تجاوز الثمانين عامًا من عمره وعبر رحلته قدم لنا أعمالًا مميزة محفورة فى وجداننا وستظل فى تاريخ الموسيقى العربية التى تطورت نوعًا ما من خلال ما قدم من ألحان وتميز عن غيره بتصريحاته الشديدة وآرائه الجريئة تجاه جميع المطربين ، فعند زيارتى له وجدته شغوفا بالفن متعطشا للتلحين كما عهدناه، محبا للحياة والحب ومقبلا عليهما، غاضبا من ما تشهده الساحة الغنائية بسبب مطربى المهرجانات واصفا إياهم بالدعارة الفنية التى تدخل بيوتنا رغما عنا.. فإلى نص الحوار. لماذا تمنح النقابة تصاريح لمن تراهم لايستحقون ؟! كل من يغنون فى المهرجانات يحصلون من نقابة الموسيقيين على تصريح «DJ»، رغبة من النقابة فى زيادة مواردها، بمعنى النقابة بتاخد جزء لها من فلوسهم، التصريح اللى بياخدوه دا ورقة مكتوب عليها حبر أسود، وهى ورقة مكتوب عليها تصريح زور واستخدام لمنتج متعارض لأن أغانى المهرجانات الشعبية، هى سمع عشوائى وليست ذوقا، وحكايتها بدأت بعبارات مثل «الحشيش مش بتاعى» واشرب خمور وعود البطل وغيرها. من المسئول عن ما يحدث فى الساحة الغنائية؟ بكل صراحة ووضوح أنا أشدد وأنبه وأحذر بشدة ضرورة الانتباه للنشء الجديد, الناس عايزة تصحى، بس فى حد حاطط طوبة كبيرة على دماغهم «الدولة هى اللى لازم تشيل الطوبة». وما سبب نجاح مهرجان بنت الجيران نجحت ليه؟ هذه الأغنية لا يوجد بها شيء جديد عن سابقتها وسبب نجاحها هو«لازمة موسيقية» فى مطلع الأغنية ليس أكثر وقريبا جدا ستنتهى هذه الأغنية وستموت مثلها مثل أغنيات كثيرة من أغانى المهرجانات.. أين أوكا وأورتيجا الآن لا وجود لهما تماما وأين أغنية «مفيش صاحب بيتصاحب» ؟ معظم مطربى المهرجانات لا ينجحون فى اختبارات لجنة استماع الأصوات فى النقابة وإن هذا الجيل سينتهى مثلما تنتهى أغنياته ولن يتركوا ذكرى واحدة تتحدث عنها الأجيال القادمة فهناك فرق كبير بين الفن الراقى الذى يخاطب جميع الأعمار دون إسفاف وبين حالة ترى فيها كل شيء الرقص والمغنى والكلمات البذيئة، فمطربو المهرجانات يغنون بأجسادهم وليس حنجرتهم . ولكنى أيضا أعيب على المطربين الجيدين من هذا الجيل الذين سمحوا وتركوا الساحة لهذه النوعية من أغانى المهرجانات . وليه سبق وهاجمت أحمد عدوية؟ أنا لم أهاجم أحمد عدوية لأنه عند عودة عدوية إلى الغناء ظل يغنى ما كان يغنيه سابقا لأنه الآن كبر وعنده شلل رباعى إزاى يتحمل ويقدر يغنى حاجات كان يغنيها زمان مفروض أنه يختار أغانى تناسب حجم حنجرته الآن. لماذا لقبت فنانى المهرجانات بالحرامية؟ فى الماضى، كان هناك محمود شكوكو وإسماعيل ياسين، وهما لم يتخرجا فى معاهد، لكنهما كانا موهوبين، ثقّفا نفسهما بأنفسهما، وهو ما ينطبق مثلا على سعد الصغير، وقد قبلته لأن لديه قبولاً ودمه خفيف والأفراح كلها تطلبه، فالجمهور إذا أراد أن يسمع حمو بيكا، فعليه أن يشكل نقابة موسيقيين موازية وحرة طالما أن بيكا له جمهور، ولكن «عمر النقابة ما هتبقى غطاء لمفردات فاسدة، ولعلمك «صوت شاكوش كويس» لكن أتمنى أن يستفيد ويتعلم. ولماذا لم تقم بالعمل مع عمرو دياب؟ «لديّ لحن بصوت عمرو دياب منذ 30 عاماً، لكن حصل اختلاف بيننا، وهو معتاد على التدخل، و«على راسى» أنه دارس، وهو كان سعيداً بالتعاون معى لكن اللحن مرمى عند محسن جابر ولا يشغلنى. وماذا عن المواهب النسائية؟ أهم صوت نسائى مصرى هو آمال ماهر وهى رقم واحد لأنها تقول إبداعات حسية من دون أن تدرى، ولكن «المطرب ليس صوتاً فقط، هناك أمور كثيرة مثل الإدارة والذكاء، وأعتقد أنه حدث لها خلل بعد أن تركت محسن جابر ثم عادت له مرة أخرى، وأقول لها: فكّرى جيداً فى اختياراتك» ، وأنا لم أتخل عن أحد والدليل أن كاظم الساهر غنّى منذ سنة أغنية كنت قد أعددتها لوردة، وفى يوم من الأيام قال: فى اليوم الذى أفكر فى الغناء لغيرى سيكون لحلمى بكر». ما رأيك فى هانى شاكر؟ كفنان هو لا يعلى عليه وكإدارى حواليه علامات استفهام كتير لأنه لحد الآن لم يفعل أى قانون يمنع ما يحدث على الساحة المصرية ومفترض أن يقوم بمنعهم من السفر إلى الخارج حتى لا يسيئوا لنا بالخارج، النقابة تحتاج إلى إنسان لديه مخالب وشرس حتى يستطيع ضبط الذوق الفنى، هانى شاكر مطرب رقيق وطيب ولكن النقابة تحتاج لخرابيش وأرى أن مصطفى كامل نجح فى التعامل معهم بهذا المنطق وما حدث معه كان عبارة عن مؤامرة داخلية، وأقول لهانى شاكر: أنت لم ترض ولن تستطيع أن ترضى الكل فعليك بالقانون لأنه الحل فى كل المعاملات. لماذا أنت الأكثر جدلا ومثيراً فى الوسط؟ أنا لم أكن اتباهى بما أقوم بعمله وترأست لجان تحكيم لمدة 35 عاما، كما أننى رئيس لجنة الاستماع، وأنا من له الحق أن يقول للمغنى أن صوته حلو أو وحش، وأن الأغنية مقبولة أو مرفوضة، كما أننى ملحن منذ 35 عاما، كما كنت عضوا فى اللجنة العليا للتقويم لدولة الكويت، بالإضافة إلى البداية الأكاديمية التى بدأتها مع كل الكبار كالفنان محمد عبدالوهاب، لذا فأنا أقول إنه بعد نكسة 67ظهرت حالة من العشوائية فى الغناء وظهرت أغانى المهرجانات، وأنا على مدار عمرى لا أعترف بالفن الذى يباع، فالفن لا بد أن يرتقى بالذوق العام، وأرى أن الفن الشعبى به مفردات شعبية تساعد على حب المطرب، أما الآن فالأغانى بها هاتى بوسة وكلب وراح. لماذا يظل دائما الغناء الشعبى فى مرمى الهجوم؟ الفن الشعبى شعبيته فى الانتشار السريع وكذلك هو يخاطب كل الشعب، وهناك فن شعبى قائم على مفردات أهل الحارة، ولكن دعنى أقول لك إن هناك أصواتا جيدة، فعلى سبيل المثال كنت أنوى مشاركة محمود الليثى فى مهرجان الموسيقى العربية، لأن صوته جيد وأيضًا مصطفى حجاج صوته جيد وكذلك أحمد شيبة وبوسى، وسوف يشارك هؤلاء فى الدورة القادمة من المهرجان، وسيغنى الليثى لعبدالوهاب وبوسى لأم كلثوم، كما أننى سأقدم أغنية لشيبة مثلما فعلت مع محمد رشدى، كما أرى أن أمينة صوت جيد، وحكيم يمتلك خاصية بعيدة عن كل الشعبيين وشاطر جدًا وفى المقابل هاجمت كثيراً من المغنين الشعبيين وأنتقدهم بوعى، مثلاً مفيش حاجة اسمها أوكا وأورتيجا، ولن أعترف بهما إطلاقًا لأنهما لم يقدما فنا. إيه رأيك فى الأصوات النسائية حاليًا؟ أرى أن أنغام صوت أكثر من رائع ومدرسة فى الغناء، فصوتها مثقف ومتطور وهتعيش لتصبح عندها رصيد كبير وهى الآن على قمة الغناء المصرى الآن، وأصالة ابنتى وتعاملنا مع بعض كثيرًا إلا أنه عندما طرأت عليها المتغيرات ابتعدت عنها، كما أن غادة رجب مبدعة ولديها مقامات رائعة وتمتلك أيضًا الحضور والقبول. لماذا هاجمت محمد رمضان؟ «رمضان» لم يحافظ على نجوميته وما يفعله سيأخذ وقتًا وسينتهى، وهو بيحرق نفسه كنجم يستطيع أن يستمر، فبرغم إقبال الشباب وتواجد الاستعراضات فى الحفل، ولكن فى النهاية ستكون ليلة وستنتهى لأنها ليس لها صدى، وهو بيضر نجوميته عند ظهوره كمطرب يُحيى حفلات، فهو يستغل القاعدة الشعبية العريضة له بأشياء خارج النجومية، ولكنه من الوارد أن يُغنى داخل عمل فنى فى السياق الدرامى أنا أتفق مع محمد رمضان كممثل ولكن كمطرب فهو ليس له علاقة بالطرب»، وحفلاته جريمة تُسأل عنها نقابة المهن الموسيقية. ما السبب وراء انتشار أغانى المهرجانات؟ لعلمك كل يوم تظهر 3000 تجربة غنائية فى أمريكا، ولكن لا يسمعها أحد بعد ذلك لأنها وليدة اللحظة وسبب انتشار أغانى المهرجانات هو السمع العشوائى، فأى شخص يرغب فى الغناء يتحايل على القانون بالحصول على تصريح دى جى من نقابة الموسيقيين عندنا. لماذا قمت بامتحان حسن شاكوش؟ مين قال كده أنا لم أمتحن شاكوش فى اختبار الغناء، وللعلم اللجنة ضمت مجلس إدارة نقابة الموسيقيين فى مخالفة صريحة لقانون النقابة الذى ينص على أنه يجب أن تكون لجنة الاختبار من خارج المجلس بحضور النقيب أو من ينوب عنه للإشراف فقط، هؤلاء ليس لهم علاقة بالغناء. إيه رأيك فى كل من سميرة سعيد وشيرين عبدالوهاب وغيرهما؟ آمال ماهر أكثر موهبة من شيرين عبدالوهاب، وأنغام أفضل من سميرة سعيد وأكثر شهرة منها، بس لسانها شوية بيوديها للغلط سميرة بتبعد عن المشاكل ودائما تحب أن تكون خارج الملعب لذلك أنغام أفضل منها.•