المواهب الحقيقية مثل الماس تحتفظ ببريقها ورونقها ولو كانت وسط أكوام من التراب.. وبعد أن تشبعت الساحة الفنية بأنصاف المواهب «نصف ممثل ونصف مخرج ونصف منتج.. النصف فى كل شىء».. تشع الموهبة الحقيقية وتلمع مهما زاد الزحام والعدد الهائل ممن يطلقون عليهم نجومًا وقلّما نجد نجمًا! وبعد أن أثار مسلسل «ب100 وش» شغف ولهفة الجمهور، الذى أجمع على رأى واحد «أحلى مسلسل كوميدى هذا العام» وكأنه كان فى أمس الحاجة لهذا النوع من الكوميديا، والتوليفة الرائعة التى تقودها المخرجة الأكثر اختلافًا والتى تعزف سيمفونيتها هذا العام خارج السرب كما اعتدناها «كاملة أبوذكرى» دائمًا فى تحدٍ مع ذاتها نحو الأفضل لا تنظر خلفها.. وتلتقط المواهب، وتضعها فى أماكنها الصحيحة، وكانت مفاجأتها هذا العام للجمهور، تقديم الفنان الشاب متعدد المواهب «إسلام إبراهيم» الذى أثار انتباه وحب المشاهدين فبدأت ردود الفعل على «السوشيال ميديا» منذ الحلقات الأولى، ولأن «صباح الخير» بيت المواهب كان لنا هذا الحوار مع هذا الفنان الشاب. • بداية من الذى رشحك لدور حمادة فى مسلسل «ب 100 وش»؟ - كنت فى السعودية أعرض هناك مسرحية، وفوجئت برقم ظهر لى على التروكولر باسم المخرجة كاملة أبوذكرى، «اتجننت» عندما رددت على المكالمة وعرضت علىَّ دور «حمادة» وتحدثت معى عن تفاصيل العمل ما يقرب من الساعة، «كنت حاسس إنى بأحلم» لم أكن أتخيل لأنها على رأس أربعة مخرجين تمنيت العمل معهم.. تهتم بالتفاصيل والصورة ومصداقيتها، حتى إنها لو كان هناك مثلا مشهد مطلوب تصويره فى بولاق، تصر على تصويره هناك ولا تضع ديكورا وتنفذ عملها بحذافيره وأدق تفاصيله كما هى، وعلى سبيل المثال إذا كان هناك مشهد ما يجب أن يقدم دون ماكياج تنفذه دون ماكياج للفنان أو الفنانة، فهى لديها مصداقية لأقصى درجة وتحترم عقل المشاهد لأبعد حد، العمل معها وتفاصيله ممتعة، فكان ردى طبعًا موافقًا على الدور، وكانت هناك صعوبة فقط فى انشغالى بأعمال أخرى فقالت لى لابد أن تتفرغ كى تركز فى الدور، لكننى كنت ارتبطت بعقود ومع ذلك تمسكت بى لأنها لم تر غيرى فى هذا الدور. • كيف بدأت فى التصوير رغم انشغالك؟ - بعد أن انتهيت من الارتباطات الأخرى، حاولت أن أكون عند حسن ظنها، وركزت جدًا فى تفاصيل الشخصية ودائمًا كنت أرجع لها وأسألها فى أى شىء يخص دورى، كنا أنتظر أحيانًا 8 أو 10ساعات لتصوير مشهد لى دون ملل أو غضب، لأننى كنت متأكدًا أنها تبدع فى تلك الساعات لتخرج عملاً يليق بها وبالمشاهد، وكاملة أبو ذكرى حالة فنية لن تتكرر و«يا بخت الممثل الذى مرعليها»، لأن أى ممثل يعمل معها ويمر بهذه التجربة يعرف جيدًا أنها مخرجة استثنائية. • ماذا عن طبيعة دور «حمادة» وهل ترى نفسك كوميديان؟ - كلنا تعاملنا فى هذا المسلسل مع الشخصيات، على أنها أدوار نمثلها ولم نتعمد إضحاك الجمهور، تعمق كل منا داخل شخصيته حتى أصبحت جزءًا منه وكأن الشخصيات هى شخصياتنا الحقيقية تعاملنا معهم على أنهم «بنى آدم» دم ولحم، و«حمادة مش طالع يهزر أو يستظرف» لكنه شخص يتيم و«سكر» بالنسبة له أخته الكبيرة وعلاقته بكل فرد من العصابة فيها إنسانيات، واعتمدنا على كوميديا الموقف فى هذا المسلسل. • هل كاملة أبوذكرى جادة أكثر من اللازم ..وكيف تتعامل مع النجوم الشباب؟ - كاملة أبوذكرى شخصية قوية وليست ديكتاتورية، بل تتسم بالمرونة الشديدة مع كل فرد داخل العمل وتتيح الفرصة للمثل للارتجال إذا كان فى صالح الشخصية والعمل ككل، ولا تحجّم فنانًا فى إبداعه إذا لبس الشخصية، وأول قاعدة تعلمناها من المسرح، «عندما تدخل فى أعماق الشخصية تستطيع أن ترتجل». • كيف كان تعاملك مع نيللى كريم وآسر ياسين»؟ - نيللى كريم فنانة جميلة وليس لديها عقد وكذلك آسر ياسين، ولم أجد فيهما «الأنا» وحب الذات الذى يجعلهما فى مكان بعيد عن باقى فريق العمل، بل أرى فنانين موهوبين جدًا وغير متكلفين، وأعتقد أنه من أسرار نجاحهما هذا التواضع والتعامل بروح فريق العمل الواحد كأننا أسرة واحدة وجميعنا ننفذ تعليمات المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكرى. • ما الذى أضفته لشخصية «حمادة» ؟ - كل شىء.. ملابسه وطريقة الكلام الشعبى ولزماته ونطقه للغة الإنجليزية بطريقة خطأ، وأشياء كثيرة أضفتها ووافقت عليها المخرجة لأنها شعرت أننى لدىّ صدق ودخلت الشخصية فعلا ولم أكن أمثلها فقط. • عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى كيف كان رد فعلك.. وهل كنت ترى هذا النجاح وحب الجمهور للمسلسل؟ - حدث لى مثلما يحدث للمشاهدين حاليًا، كنت أنتظر الحلقة القادمة، ولدىَّ شغف كبير أن أقرأ باقى الحلقات. • ألم يأت لك السيناريو كاملاً؟ - جاء لى أول سبع حلقات فقط، ومن أول حلقة أحببت الورق وانتظرت باقى المسلسل فى لهفة لمعرفة باقى الأحداث. • كيف تستعد للشخصية وتحضر لها..وكيف قدمت دور المرأة وتقمصته بهذه البراعة؟ - أبنى قصة للشخصية وأضع كل تفاصيلها فى ذهنى، وأحاول قدرالمستطاع «أحسها»، ولهذا صدقتني الجمهورفى الأدوار التى قدمتها من قبل، أما عن دور المرأة فأنا أؤديه بطريقة «الساركازم»، وهو يعنى طريقة الكاريكاتير فى الرسم، أن أرسم أبعاد الوجه لكن بتركيزعلى بعض التفاصيل والملامح، وأدائى لدور«الست» كاريكاتيرى أضحك الناس ولهذا أحبوه. • ماذا عن عملك فى البرامج.. هل ستكمل بعد برنامج «أقوى أم فى مصر»؟ - لم أنته من تصوير الموسم الثالث من برنامج «أقوى أم فى مصر» وسيعرض بعد شهررمضان. • هل لديك مشاريع سينمائية مقبلة؟ - نعم نستأنف تصوير «ساعة شيطان» وهو فيلم رعب شبابى من إخراج «إبرام نشأت» ومعى محمد عز ومصطفى أبوسريع ونانسى صلاح، ويدور حول أحداث ما بعد «كورونا». • أين ترى نفسك من نجوم الكوميديا الكبار، بعد تشبيهك بالراحل سيد زيان؟ - أحب كل نجوم الكوميديا مثل سهير البابلى وإسعاد يونس وسمير غانم وعادل إمام. • كان لك تجربة سابقة مع الفنان سميرغانم فما الدور الذى ترى أنك يمكن أن تقدمه بشكل جيد من أدواره؟ - «مفيش حد ينفع يبقى سمير غانم ولا يوصل لخفة دمه أو حتى يقلده»، فهو حالة استثنائية ومنفردة رجل عظيم، وهو مدرسة مستقلة بذاتها فى عالم الكوميديا، وقدرته على الارتجال لم تحدث من قبله أو بعده، وربنا أعطى له ملكة لم أرها على أحد غيره، وهو قادرأن يرتجل لساعتين فى وقته الحالى. • أى من النجوم تتمنى أن تشارك معه فى عمل فنى؟ - الفنان يحيى الفخرانى وعادل إمام أتمنى أن أكون معهما فى عمل فنى سواء دراما أو مسرحا أو سينما، مثلما نلت شرف العمل مع سميرغانم. • لماذا تم رفضك فى مسلسل «ريح المدام» فى البداية؟ - لم يرفضونى، ولكن اعترضوا لأننى أصغر سنا من «الكاراكتر» المحدد للشخصية، لكنهم تيقنوا من تمكنى من أداء الشخصية. • عملت إخصائى تخاطب قبل عملك بالفن.. ما المهارات التى أضافتها هذه التجربة لك فنيًا وإنسانيًا؟ - العمل مع الأطفال يحتاج مهارات خاصة لأنه أصعب ما يكون وأسهل ما يكون فى نفس الوقت، وأى مرحلة فى حياتى تعلمت منها شيئًا وتزيد من ثقلى على كل المستويات هى خبرات متراكمة ومن يكون له تنوع فى خبراته يتعرف أكثر ويتعلم أكثر ويبدع أكثر، هكذا هى الحياة، تحديدًا تلك المرحلة وخلال تعاملى مع الأطفال كثيرًا تعلمت مثلا أن أقدم دورا مثل «تيسير» فى مسلسل «طلعت روحى» تلك الشخصية القريبة جدًا فى جوهرها من الأطفال وبراءتهم، أيضًا أضافت لشخصيتى طول البال والصبر، ومخارج الألفاظ السليمة ومهارات التحكم فى «تون» الصوت، والقدرة على تقليد كل الأصوات والشخصيات واللكنات. • ما الذى أضافه لك خالد جلال فى مشوارك الفنى؟ - المخرج المبدع خالد جلال إضافة لأى فنان خاصة لو كان فى بداياته يؤسسه جيدًا، خالد جلال بداية «كل حاجة حلوة» بدأت فى حياتى الفنية، وبالإضافة إلى أنه مسرحى عظيم، فهو أيضًا تسويق كبير لأى فنان لأن أى عمل يقدمه تقريبًا مصر كلها تراه، وأيضًا النجوم الكبار من الفنانين ونجوم المجتمع والسياسيون، يعشقون مسرح خالد جلال.