أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    الضرائب: يمكن تقسيط المستحقات على 4 دفعات وبدون فوائد    "تحققوا قبل النشر".. هاني يونس يكشف حقيقة شائعة تصدير واستيراد المانجو    بينهم الشرع، الخزانة الأمريكية تصدر ترخيصا عاما بالتخفيف الفوري للعقوبات على سوريا    الحالية أكثر| 77 عامًا على النكبة.. وفرصة أخيرة لحل الدولتين    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    رفض الشق المستعجل.. رد جديد من المحكمة الرياضية بشأن شكوى بيراميدز    إجراء أخير من بيراميدز بعد رفض المحكمة الرياضية طلبه بشأن مباراة القمة    "ثنائي الأهلي ومغربي".. 3 لاعبين في بيراميدز حصدوا ذهب أبطال أفريقيا قبل نهائي صن داونز    تأهل 13 لاعبًا مصريًا لربع نهائي بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    حبس ميكانيكي طعن سائق في شبين القناطر    حريق هائل بعقار في الدرب الأحمر ووقوع مصابين    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    سباق سيارات ينتهى بحادث تصادم فى دمياط وإصابة 3 أشخاص    تامر حسني يغني مع رضا البحراوي أغنية "المقص" لايف للمرة الأولى (فيديو)    الفيلم الفلسطينى كان ياما كان فى غزة يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان    رحيل محمد لخضر حمينة بالتزامن مع اليوبيل الذهبى لحصوله على سعفة مهرجان كان    بعد ولادتها بأيام.. دينا داش تعلن خضوعها لعملية جراحية وتطلب الدعاء    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة "كريت" اليونانية    اليونيسف: دخول 107 شاحنات لغزة أمر لا يكفي مطلقا إزاء الوضع الكارثي بالقطاع    ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري ل"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة    جهاز مستقبل مصر: نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنهاية 2027    حريق هائل في شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر.. وشهود عيان: يوجد ضحايا    مالك "أم چي هير الأمريكية": هتشوفوا إبداعات في صناعة الاستشوار ومكاوي الشعر    اليوم.. منتدى القاهرة ل«التغير المناخى» يحتفل بمرور 100 عام على فعالياته بين مصر وألمانيا    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    النسخة الأفضل مِنكَ    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    مسابقة ال30 ألف معلم.. أسماء المقبولين في وظيفة مدرس مساعد بالمنوفية    ننشر أسماء المقبولين في وظيفة «معلم مساعد» بالمنوفية| صور    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 24 مايو 2025    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    محافظ كفر الشيخ: إعادة تشغيل 50 معدة نظافة متهالكة بدسوق    وزارة الخزانة الأمريكية تصدر ترخيصًا بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    ارتفاع حالات الحصبة في الولايات المتحدة وسط مخاوف من انتشار واسع    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    حزب الإصلاح والنهضة: نؤيد استقرار النظام النيابي وندعو لتعزيز العدالة في الانتخابات المقبلة    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعمة الجهل!!
نشر في صباح الخير يوم 25 - 01 - 2011

- كلما عرفت أكثر ازداد همك واشتد ألمك وهاجمتك العلل والأمراض تماماً مثل الطبيب الذى يشعر بكل الأعراض التى يقرأ عنها فى كتب الطب.. ربما أكثر بكثير من المريض نفسه الذى يعانيها..
- وأفضل الجهلاء الذين لا يدرون جهلهم، ولا يدرون أنهم لا يدرون، ويكرهون كل شخص يسألهم أو يثير نقاشاً معهم. يريدون البقاء على ما هم عليه، مفضّلين الاغتباط بالتفاهات. متبعين قول الشاعر:
فلما رأيت الجهل فى الناس فاشيا.. تجاهلت حتى قيل لى أنت جاهل
- أما جهل الغيب فهو الآخر نعمة عظيمة من نعم الله علينا تجعلنا فى ارتباط دائم به، وتوكل وخوف ورجاء واحتساب لأننا نجهل القادم فيما يخصنا ومن حولنا.
- وكل الأطباء والخبراء يقدمون لنا النصيحة ابتعد عن الفكر الذى يجلب لك الهم وبعده العديد من الأمراض المزمنة.. والتقرير الذى نشره الطبيب الإسبانى فرانشيسكو خورسيه فلوريه عضو جمعية الصحافة الإسبانية يؤكد أن هناك مجموعة من الأمراض والاضطرابات القلبية الخطيرة، والقلق النفسى والتوتر وارتفاع ضغط الدم وانفجار المخ، ومشاكل الجهاز الهضمى وأيضاً التنفسى.. وكلها أمراض تقصف العمر.. وهذا كله بسبب العلم والمعرفة.
- اعرف؛ تشقى.. ونحن أبناء العالم المسمى بالثالث همومنا كثيرة، يكتوى بنارها الأكثر معرفة والأشد التصاقاً بغرف المعلومات.. فكثير من المعلومات الآن تثير الألم والحزن خاصة تلك التى لاتملك إزاءها سوى التسليم والندم على السعى لمعرفتها. - وإذا كنا نقول إن معدلات الأعمار فى تناقص فذلك لأن وسائل المعرفة تتزايد والمسافات بيننا وبين الحقائق تتلاشى.
- وزمااان.. كان يوجد عمالقة يمثلون القدوة والمثل للصبية الصغار.. والآن.. عرفنا أكثر واقتربنا أكثر.. اختفت الهالة التى يصنعها الجهل والدهشة التى يدعمها بعد المسافات؛ فظهروا أمامنا مجرد بشر مثلنا محملين بالأخطاء والعيوب والفضائح والسوءات: لصوص، انتهازيين، عراة من الموهبة والشرف.
- العلم إذن هو الذى سرق من أبناء جيلنا القدوة والمثل، وأضاع من بين أيدينا عمالقة ونابغين عظاما استمتعت الأجيال السابقة بوجودهم بينهم ولا شىء سوى الجهل وعدم وجود قنوات للمعرفة، صنع هذه المتعة.
- فأنت عندما تفهم كيف تعمل الأشياء تفقدها هالتها السحرية وغموضها وقدرتها على ملء فراغات حياتك عندئذ تفقد كل الأشياء قيمتها الرمزية السحرية السابقة وتصبح الحياة أمراً عارضاً مكرراً عندئذ قد تحسد الجهلاء على جهلهم والأطفال على طفولتهم وتتمنى لو لم تعلم يوما.
- والعلم هو الذى أوجد السلاح والآفات والمجاعات والحروب وكل مظاهر المعاناة الإنسانية سببها العلم والمعرفة.. هى مربوطة بالشر والأنانية فى الإنسان تلك الغريزة التى نمتها شعوب تلو شعوب وزادت الطين بلة وجاءت على الأخضر واليابس.. ولم يسلم منها المتعلم المتحضر الواعى أو الجاهل المتخلف.
ولكن المتعلم قرأ وعرف ووعى فتألم وهذه هى الكارثة التى حاول سقراط منذ القرن الخامس قبل الميلاد تفاديها فقال: «كل ما أعرفه أنى لا أعرف شيئا». وقول المتنبى من بعده: ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله .. وأخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ
- وهؤلاء بالطبع ليسوا من الجهلاء أو السفهاء، بل هم من العلماء والحكماء، وما قولهم هذا إلا بعض من الحكمة التى اكتسبوها من دراستهم فى ميادين العلم والفلسفة والشعر والاجتماع. ومثلهم قول الشاعر الإنجليزى غراى (من الحماقة أن تصطنع الحكمة حيث يعتبرالجهل نعمة).
- هل صدقتمونى إذن؟ الجهل نعمة كبرى.. والمعرفة نقمة هذا العصر.. ونصيحة لاتسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسوؤكم، نصيحة غالية جداً ومفيدة للغاية.. وكلما كثرت وسائل المعرفة وسهل انتقال المعلومات كثرت تلك الأشياء التى تسوء وتشقى.
- انظروا إلى ذلك الرجل البسيط الفقير الذى لايعرف من أمور الدنيا من حوله إلا حاجاته الأساسية البسيطة، ليس لديه دش يرى عن طريقه شعوباً مرفهة ولايسمع عن وجود تليفزيون ينقل إليه حياة سكان القصور ولا أنباء الصراعات والحروب فى بلدان بعيدة أو قريبة، ولا يعرف شيئاً عن الصحف إلا أنها أشياء تصلح للفرد على الأرض لتحجز الأتربة عن طعامه البسيط، هل تظنون أن مثل هذا الرجل قد جرب التوتر والقلق والأمراض الكثيرة التى نعانيها نحن أصحاب المعرفة والعلم؟!
- هل مايزال هناك شك فى صحة كلامى؟ أنت وشأنك.. أما أنا فقد عرفت وندمت، ولكن بعد فوات الأوان وحيث لاينفع الندم الذى وياللهول جلبته المعرفة أيضاً.؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.