واحدة من العادات اليومية التى أحرص عليها تصفح الفيس بوك ومتابعة أصدقائى الافتراضيين؛ ومن قام مارك بإيجاد وسيلة اتصال إضافية إليهم لوصل معرفة سابقة، فعبر تلك العادة اليومية أرى جزءا من العالم بين يدى ونصب عيني؛ أخبار فى مختلف المجالات فيها ما يثير الإعجاب وما يدعو للتعجب وما يلزم الدعاء بالشفاء أو أحر التعازى. كنت ومنذ التحاقى بالفيس بوك أعتمد بعض الشخصيات كمصدر لصحة خبر على اختلاف دروبه سواء كان سياسيًا أو فنيًا أو اجتماعيا المهم أنه دائما هناك من أثق فى صحة معلومته..والأمثلة تتزاحم.. لكن دائما لكل مقام مقال، ومقالى هذه المرة مقال فن وفى الفن تمثيل إذن فمصدرى لا بد أن يكون من أهل الفن حتى يشهد فى أهله.. من ضمن أصدقائى الذين أتشرف بهم ممثلة مصرية من أسرة فنية عريقة، قد لا أكون فى حاضرتها لكثرة متابعيها هى الفنانة رانيا محمود يس فقد كانت وما زالت هى مصدرى فعندما تأتى شائعة برحيل فنان أو فنانة كنت أرد لحامل الخبر بأن لو حدث لكانت رانيا نعته عبر صفحتها.. للفن والفنانين حضور فى جميع الدول الناطقة بالعربية فهم لا يبارحون منازلهم يبقون فى ضيافتهم ووسط أسرتهم، لذا لا يتعجب أحد من أن يتناول غير المصرى سيرتهم فقد صار الفنان شخصية واسعة العموم وهذا يضاف لرصيده وجماهيريته.نعود لصفحة رانيا يس التى اتخذتها مصدرا؛ وعن آخر ما طالعته بها.. وهى تذكى الفنان محمد رمضان وتقول بأنه أحسن من يجسد شخصية الفنان الراحل أحمد زكى الذى كان بمثابة خال لها.. كان هذا ملخص لرأيها الذى وجد القبول من البعض وحاول البعض الآخر إيجاد وسطية بين الرفض والقبول للفكرة وهناك من سمى فنان آخر يرى أنه الأنسب لتجسيد حياة الراحل أحمد زكى، صراحة كل هؤلاء لم يلفتوا انتباهى ولكن ما لفت انتباهى و(جرّ) معه أشياء أخرى كنت اختزنها؛ من رفض الفكرة جملة وتفصيلا مستنكرين أن يقوم محمد رمضان بتجسيد فنان بعظمة أحمد ذكى، وهناك من وصفوه بالمغرور والبلطجى ووووو... سيداتى وسادتى ومن هنا يبدأ رأى الشخصى أولا أحب أن أترحم على الفنان الذى أوجع رحيله كل من يهتم بالفن والفنانيين فى السودان إذ له شعبية كبيرة هنا.. وثانيا محمد رمضان ومنذ أول ظهور له لفت انتباهى وتوقعت له نجاحا غير عادى ولم يخب هذا الحدس وبشكل أسرع مما كنت أتوقع ووصل لموقع قد يكون واحدا من السوابق أن يصل إليه أحد فى سنه واتسعت جماهيريته بشكل اهتزت له بعض العقول التى جزمت أن لا كبير بعد الكبار، وأعلن بأن الفن قد جفت أقلامه ورفعت صحائفه؛ وأن من مضوا لن يتكرروا وقد أوافقهم الجزئية الأخيرة..من مضوا لن يتكرروا وأن تكرروا لن يجد من جاء مكررا لهم قبول كقبولهم.. ولكن حتمًا سيأتى من لا يقل عنهم موهبة وقبولا وعبقرية وإنى أرى كل ذلك فى محمد رمضان الذى أتى فى زمان غير زمانكم يا من ترشقونه بسهامكم؛ وجسد أدوارا ليس هو المسئول الوحيد عنها ونجح فى دوره الذى رشح له فوجد إقبالاً منقطع النظير.. صعب جدًا أن يجتمع جمهور مثل جمهوره عليه ويحبه ويتابعه ويزاحمه فى حياته الشخصية.. حتى لحظات أدائه لواجب عزاء نجد الناس قد التفت حوله بحب.. لماذا فمحمد رمضان حرك بدواخل معجبيه شيئا لمس واقعهم مثلما فعل دوره فى مسلسل (ابن حلال) الذى تابعه الملايين وتفاعلوا معه وصار ظهوره على الشاشة عادة رمضانية سنوية ينتظرها الكثيرون.. ولماذا أخرى لماذا تشن حربا عنيفة عليه وتصفه بأدوار البلطجة والفتونة.. (لاحظ أدوار) هذه الأدوار لم يكتبها ولم يخرجها ولم ينتجها ومع ذلك هو وحده من حمل ذنبها، إذا افترضنا جدلا أن الحرب عليه لأنه مثل دور البلطجى وهنا أحب أن أذكر هؤلاء بأن السينما المصرية والمسلسلات التليفزيونية قد تناولت البلطجة والفتونة والمفسدين وجسد أدوارهم خيرة النجوم ولم يحاربوا لذلك، فقد كان الفن والفنانون وقتها غير متربص بهم، ولم يكن هناك من يقف لهم على الواحدة لتفشيلهم وليرمى بأعباء سوء التربية بين قدميهم وأنهم قد أثروا على شبابهم وأطفالهم فى سطحية وتنصل عن المسؤئولية، فقديما ولزمن قريب، كان المتلقى قادرا على الفصل بين شخصية الممثل وبين الأدوار التى يمثلها كان يعى تماما أن قصة العمل الفنى تناقش دائما القضايا غير المقبولة والتى يراد محاربتها وذلك ما يصلون له فى النهاية والعظة فى الخواتيم.. زمان كان الفساد أقل وطأة من اليوم فتجد الظالم واحد وبأسلوب معروف وواضح.. أما الآن فقد تطور الظلم؛ وتعددت سبل الفساد وصار أطول نفسا من ذى قبل؛ فقد نصل لنهاية الفيلم أو المسلسل ولن نصل لنهاية الفساد؛ فإذا مات فاسد فهناك ألف فاسد..لا تلوموا محمد رمضان وتصفونه بالبلطجة فأكيد ليس هو.. فهو أنتم يعبر عنكم، فلا تمسكون بظل الفساد وتتركون المفسد يبرطع فوق رؤؤسكم يشبه لعقولكم على أن رمضان هو عدوكم فتنشغلوا به وبحربه التى أعدت لها القروبات؛ وقد تمت دعوتى يوما للانضمام لإحداها.. وطبعا الطلب مرفوض.. مرفوض ودون تفكير، فرأى فيه أنه فنان يتمتع بكاريزما قلما يجود الزمان بمثلها؛ ولا يقل عن أى رمز من الرموز النجوم ويعبر عن متطلبات جيله ويبعدهم عن الوقوع فى الشق لأى سبب من الأسباب مثلما أوصلها رسالة واضحة فى مسلسل الأسطورة.. محمد رمضان لم يبد سلوكًا شخصيا سيئا وإلا عليكم بإعادة تقييم كل ما قُدم من أعمال فنية قديما وحديثا، فقد ترون ما هو أحرى بالاستنكار والرفض.. دعوه يواصل مسيرته ويوصل رسالته لمن له استعداد لفهمها.. وبالمناسبة محمد رمضان لم يمثل منفردا أين موقع بقية من شاركوه التمثيل من الشتيمة.. رفقا بالشاب صاحب الجاذبية الخاصة جدا التى جعلت منه نجما ليست شكلا فقط بل شكلا ومضمونا فهو لا يشبه أحدا وليس نسخة مكررة من أحد فإذا مثل شخصية الراحل أحمد زكى فهو ليس أحمد زكى فهو جسده وسيعود لشخصيته.. وإلا ابحثوا معى عن أحمد زكى أى الشخصيات هو؛ هل هو طه حسين أم الزعيم جمال عبدالناصر أم الرئيس السادات أم هو عبدالحليم حافظ.. ألا ترون أنه تمثيل فقط فلا تحملوا الأمر فوق طاقته.. شكرًا القديرة رانيا يس فمقترحك صادف أهله وبالتوفيق النجم الألمع محمد رمضان أعانك الله ودمتم فى أمان الله.