«بدايتى مع يوجا الضحك كانت من 4 سنين لما عرفت أنى مريضة سرطان»، هكذا بدأت منال العطار، أول مدرسة مصرية معتمدة بيوجا الضحك، حديثها حول علاقتها بنوع من أنواع اليوجا، وإيمانها بأن الضحك مُعد جعلها تدرك أهمية تعلم تلك الرياضة أو الطريقة التكميلية للعلاج. «يوجا الضحك» نوع جديد من أنواعها ابتكره أحد أطباء الهند بعد دراسات علمية أثبتت قدرة تمارين الضحك المفتعل الذى يتحول ببعض الحركات الإضافية مع تدريبات الاسترخاء اليوجى لمدة ربع ساعة والتنفس إلى ضحك حقيقى لفترة تصل إلى ما نحو ساعة تقريبًا.
وتابعت خريجة الاقتصاد والعلوم السياسية: عرفت أن الجلسات ستفيد فى رفع مناعتى وتحسين حالتى النفسية وزيادة نسبة الأكسجين فى الدم، وبدأت التدريب مع الدكتورة أوتا ديفيكا، المدربة الألمانية المقيمة فى مصر، التى سافرت الهند وتتلمذت على يد الدكتور مادان كاتاريا مبتكر يوجا الضحك الهندى، والذى أثبت بدراسته تأثير «يوجا الضحك» على تحسن حالة المريض. منال، أوضحت أن تلك الابتسامة أو الضحكة، التى تطول مدتها، تساعد فى خروج أكبر قدر من ثانى أكسيد الكربون المخزون، ليبدأ بعدها الجسم فى استنشاق الهواء المحمل بالأكسجين مرة أخرى لترتفع نسبته بالدم، وفقًا للدراسات التى ذكرها المبتكر الهندى ل«يوجا الضحك». أما الهندى مبتكر «يوجا الضحك» فهو طبيب بشرى قام بقياس الحالة الصحية والنفسية للمرضى قبل وبعد حضور جلسات يوجا الضحك ليتأكد من فاعلية هذه التدريبات. عودة لمنال التى أشارت إلى أنها بعد عودتها من الهند ذهبت لمستشفيات مثل بهية ومعهد الأورام بعرض منها على مديرى المستشفى، وكانوا يوافقون لعلمهم كأطباء دارسين لأهمية الرياضة والتدريبات للمرضى وطاقم التمريض المعرضين لأكبر كم من الضغط النفسى والعصبى. وعن طبيعة هذه التدريبات، أكدت العطار أنها عبارة عن تقنيات تنفس مأخوذة من تقنيات تقوم المجموعة كاملة بتأديتها سويًا، ثم يبدأ الضحك المفتعل جماعيًا أيضًا، والتواصل من خلال نظرات العين دون كلام، فالضحك مُعدٍ بسبب نظرية الخلايا العصبية العاكسة وتقليد مشاعر الآخرين تلقائيًا، فمعظمنا يبتسم تلقائيًا بمجرد رؤية شخص ما يضحك دون معرفة السبب. وكشفت أن تلك التمارين المصحوبة بلعب طفولى مرح، بدأتها بحديقة الميريلاند ليجتمع حولها الكبار والصغار من الشباب والفتيات، من أصحاب الأمراض الجسدية والنفسية وأمراض الاكتئاب على الوجه الخاص، فهى تقدم جلسة أسبوعية بالهواء الطلق ليبدأ حاضروها بالتفاعل بحركات ونظرات متفق عليها. المصرى أكثر تفاعلاً «المصرى بطبيعته ميال للضحك والسخرية والكوميديا والأكثر تفاعلاً عن أى جنسيات أخرى»، وتضيف العطار أن الضحك فى الجلسة ضحك تدريب وليس ضحكًا على نكتة تقال أو سخرية من تصرف ما، إذ إن جسم الإنسان لا يمكنه التفرقة بين الحقيقى والضحك المفتعل، فمع بداية الضحك يتم إرسال إشارات تنبيه للمخ بالسعادة ليعيد إرسالها مرة أخرى، ويستغرق الشخص ما يقرب من شهر لحضور تدريب «يوجا الضحك» كى يصبح مدربًا لهذه الرياضة من خلال مجموعة من الجلسات المكثفة، كما أن نوادى الضحك موجودة حول العالم، فهى رياضة متعارف عليها ومعتمدة بكثير من الدول التى أصبحت مصر مؤخرًا واحدة منها.