التقارير الأوروبية؛ فإنه مع ليلة رأس السنة كل عام يستقبل العنوان البريدى HOH OHO، North Pole، Canada مليون رسالة على الأقل، موجهة إلى بابا نويل، فهذه الشخصية الخيالية الحلم لكثيرين يراسلونها بالتمنيات، ويتعهدون بأن يكونوا صالحين خلال العام الجديد.
القديس نيقولا سانتاكلاوس
بابا نويل تعود لشخصية القديس «نيقولا دى ميرا»، اليونانى الأصل والمولود فى القرن الثالث الميلادى. كان أسقفًا لبلدة ميرا الرومانية فى تركيا وأطلق عليه فيما بعد «سانتا كلاوس». وحسب القصة ورث «نيقولا» ثروة ضخمة بعد وفاة والده، فكان يوزع الأموال أثناء الليل للفقراء والأطفال ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو. وُلد نيقولاوس عام مئتين وثمانين بعد الميلاد. ودافع عن المسيحية فى زمن «الاضطهاد العظيم» ضد الإمبراطورية الرومانية، ورفض التراجع عن اعتناقها حتى لو كان سيدفع حياته ثمنًا. عُرِف سانت كلاوس بكرمه؛ حيث صرف ما ورثه عن أهله الفقراء، وكان من عادته أن يترك كيسًا من الذهب داخل الجوارب التى تُعَلّق على المدخنة لتجفّ، كما كان دائمًا ما يوصى الأطفال بأحسن سلوك.
بابا نويل محاكاة لشخصية القديس نيقولا دى ميرا
ارتبط اسم كلاوس ببعض المعجزات، ثم انتقلت قصصه بعد موته عن طريق الهولنديين، إلى المستعمرات وإلى العالم كله؛ حيث تطور الاسم فى فترات لاحقة إلى «Santa Claus» أى بابا نويل. أما الصورة المعروفة لسانتا كلوز فقد وُلدت على يد الشاعر الأمريكى كلارك موريس الّذى كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان «الليلة التى قبل عيد الميلاد» يصف فيها هذا الزائر ليلة عيد الميلاد واستخدمت هذه القصيدة ليرسمها الأمريكى توماس نيست عام 1881 فى جريدة هاربرس، وتم إنتاج أول رسمٍ لبابا نويل «سانتا كلوز» كما نعرفه اليوم، ببدلته الجميلة وذقنه البيضاء وحذائه الأسود اللامع. تطور حتى أصبح رمزا دينيا لأعياد الميلاد
واشتقت بابا نويل من كلمة فرنسية تعنى «أب الميلاد» ولقرون عديدة تعارف العالم على أن موطن بابا نويل هو السويد، وقالت روايات أخرى إن قصته بدأت فى فلندا، وفى مصرانتشر بابا نويل فى الكنائس القبطية فى احتفالها برأس السنة وعيد الميلاد المجيد، ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيكولاوس أوسانت نيقولا وتطور حتى صار سانتا كلوز. ولقب أسقف ميرا رئيس المطارنة «القديس نيقولاوس» بصانع العجائب، وأخذ مكانة كبيرة بين الرموز الدينية المسيحية؛ بسبب مساعدته للمضطهدين المسيحيين الملاحقين من السُّلطات البيزنطية. وقبض على نيكولاس وألقى به فى السجن حيث تعرّض للتعذيب. وعندما استلم العرش الإمبراطور قسطنطين الأكبر تم تحرير جميع المسيحيين، وكان هو من بينهم فعاد ثانية إلى رئاسة المطارنة، وراح يتابع أعماله الخيرية فى حماية ورعاية الفقراء والمحتاجين. بعد وفاته اتخذه الكثيرون شفيعًا لهم، وكان المسيحيون فى ألمانيا وسويسرا وهولندا يتبادلون الهدايا باسمه فى عيد الميلاد، وانتشر التقليد فى أمريكا بعد ذلك على يد البروتستانت الهولنديين.
هدايا الكريسماس حول العالم بأكمله
وظلت الأسطورة تؤكد أن بابا نويل أعزب حتى نهاية 1800، ثم بدأت الروايات تذكر زوجته فى عام 1849. ولم يكن بابا نويل يرتدى الملابس الحمراء حتى ثلاثينيات القرن الماضى، حتى بدأت شركة كوكا كولا إعلانات موسم عام 1920، فاستعملت رسم ناست لسانتا كلوز، ثم استعانت بالرسام هادون ساندبلوم لرسومات أكثر واقعية عام 1931، ومنذ ذلك الوقت لم يفارق الأحمر بابا نويل. ولدت شخصية بابا نويل على يد الشاعر الأمريكى كلارك موريس
تنفى شركة كوكا كولا أن تكون حدّدت الأحمر لكونه لون شعار مشروبها، لكنّها حتى لو لم تفعل؛ فإنّ إعلاناتها رسّخت بالتأكيد ارتباط هذا اللون بسانتا كلوز الذى أصبح أبديًّا حتى إشعار آخر.