تكساس إنسترومنتس تتجاوز توقعات وول ستريت في الربع الأول    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    ارتفاع جديد.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    البنتاجون: هجومان استهدفا القوات الأمريكية في سوريا والعراق    مفاجأة صادمة.. تفاصيل العرض النهائي من الأهلي لتجديد عقد علي معلول    سيناريو هوليودي، سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح على منزل بشمال العراق    اليوم، فتح متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    قناة «CBC» تطلق برنامج «سيرة ومسيرة» الخميس المقبل    مصرع شخصين .. تحطم طائرة شحن نادرة النوع في أمريكا    التموين: تراجع سعر طن الأرز 20% وطن الدقيق 6 آلاف جنيه (فيديو)    مدافع الزمالك السابق: الأهلي قادر على حسم لقاء مازيمبي من الشوط الأول    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    نتائج مباريات ربع نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    جهاز دمياط الجديدة يشُن حملات لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    خطر تحت أقدامنا    مصطفى الفقي: الصراع العربي الإسرائيلي استهلك العسكرية والدبلوماسية المصرية    مصطفى الفقي: كثيرون ظلموا جمال عبد الناصر في معالجة القضية الفلسطينية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    بعد 3 أيام من المقاطعة.. مفاجأة بشأن أسعار السمك في بورسعيد    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    الدوري الإنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    مصرع سائق سقط أسفل عجلات قطار على محطة فرشوط بقنا    مصرع شاب غرقًا أثناء محاولته السباحة في أسوان    العثور على جثة شاب طافية على سطح نهر النيل في قنا    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    إعلان مهم من أمريكا بشأن إعادة تمويل الأونروا    لازاريني: 160 مقار ل "الأونروا" بقطاع غزة دُمرت بشكل كامل    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    فريد زهران: الثقافة تحتاج إلى أجواء منفتحة وتتعدد فيها الأفكار والرؤى    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكم تنويع طبقة الصوت والترنيم في قراءة القرآن.. دار الإفتاء ترد    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كنوز مخفية لتجميل العاصمة الإدارية»
نشر في صباح الخير يوم 11 - 06 - 2020

هل تصدق أن هناك تمثالاً برونزيًا لمحمد على باشا وهو يمتطى صهوة جواده، يشبه القائم بالمنشية بالإسكندرية، وتمثالاً لابنه إبراهيم باشا، يشبه تمثاله بميدان العتبة بالقاهرة، وتمثالاً كاملاً للخديو إسماعيل يشبه تمثاله بكوم الدكة بالإسكندرية، وغيرها من التماثيل الشخصية النادرة، موجودة بمخازن المتاحف، وقد تتعرض للسرقة أو الإهمال!
تماثيل نادرة لشخصيات سياسية وعسكرية وأدباء وعلماء، نحتها مثالون مهمون فرنسيون وإيطاليون ومصريون أمثال محمود مختار، ومحمود طاهر، وفتحى محمود خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، يمكن أن توضع فى ميادين العاصمة الإدارية الجديدة، لإذكاء الروح الوطنية وتعريف الأجيال الجديدة بتلك الشخصيات العظيمة. الدعوة لاستغلال هذه التماثيل وإنقاذها جاءت، ضمن نتائج دراسة أثرية فنية، حصل بها الباحث إسلام منصور، على درجة الدكتوراه من قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة طنطا، والتى كشفت عن تفاصيل هذه التماثيل وأماكن وجودها. الدراسة حملت عنوان: «النصب التذكارية والتماثيل الشخصية فى ضوء متاحف وميادين القاهرة والوجه البحرى فى عصر الأسرة العلوية فى القرنين (13-14ه / 19-20م)»، وتناولت وصفًا لنحو 110 تماثيل، بين تماثيل كاملة وأخرى نصفية، وثالثة رءوس تماثيل، للعديد من الحكام والقادة والأدباء والفنانين والعلماء، يدرس بعضها لأول مرة، وبعضها غير مسجل كأثر رغم مميزاتها الفنية والزخرفية. بعض هذه التماثيل موجود فى الميادين وبعض آخر معروض فى المتاحف، وثالث موجود فى مخازن المتاحف أو فى المجموعات الخاصة، دون توثيق أو نشر أو عرض. الطريقة التى صنعت بها هذه التماثيل وطريقة نحتها، والخامات المستخدمة فى التمثال وفى قاعدته وشكل الكتابات عليها، وغيرها من التفاصيل تعكس المرحلة الفنية والمعمارية والحضارية التى عاشتها مصر خلال عصر الأسرة العلوية فى القرنين التاسع عشر والعشرين، وتدلل على الرعاية التى أولتها الدولة المصرية للحركة الفنية والمعمارية. 10 تماثيل لمحمد على باشا أبرز هذه الكنوز الأثرية، 10 تماثيل لمحمد على باشا «1805 - 1848» ميلادية، منها 3 كاملة، وهو ممتطى صهوة جواده، الأول من البرونز على قاعدة رخامية، وموجود بميدان محمد على بالمنشية بالإسكندرية، للنحات الفرنسى هنرى جاك مار عام 1869. والثانى من البرونز مطلى بماء الذهب، بمتحف قصر عابدين، والثالث من البرونز محفوظ فى مخازن الجزيرة، والباقى تماثيل نصفية من النحاس والرخام والبرونز، موجودة بالمتحف الحربى بالقلعة ومتحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، والمتحف النيابى بمجلس النواب. تماثيل إبراهيم باشا الخمسة خمسة تماثيل لإبراهيم باشا، بن محمد على، منها اثنان كاملان، الأول الموجود بميدان العتبة، من البرونز للنحات الفرنسى كوردييه، والثانى يشبهه من صنع نفس المثال أمام المتحف الحربى بالقلعة. والثلاثة الباقية من الرخام والبرونز بالمتحف الحربى ومخازن الجزيرة ومجموعة ماجد فرج. أما الخديو عباس حلمى الأول 1848-1854ميلادية، فله تمثال نصفى من البرونز فى مخازن الجزيرة، وللخديو محمد سعيد 1854-1863 ميلادية، تمثال نصفى من البرونز موجود بالمتحف الحربى ببورسعيد. تماثيل الخديو إسماعيل رصدت الدراسة 12 تمثالاً للخديو إسماعيل «1863-1879»،، منها 10 تماثيل نصفية مصنوعة من الرخام الأبيض والبرونز والبازلت، موجودة بساحة النافورة وقاعة الأنواط والنياشين بقصر عابدين، والمتحف الحربى ببورسعيد ومتحف المركبات الملكية بالقلعة، ومتحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، وفى المجموعة الخاصة للدكتور ماجد فرج، و4 منها فى مخازن الجزيرة التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. وللخديو إسماعيل تمثالان كاملان، الأول من النحاس الأصفر على قاعدة من الرخام، معروض فى ميدان كوم الدكة خلف المسرح الرومانى بالإسكندرية. تمثال كامل آخر مصنوع من الرخام الأبيض الياسمينى، مصنوع بطريقة النحت والصقل، ومزخرف بأسلوب الحفر، ويصل ارتفاعه إلى متر و75 سم، وعرضه نصف متر، ومحفوظ بمخازن الجزيرة التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. يتميز التمثال الكامل للخديو إسماعيل، بكونه منحوتًا واقفًا متجهًا بنظره لليمين، ويعلو رأسه طربوش ذو زر كثيف، يرتدى بذلة التشريفة الاستنبولية والبنطلون الذين يعلوه جاكت بذلة طويل، والصدر والكتف وقلابات الأكمام مزينة بزخارف نباتية متداخلة، لأفرع نباتية دقيقة، وأنصاف مراوح نخيلية، مع مجموعة من الأوسمة والنياشين مثبتة على الجانب الأيسر أعلى الصدر. يزين البدلة كتافة، تتدلى منها أهداب، وتتدلى من رقبته ميدالية، لزوم الأناقة، ويعلو الجاكيت وشاح ذو حشايتين، والجاكيت مثبت على الوسك بحزام، ينتهى طرفاه بتوكة معدنية، زينت بهلال ونجمة خماسية الرءوس، يحيطها زخرفة أغصان الزيتون، وأسفل الجاكيت بنطلون مجسم على الساقين، بكسرات أنيقة التصميم، ويغطى القدم حذاء من الجلد، وتتقدم قدمه اليسرى للأمام قليلاً. أبرز النحات تفاصيل وقسمات الوجه، التى تبدى ملامح الخديوى فى ريعان شبابه وقوة شخصيته وحزمه، الذى يظهر فى الوجه والعيون الواسعة، والأنف المنمقة، واللحية والشارب، التى عبر عنها النحات بمنتهى الحرفية والمهارة، وأظهر طيات الثياب وأدوات الزينة المكملة لزى الخديو. تماثيل نصفية للخديو توفيق 1879-1891 ميلادية تمثال نصفى من البروز موجود فى متحف المجوهرات الملكية، وللخديو عباس حلمى الثانى 1891-1914 ميلادية، 4 تماثيل نصفية من البرونز، محفوظة فى متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية ومخازن الجزيرة بالقاهرة، ومجموعة ماجد فرج. أما السلطان حسين كامل 1914-1917 ميلادية، فله رأس تمثال محفوظ بمخازن الجزيرة. وللملك فؤاد 1917-1936 ميلادية تمثالان، أحدها تمثال كامل من البرونز على قاعدة رخامية، أمام المجرى الملاحى لقناة السويس بمدينة بور فؤاد. وباقى التماثيل نصفية من البرونز والحجر والبازلت والرخام الأبيض والنحاس، موجودة فى مخازن الجزيرة، ومتحف المجوهرات الملكية، ومتحف البريد المصرى بالقاهرة، وقصر عابدين، ومجموعة ماجد فرج. والملك فاروق 1936-1952 ميلادية له تمثالان، الأول رأس تمثال من الحجر موجودة فى قصر المانسترلى، وتمثال نصفى من البرونز موجود بالمتحف الحربى بالعلمين. تمثال مؤسس الجيش المصرى بالمتحف الحربى وتكشف الدراسة عن تماثيل توثق علميًا لأول مرة، كما يؤكد الباحث، منها تمثال مؤسس الجيش المصرى فى عهد محمد على، سليمان باشا الفرنساوى، تمثال كامل نحاسى على قاعدة من الرخام، ومحفوظ بالمتحف الحربى بالقلعة بالقاهرة، ونحت التمثال الفنان الفرنسى هنرى جاك مارعام 1874، بطريقة الصب فى القالب، ومزخرف بطريقة الطرق والطلاء. ويصل ارتفاعه إلى متر و75 سم، على قاعدة دائرية قطرها متر و15 سم، ويتسم بواقعية كبيرة فى تفاصيل الشخصية وفى إظهار صفات صاحبها، وإبراز تفاصيل الأزياء وتعبير الوجه. يتجه رأس التمثال جهة اليسار، يعلو رأسه طربوش، مرتديًا زىّ العسكرية، المكون من جاكيث واسع، ينسدل منه من الخلف غطاء رأس مدبب، وأسفل الجاكيت صديرى بياقة قصيرة، وأسفله قميص بأزرار وعراوى، ويزين ياقته قلادة كبرى، لزوم التشريفة. مثبت على القميص مجموعة من النياشين والميداليات المصرية، ويغطى القدمين سروال واسع فضفاض، ويشد على الوسط شال عريض لإحكامه وتثبيته، ويمسك بيده اليمنى سيفه المقوس، «طراز الشمشير»، وجاءت اليد اليسرى خلف الظهر، ممسكة بمنظار لرصد التحركات من بعد، ويغطى قدمه حذاء ذو رقبة طويلة «بوت». وتعبر قسمات الوجه عن ذكاء وحنكة سليمان الفرنساوى، بنظراته الثاقبة، والهدوء الذى يعلو وجهه، والعيون والحواجب المقوسة، وتفاصيل الأنف والفم والأذنين، وفى إظهار اللحية والشارب المشذب، ووفق النحات فى إظهار حركة القائد وأدواته وتفاصيل حركة جسده وثيابه. يرتكز التمثال بقاعدته الدائرية على قاعدة ثمانية أكبر، مزينة بلوحة رخامية بإطار بيضاوى، مكتوب عليها بالخط الثلث «سليمان باشا الفرنسى.. مؤسس جيش مصر فى عهد محمد على، ولد سنة 1788 بفرنسا، وتوفى 1860 صفر بمصر». يعلو القاعد الدائرية زخارف نباتية، متداخلة الفروع والأوراق، مفصولة بفيونكات رشيقة بارزة، على طريقة فن الباروك والركوكو، الذى انتقل من فرنسا لمصر خلال عهد الخديو إسماعيل. رئيس الوزراء.. نوبار باشا تمثال كامل لرئيس وزراء مصر، نوبار باشا نوباريان «1825 - 1899» مصنوع من البرونز عام 1903، ومحفوظ فى مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وترتفع قاعدته الرخامية الخالية من الزخارف مترًا و20سم، بعرض متر، وطول التمثال متر و15 سم، وعرضه 90 سم. تمثال نوبار متجه بنظره إلى الأمام، جالس على كرسى كبير، ويغطى رأسه طربوش ذو زر كثيف، يميل إلى اليمين قليلاً، مرتديًا جاكيت طويلاً بمجموعة بعراوى وأزرار، وأسفله صديرى بمجموعة دقيقة من العراوى والأزرار، تحته قميص بياقة قصيرة أنيقة، وينسدل من الجانب الأيمن كوفية طويلة، تصل لنهاية الجاكيت، ويغطى الساقين بنطلون واسع، ويستند بيده اليسرى على لوحة معدنية، منقوش عليها بالفرنسية يعلوها الميزان رمز العدل «la justice est la basede tout couvernement” وتعنى: «العدل أساس كل حكومة»، ويرصد التمثال ملامح القوة والصلابة والدهاء على وجه نوبار، بعينين ثاقبتين وحواجب وأنف مستقيمة، وحرصه على أناقته وأرستقراطيته، ورغم صعوبة وضعية الجلوس، راعى النحات الأساليب الأوروبية الحديثة المتبعة فى صناعة تماثيل القادة والشخصيات المهمة التى تزين الميادين. تماثيل سعد زغلول توضح الدراسة وجود 12 تمثالاً لزعيم الأمة سعد زغلول «1859-1927»، منها تماثيل كاملة وأخرى نصفية، من بين هذه التماثيل تمثال كامل من النحاس والرخام، موجود بميدان محطة الرمل بالإسكندرية، ترتفع قاعدته مترًا و35 سم، وعرضها متر و15 سم، ومزينة من الجهة المطلة على البحر بتمثال لسيدة بملابس فرعونية جالسة ترفع يدها لأعلى، محاطة بغصنى الزيتون، وترمز للوجه البحرى، وبالجهة المطلة على ميدان محطة الرمل تمثال لسيدة فرعونية تمسك بيها اليسرى مفتاح الحياة وتضع اليمنى على صدرها، وهى ترمز للوجه القبلى. وبالجانب الأيمن من القاعدة يوجد تمثال لسعد زغلول محمول على الأعناق فى مظاهرة، محاط بلفيف من أبناء الشعب المصرى، وبالجانب الأيسر يظهر سعد مع زميليه على شعراوى وعبدالعزيز فهمى فى مقابلة مع المعتمد البريطانى وحولهم 4 جنود بريطانيون. ويبلغ طول التمثال مترًا و75 سم، ويظهر التمثال سعد واقفًا مرتديًا زيًا مدنيًا، بدلة عبارة عن جاكيت طويل ذى أزرار، وتحته قميص ذو ياقة قصيرة أنيقة، ورابطة عنق أفرنجية «كرافت»، ويده اليسره ممسكة بوثيقة متجهة لأسفل، ويغطى القدمين بنطلون واسع، وحذاء جلدى أنيق، وقسمات الوجه تدل على كبر سن الرجل، والهموم التى يحملها للخلاص من الحكم البريطانى. أما التمثال الكامل الثانى فللمثال محمود مختار، وموجود بميدان الأوبرا أمام كوبرى قصر النيل بالقاهرة، ومصنوع من النحاس والجرانيت. والتمثال الكامل الثالث من النحاس محفوظ فى متحف بيت الأمة، بالمنيرة بالقاهرة، ويشبه تمثال محمود مختار فى التصميم. والرابع الكامل محفوظ ببيت الأمة أيضًا، ويشبه تمثال محطة الرمل. أما باقى التماثيل، فنصفية، منها واحد برونزى، محفوظ بمتحف بين الأمة، وارتفاعه 55 سم، والسادس نصفى من البرونز، معروض بحديقة بيت الأمة، والسابع نصفى برونزى معروض بمتحف بيت الأمة. والثامن نصفى من الرخام الأبيض، والتاسع من البرونز وكلاهما بمتحف بيت الأمة، والعاشر رأس تمثال لسعد زغلول بارتفاع 40 سم، من صنع محمود مختار 1930، ومحفوظ بمتحف مختار بالقاهرة. وهناك تمثال نصفى من البرونز من صنع مختار ومحفوظ بمتحفه أيضًا، وأخيرًا تمثال نصفى من البرونز محفوظ فى مخازن الجزيرة التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. عبدالخالق باشا ثروت من أهم الكنوز التى يمكن أن تستخدم فى تجميل ميادين العاصمة الإدارية الجديدة وأماكنها المهمة، تمثال نصفى لرئيس وزراء مصر عبد الخالق ثروت «1873-1928»، والذى تقلد المنصب من «1922-1923، ومن «1927-1928»، التمثال صنعه عام 1927 محمود مختار من الرخام الأبيض الياسمينى، بارتفاع نصف متر، ويظهر الرجل متجهًا للأمام مرتديًا بدلة بقلابتين كبيرتين، وقميص بياقة عريضة أنيقة، أسفلها رابطة عنق، وقسمات الوجه واقعية، «فم منمق وشارب مشذوب، وعينان وحواجب مقوسة، وأذنين وأنف دقيق، وشعر مصفف»، والتمثال معروض فى متحف محمود مختار. الوفدى محمد محمود خليل تمثال نصفى من البرونز للوفدى محمد محمود خليل «-1877 1941»، رئيس وزراء مصر فى الفترة خلال «1928 1929-»، محفوظ بمتحف محمد محمود خليل. وهناك تمثال كامل لمحمد
على باشا، مصنوع من البرونز، بارتفاع متر و85 سم، موجود بمخازن الجزيرة بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وطبقًا للدراسة الوصفية والفنية للدكتور إسلام منصور، جاء التمثال مطابقًا تمامًا لتمثال آخر لمحمد على باشا، موجود فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وينتمى للتماثيل المركبة التى تمتاز بالواقعية الشديدة، فيظهر محمد على ممتطيًا صهوة جواده، بزيه الرسمى، وتبدو عليه ملامح القوة والريادة والتركيز والإصرار. يعلو رأس الرجل عمامة متعددة الطيات، ويغطى جسمه «جبة» بأكمام طويلة فضفاضة، فوق قميص وسروال واسع وفضفاض، وثبت على الوسط شال عريض، ويغطى قدمه «حذاء البابوش»، والتمثال مثبت على لوح معدنى ويرتكز على قاعدة مستطيلة. رائد التنوير رفاعة الطهطاوى تمثال نصفى لرفاعة الطهطاوى مصنوع من البرونز، محفوظ فى مخازن الجزيرة، بارتفاع 50 سم، على قاعدة بارتفاع متر و10 سم، يزين القاعدة كتابة منقوشة بخط النسخ نصها: «رفاعة الطهطاوى «1801-1873» رائد الترجمة الحديثة». التمثال يظهر فى وضع المواجهة، متجهًا بنظره للأمام، ويغطى رأسه عمامة كبيرة، متعددة الطيات، أسفلها طاقية صغيرة، يغطى الجزء العلوى من البدن، جبة حسنة التصميم بياقة قصيرة، أسفلها صديرى بياقة أنيقة، وملامح الوجه واقعية، تظهر عينيه الواسعتين وحاجبيه المقوسين، وأنفه المستقيم، واللحية والشارب المشذوب، ويبرز التمثال ملامح الوقار والذكاء والهدوء التى تعتلى وجه رفاعة. أمير الشعراء تمثال كامل من النحاس لأمير الشعراء أحمد شوقى، معروض بحديقة الحرية بالقاهرة، بارتفاع متر و40 سم، موضوع على قاعدة جرانيتية مربعة بطول متر، منقوش على جهتها الأمامية بخط الرقعة بيوت شعر لحافظ إبراهيم» أحمد شوقى أمير الشعراء 1868 - 1923، هذا امرؤ قد جاء قبل أوانه/ إن لم يكن قد جاء بعد أوانه. اتخذ الخيال له براقا فاعتلى/ فوق البساتين فى طيرانه، ما كان يأمن عثرة لو لم يكن/روح الحقيقة ممسكا بعنانه.. حافظ إبراهيم». التمثال فى وضع المواجهة، ناظرًا للأمام، على كرسى، مزين بزخارف هندسية، ممسكا وردة بيده اليمنى، وباليسرى قصيدة شعرية». يرتدى الرجل بدلة أنيقة ببيون، بلا غطاء للرأس، ويزين كرسيه قناع لوجه آدمى يشبه الأقنعة الكلاسيكية الرومانية واليونانية، ونجح النحات فى إبراز تفاصيل الوجه، كأنها فى حالة تأمل وشجن. شاعر النيل.. حافظ إبراهيم تمثال برونزى كامل لشاعر النيل حافظ إبراهيم «1872-1932»، معروض بحديقة الحرية بالقاهرة، ارتفاع متر و40 سم، وقاعدة ترتفع مترًا، يصور الرجل جالسًا واضعًا قدمه اليمين على اليسرى، ناظرًا للأمام، يرتدى بالطو طويلاً بياقة قصيرة، تحته قميص بياقة قصيرة، ويغطى الساق سروال فضفاض، ويغطى القدمين حذاء طويل «بوت»، يغطى رأسه طربوش. المثال.. محمود مختار تمثال نصفى برونزى للنحات محمد مختار «1891-1934»، محفوظ بمقبرته ومتحفه، بارتفاع 55 سم، يصور الرجل متجهًا لليمين، لا يغطى رأسه، يرتدى قميصًا بياقة عريضة وزر دائرى، وملامح الوجه منفذة بأسلوب واقعى وصادق تراعى النسب التشريحية، بحسب الباحث. وهناك تمثال برونزى نصفى لحبيب باشا السكاكينى «1841-1923»، محفوظ بمقابر الروم الكاثوليك بالقاهرة، يرتفع التمثال 75 سم، وهو رجل أعمال مولود فى سوريا، وهاجرت أسرته لمصر فى بداية القرن 19، عندما كان عمره 16 سنة، وأصبح من المقاولين الأثرياء. تماثيل مصرية بذوق أوروبى تلفت دراسة الدكتور اسلام منصور الفنية لهذه التماثيل، إلى أنها مثلت اتجاهاً فكرياً مزج بين الثقافتين الشرقية والغربية، وعكست الذوق الأوروبى لأسرة محمد على باشا، وحرصهم على تحديث مصر فى ضوء النهضة الأوروبية المعاصرة، فى شتى مجالات الحياة ومن بينها الحياة الفنية، حيث استقدم العديد من الفنانين الأوروبيين لتنفيذ مشروعات فنية داخل مصر، وفى ذات الوقت أرسل محمد على باشا العديد من البعثات الفنية لأوروبا لدراسة الفنون الجميلة مما مهد إلى إنشاء مدرسة الفنون والصنائع بالعباسية. وتشير الدراسة الفنية للتماثيل، إلى استخدام النحاتين الحروف اللاتينية فى زخرفة قواعد التماثيل، وفى كتابة اللوحات التأسيسية، التى قلت فيها الكتابات العربية، وحلت محلها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليونانية، وكيف عكست هذه التماثيل تنوع الأزياء المدنية والعسكرية والتشريفات التى كان الناس يلبسونها خلال القرنين ال19 و20. ودعت الدراسة المسئولين إلى العمل على استرجاع التماثيل الشخصية لأسرة محمد على، من الخارج والتى كانت تزخر بها قصورهم ومنشآتهم، باعتبارها جزءًا من التراث القومى لمصر، وتزويد المتاحف الكبرى والتاريخية بقاعات لعرض كنوز التماثيل المخفية، باعتبارها ثروة ثقافية وفنية ووطنية، وتوثيقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.