فى مشهد انتشرت الطائرات الورقية فى سماء أغلب المحافظات المصرية، متعة اكتشفها الكثير من الأطفال والشباب، كانت قد اختفت خلال السنوات الماضية، وأصبح الكثيرون يقضون وقتًا لطيفًا لهم فى صناعة الطائرات الورقية بألوانها وأشكالها المميزة التى تجذب الانتباه. البعض أخذها كمصدر رزق، والبعض الآخر اعتبرها تسلية لوقت الحظر وكسر مَلل الإنترنت. قرر يحيى محمد، طالب بالصف الثانى الثانوى، أن يعمل من خلال المنزل عن طريق بيع الطائرات الورقية، فبدأ بجمع الخامات من المحلات القريبة من المنزل، بعد أن شاهد على اليوتيوب فيديوهات تشرح طريقة عمل الطيارات الورقية، وبدأ فى تنفيذ الفكرة على طيارة صغيرة وبمساعدة والده قام بتصنيع أول طائرة ورقية لأخيه الصغير. يقول يحيى: «نزل أخويا الصغير لكى يُطير الطيارة، فأخذ أصحابه فى الشارع يسألونه عن الطائرة ومن أين اشتراها؟ فحكى لهم عنّى وكأنه يروّج لى، فطلبوا منّى أن أصنع لهم الكثير من الطائرات الورقية، صنعت أكثر من 12 طائرة فى أسبوع واحد». يكمل «يحيى»: كل واحد يختار اللون الذى يفضله، والشكل الذى يحبه، ويساعدنى أخى الذى لم يتجاوز 10 سنوات فى اللصق، بعد أن علمته طريقة وضع الذيل، بينما أقوم أنا بصنع جسم الطائرة. لم يتوقف «يحيى» عند تلبية طلبات أصدقاء أخيه، بل أنشأ صفحة على الفيس بوك لكى يبيع الطائرات الورقية التى يصنعها، وبدأ بالفعل البعض يشترى منه الكثير من الطائرات، «الطائرات الورقية تريند هذه الأيام، ويرى الكثيرون أنها أفضل تسلية وقت الحظر». تصنيع طائرة ورقية يحتاج لبعض الأدوات مثل أكياس بلاستيكية ملونة، ومشمع ملون، وخشب دقيق وخيوط متينة، غراء، مقص، شريط لاصق، وأحيانًا تستخدم ألوان رش للدهان من الخارج، ولكل حجم سعره، فسعر الطائرة يبدأ من 15 جنيهًا حتى 200 جنيه من دون الخيط. «بعض الطائرات تكون الرسمة عليها بالموسِى، وهذا أرخص، وطائرات أخرى تكون الرسمة عن طريق القص واللصق، لتكون ملونة، وكل لون يلزق لوحده، والبعض يكون رسمته بشكل معين عن طريق الطباعة بالكمبيوتر، وأسعار النوعين الأخيرين أغلى من الأول». مزاج وتسلية يصف «يحيى» تطيير الطائرة الورقة وقت المغرب بأنه مزاج خاص، والبعض يغامر باصطياد طائرة صديقه، كنوع من أنواع المنافسة، كما يتنافس الطيارون على أجمل شكل طائرة. هنعمل إيه يعنى؟ هكذا بدأ محمد فوزى، الطالب بكليه الحقوق، وأكمل: أستغل ساعات الحظر وأصنع طائرة كبيرة عن طريق استخدام بعض من الأخشاب التى كانت ملقاة على سطح منزلى وليس لها فائدة. طبع «محمد» فرخًا كبيرًا يحمل شعار النادى الأهلى من وجْه، ومن الوجه الآخر صورة بوستر لفيلم أجنبى، فهو يرى أنها غير مكلفة لمن يريد صناعتها بنفسه، بدلاً من شرائها جاهزة، فمتعتها أنها من صُنع يديك، وأن العائلة تشاركك فى صناعتها. يرى «محمد» أن أسعارها مبالغ فيها لو اشتراها عبر الإنترنت، فهى لا تكلف كل هذه التكلفة. «محمد» يتبادل تتطيرالطائرة مع أخوته على سطح منزله، ويعلق قائلاً: «بنستغل قعدتنا فى البيت أنا وأخواتى وأمّى، وشوية الهواء اللى بيكونوا على المغرب وأقوم بتطيير طائرتى، بأحس إنى كابتن، وببقى فخور إن الطيارة دى من صُنع إيدى، وفرحة أخواتى وهمّا شايفين الطيارة من بعيد. فى البداية صَنع «محمد» لنفسه طائرة، ثم أخذ يصنع بعض الطائرات الصغيرة لأولاد أخوته، وبعدها لم تقف طلبات الجيران ليصنع لهم الطائرات، لدرجة أن البعض عرض عليه أن يبيع له طائرته التى يطيرها كل يوم. رفض «محمد» بيع طائرته التى صنعها لنفسه، «لأنى أشعر أنها مختلفة، وأنها تُدخل علينا البهجة وهى تسلينا ونهرب بها من الإنترنت ومن أخبار كورونا».