نسبة كبيرة جدًًا من الرجال المصريين يتمسكون بتلابيب «تعدد الزوجات». ورغم أن النسبة الأكبر من هذه النسبة الكبيرة لم ولن تتزوج أكثر من زوجة واحدة لأسباب مختلفة، إلا أن بقاء «حق» التعدد وكأنه «بطانية» نحتفظ بها فى فصل الصيف رغم حرارته خوفًًا من أن يهجم برد الشتاء فجأة فنضطر إلى استخدامها، يشعر هؤلاء الرجال بأنهم مؤَمَنون بفتح الميم. وبين التأمين والإيمان فروق كثيرة. فالإيمان لا يتجزأ. ومن يؤمن بدين أو معتقد ما، فإنه غالبًا يؤمن بقواعده العامة مع الاحتفاظ بحق مناقشة وفهم ما يستعصى عليه فهمه أو ما كان صالحًا ومناسبًا لعصور مضت قبل مئات السنين ولم يعد طرحه من الأصل ممكنًًا الآن. أتباع كل معتقد يؤمنون أن معتقدهم صالح لكل زمان ومكان. والعقلاء منهم ومعهم العلماء الدارسون لهذا المعتقد عن علم وإعمال عقل، وليس عن نقل أعمى وإلغاء عقل يعرفون أن الأديان غايتها مصلحة البشر وتقويم حياتهم وتحسين معيشتهم، ومن رابع المستحيلات أن تنص عقيدة على جرح وإيذاء فئة من المؤمنين بها أو إنها تنص على دونيتهم أو نقصانهم بأى شكل كان. كان المصريون يعتقدون حتى وقت قريب مضى أن «الست» كائن ناقص. فهى تابع لا يمكنها أن تقود، وجزء من كل ولا يمكن أن تكون واحدًا صحيحًا، تكوينها النفسى مهلهل ولذلك لا يمكن أن تتخذ قرارًا مصيريًا، وتركيبتها العصبية معطوبة ما يعنى أنها غير صالحة لأى عمل أو نشاط خارج إطار تربية العيال وتنظيف البيت والتدريس والتمريض وربما بعض الأعمال المكتبية الغبية (رغم أن التدريس والتمريض مثلاً يحتاجان جهازًا عصبيًا فولاذيًا) وغيرها. دعك من حكاية أن ثقافة عزل المرأة فى البيت أو حجبها فى مهن تعتبرها العقول المعطوبة «غير ذات أهمية» مثل التدريس أو ضرورة كسر شوكتها هو تكريم للمرأة، لأن هذا كذب بيّن وخداع مُهين. ومن المهانة والاستهانة بالأنثى والتى هى خلق الله تعالى أن يروج البعض لأن من الواجب عليها أن ترضى وتسعد وتبتهج إذا قرر زوجها الزواج بأخرى. وجرى عرف التدين المغلوط أن يروع المرأة ويخيفها عبر السؤال الاستنكارى الترويعى: أتعترضين على شرع الله؟! وبعيدًا عن محاولات قلة قليلة من رجال الدين المواكبين للعصر ال21 لشرح مسألة تعدد الزوجات بطرق تخاطب العقل الذى خلقه الله ليعقل لا لينقل نقل ببغاء، وليدرب نفسه على التفكير والتعقل، فإن من يروج لفكرة قوامها أن الطبيعة تحتم على الرجل أن يميل إلى نكاح هذه وتلك وهؤلاء، وأن الشرع يحتم على المرأة أن تنظر إلى «نكاح» زوجها لأخريات بعين مِلؤها الرضا حتى لو كان هناك سكين مغروس فى قلبها وكرامتها وعزتها لأنها لو عبرت عن شعورها بالمهانة فإنها تكون عاصية مذنبة عليه أن يتمهل ويعود إلى ضميره ويسأل قريباته من النساء عن حقيقة ما يشعرن به فى حال «نكح» أزواجهن أخريات. دعك من أن حكاية أن الرجل بطبيعته يميل إلى نكاح كل من تقع عليها عيناه ويشتهيها وأن ذلك يضعه فى مصاف الحيوانات لأن الله تعالى فضّل الإنسان على الحيوان، وجعل غريزته وشهوته فى حدود المعايير الإنسانية لا الحيوانية.