حرام ما يحدث أو العبث فى مقدراتنا أو ثرواتنا حتى لو كان ذلك من خلال نقطة مياه مهدرة أو حنفية مياه تنزف بالمياه دون توقف لأن البيه السباك غير موجود! لقد هالنى ما رأيت داخل إحدى المصالح الحكومية بالجيزة «المجمع» وتحديدًا بالدور الأول لأشاهد عن قرب أحد المناظر المؤسفة أو المؤذية لنا جميعًا، وداخل دورة المياه صنبور مياه نقية صالحة للشرب تسقط منه المياه بغزارة دون حساب أو رقيب ولا أحد يكلف نفسه ويتحرك لإيقاف نزيف المياه النقية التى نحن فى أمس الحاجة إليها رغم قيامى بإبلاغ مدير الإدارة بهذا الخلل أو الجرم وما يترتب عليه من آثار وإهدار للمياه العذبة النقية التى تكلفنا الكثير ونحن لسنا فى رفاهية فى المياه التى تعنى الحياة بالنسبة لنا ولا أنسى هذه الكلمات المباركة «وجعلنا من الماء كل شىء حى»، فالحفاظ على كل نقطة ماء أو بضع منها يعنى بالنسبة لنا حياة، ونحن نعانى من نقص الموارد المائية فى ظل الزيادة المطردة فى عدد السكان وشتان الفارق خلال حقبة الستينيات وما نحن فيه الآن من فقر مائى وعوز. والبعض يبالغ فى الإسراف ولا يكون حريصًا على ترشيد الاستهلاك بالنسبة للثروة المائية ولا ينصتون لصوت العقل وهم يعيشون تلك الحالة من عدم المبالاة فتارة يكون الاستخدام فى غير مكانه ونحن نشاهد من يقومون بإهدار ماء الشرب فى رش الشوارع بحجة مواجهة ارتفاع الحرارة والعمل على تلطيف الطقس وآخر هات يا غسيل فى السيارات وثالث يقوم بتنظيف الأحصنة داخل مياه النيل!. وهنا ليس مطلوبًا من الدولة أن تتحمل فوق طاقتها وتراقب تصرفات البنى آدمين حتى تقوم بتوعيتهم أو ردعهم إذا تطلب ذلك ولأن ذلك يبدو صعبًا فعليك أن تحكم ضميرك أولاً وآخرًا. لذا أرجو من الجميع أو كذلك الأجهزة المختصة أو المعنية التجارب فى أى من المبادرات التى تهدف للحد من الإسراف فى المياه أو استهلاكها ومنع إهدار أى نقطة ماء. فإن الدولة لم تقصر فى جهد وسخرت كل إمكانياتها فى الحفاظ على الأمن المائى الذى هو من الأمن القومى للدولة المصرية فى الوقت الذى فيه الجهات المعنية أو متحملون لمسئوليتهم والقيام بحملات مكثفة من التوعية المستمرة للحفاظ على كل نقطة ماء، وفى ذات الشأن يجب أن تكون هناك رقابة على المؤسسات والهيئات الحكومية وكذلك الوزارات ودور العبادة والمدارس والجامعات لمنع فقدان الماء وإصلاح أو صيانة كل شىء يخص هذا الأمر الحيوى المهم. وقبل هذا وذاك نجعل من ضمائرنا حكمًا وقاضيًا ولنغير من سلوكياتنا فى الإسراف، ونتذكر تلك الآية الكريمة من القرآن الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم.