علاج .. لا يحتاج للتأمل

آنا الخميسى.. مدربة يوجا تعالج بعض المشاكل الصحية للناس بنوع جديد من اليوجا يعرف باسم Yoga Therapy أو العلاج باليوجا! بعد احتياجها شخصيًا لممارسة اليوجا؛ للتخلص من بعض المشاكل التى واجهتها أثناء العمل! فلم تكتف بممارستها بل صارت مدربة، وبالممارسة، اكتشفت أن المصريين يحتاجون نوعًا جديدًا من اليوجا، سافرت لتتعلمها فى روسيا..

تخرجت آنا فى كلية آداب- قسم لغة إنجليزية فى جامعة القاهرة، وعملت فى التدريس بالمركز الثقافى البريطانى.. أتاح لها التدريس بالمركز فترات جلوس كثيرة بالمكتب،، مما أصابها بالتعب النفسى والجسمانى بسبب عدم الحركة، فسافرت إلى روسيا لتدرس فى مجال اللياقة Fitness، وحصلت على عدة شهادات أهلتها للعمل فى ذلك المجال منذ عام 2011 حتى الآن..
فوجئت آنا الخميسى،أن المصريين الذين يترددون عليها لفقد الوزن والحفاظ على اللياقة من خلال اليوجا، يعانون من مشاكل جسدية كثيرة جدًا فى المفاصل والظهر، والركبتين ،بل يعانون من مشاكل الاكتئاب أيضا، ما جعلها تبحث عن دراسة جديدة تربط بين اللياقة واليوجا وأمراض الجسد، بحثت عنها فى روسيا، ووجدت ما يسمى بالعلاج باليوجا Yoga Therapy تدرس بمعهد النظام الصحى Institute of Traditional Health System، الذى لاتزال تدرس به لتحصل على الدبلومة المتخصصة فى هذا المجال.
أهم ما يميز العلاج باليوجا- كما تقول آنا- أنها تنظر فى المشاكل التى تصيب الناس فى مفاصلهم وظهورهم وركبهم وكل عظامهم، التى تنشأ بسبب غياب توازن العضلات؛ فالمعروف أن العضلات هى التى تقع عليها مسئولية الحفاظ على قوة ومرونة الجسم, إلا أن عدم حركة الناس بسبب الجلوس الطويل فى المكاتب، واستخدام السيارات فى جميع التحركات، واللجوء إلى الأجهزة الحديثة التى تقلل استخدام الإنسان لعضلاته..أدى لفقد توازنها، بينما جُبل جسم الإنسان على الحركة لا الكسل والجلوس طويلًا بهذا الشكل، تسبب فى تلك المشاكل.
بالتأكيد، تختلف اليوجا العادية عن العلاج باليوجا، كما تقول آنا: فتمارين اليوجا العادية مفيدة لكل الناس، لكن تمارين العلاج باليوجا هى علاج متخصص لمعالجة ما يسمى ب Scoliosis أى انحناء العمود الفقرى الذى يتخذ شكل حرف S ليعيده إلى شكله المستقيم.. كما يتخصص العلاج باليوجا فى معالجة الاكتئاب الذى يعانى منه الكثير من الناس، بعدة طرق، حيث تقول الأبحاث إن الحركة وممارسة بعض التمارين هى أول جزء فى دورة علاج الاكتئاب، لمساهمتها فى إفراز بعض الهرمونات التى تؤثر إيجابيًا على مزاج وصحة الجسم، وجميعنا اختبر هذا فى الحياة اليومية، ونعرف قيمة الحركة، التى نلخصها ببساطة حينما نقول «عاوزين نغير جو» أو نذهب للتنزه فى الحدائق أو المصايف.. إلخ.
وجزء آخر من العلاج هو أن نمارس تمارين التنفس المتخصصة، التى تؤثر على المخ وتساهم فى إفراز المزيد من الهرمونات لصالح المخ. أما الجزء الثالث، فهو الجلوس فى الشمس التى تساهم فى إفراز ڤيتامين D المعروف بتأثيره على مزاج الإنسان.
شهادات الصحة والشفاء
وكما يتضح إن العلاج باليوجا يهتم بتركيبة الجسد، فقد خصص المعهد الصحى بروسيا جزءًا لدراسة تشريح ووظائف أعضاء الجسد، تساعد مدرب اليوجا على امتلاك فكرة عامة عن وظائف المخ، وتركيبة الأعصاب، حتى إذا ما احتاج الأمر علاج جسمانى Physical Therapy فيقوم بإحالة الشخص إلى طبيب متخصص، بينما يجمع عملى كمدربة Yoga Therapy بين كونى مدربة يوجا وعلاج طبيعى.
وترى آنا أن اليوجا معروفة فى مصر، بنفس نسبة إقبال الناس على الرياضة، وهى نسبة قليلة نسبيًا، نتيجة لخلط البعض بين الدين واليوجا، بسبب وجود التأمل Meditation رغم عدم وجود ارتباط بين المجالين.. توضح آنا، قائلة: اليوجا أسلوب حياة ولاعلاقة لها بالدين، وأنا أعرف كثيرًا من المتدينين فى أمريكا وأوروبا يمارسون اليوجا كأسلوب لتنظيم حياتهم،بعيدًا عن الدين، ورغم هذا، يمكن ممارسة اليوجا بدون تأمل، تقول: أنا شخصيًا أنصح الناس الذين يحضرون معى كورسات اليوجا، بالاستغناء عن التأمل حينما أراهم متخوفين منه أو غير مرتاحين له، فهو ليس عقاب، رغم أننا فى التأمل نقوم بتفريغ أدمغتنا من ضغوط التفكير وإرهاق الجهاز العصبى،والحقيقة أنهم حينما يجربون التأمل.. يرتاحون، ويعترفون بالفرق بين قبل وبعد ممارسته. فاليوجا كما يقول الكتاب هى ليست مجرد تمارين، ولكنها أسلوب تفكير بين الأشياء التى يجب أن نعملها والأشياء التى لا يجب أن نعملها، بمساعدة تمارين التنفس فى أوقات معينة، مثل وقت الاستيقاظ، فنساعد المخ على أن يعمل بطريقة أفضل، وتمارين التنفس قبل النوم التى تساعدنا على النوم بشكل أفضل.
تؤكد آنا على وجود حالات شفاء لبعض المترددين الذين عانوا من مشاكل الظهر، يتم الاعتراف بها من خلال اختبارات معينة وتقارير ترسل للخارج للتأكد من حقيقة الشفاء عبر دروس اليوجا التى يتراوح عدد ساعات الكورس بين 100 – 200 ساعة لليوجا العادية، قد تصل مع بعض الدارسين إلى 500 ساعة، أما كورس العلاج باليوجا فيصل إلى 1500 ساعة فى مدة تصل إلى سنة ونصف.. ورغم تكلفة تلك الكورسات المرتفعة نسبيًا كما تقول آنا، إلا أنها تقوم مع إحدى زميلاتها على تنفيذ بعض الكورسات المهتمة باليوجا كفكرة لمساعدة الناس.