«عربة الفول»التى تظهر فى شوارعنا قبيل الإفطار ليأخذ الصائمون سحورَهم من العصر، ويعود صاحب عربة الفول إلى بيته ليتناول فطوره، ويبدأ فى الإعداد لعربة اليوم التالى،أصبحت طقسًا جديدًا للسحور فى الهواء الطلق، فى الكثير من مناطق السهر والتنزّه الجديدة. «عربة الفول» أصبحت عنوانًا لمكان السهر فى رمضان، بعيدًا عن انتظار المسلسلات وإعلاناتها المملة أمام شاشات التليفزيون، وبعض المحلات الشهيرة أصبحت تقدم عروضها حول عربة الفول، حتى إن كانت ديكورًا حول الأطباق المختلفة من الفول، إلى جانب الكثير من الأماكن الأثرية الشهيرة التى ارتبطت بالسحور مثل شارعَى المعز والحسين. وأسعار وجبات السحور «معقولة» بالنسبة لأغلب الأُسَر، بالمقارنة بوجبة الإفطار، فالأسعار تبدأ من 10 جنيهات حتى 30جنيهًا للفرد فى الأماكن المميزة، والسهر طبعًا يبدأ مبكرًا، حتى قبيل الفجر. فى منطقة السيدة زينب، حيث الازدحام الشديد، لتناول السحور من الفول والعِجّة، والبيض، والبطاطس، والبصل الأخضر، والسَّلاطة، والطعمية، من «أحمد خورشيد»، والمعروف بمَلك السحور بالسيدة، الذى يعتبر أحد مشاهير الفول داخل القاهرة، وسط أجواء رمضانية من الاحتفال والفرح. وقال خورشيد: «الفول لو مش حلو، الزباين مش هيجولنا»، وإنه فى رمضان يبدأ عمله من بعد صلاة العصر «لأن فى ناس كتيرة بيشتروا الفول للإفطار وأيضًا المَخلل بجميع أنواعه». أمّا وقت السحور فيكون الإقبال متزايدًا عليهم، حيث يقومون بفَرش مقاعد أمام العربة حتى يتمكن الزبائن من تناول سحورهم فى الهواء الطلق. محمد سيد، صاحب إحدى عربات الفول، المشهور فى هذا المجال خلال السنوات السبع الماضية، يحكى عن تجربته قائلًا: «نستعد للشهر الكريم بالفول البلدى، ونشتغل على مدار اليوم، لنجهز الأكلات فى النهار ونقدمها فى الليل، و«عربة الفول بتبقى زحمة سواء فول أو بطاطس أو طعمية أو العِجّة الفرنساوى». فى مدينة نصر خلطة سِرّية من: فول وبيض وموتزريلا وزيتون وفلفل وفى منطقة مدينة نصر هناك الكثير من المطاعم التى تقدّم السحور فى الهواء الطلق أمام المحل على ترابيزات متراصة بجواره، وأشهرها ترابيزات عم بشندى، التى يحب المهندس مصطفى السحور عنده، لأنه يرى أنه مختلف عن باقى المحلات التى تقدّم الفول. يقول مصطفى: «رغم الزحام الشديد، الأكل بينزل طازة بطازة بس ده لو عرفت توصله أصلاً، خصوصًا أن زحمة اللى عايزين يتسحروا فى نفس الوقت هتخليك تفتكر أنهم بيوزعوا الأكل ببلاش وده مش صح طبعًا». وأضاف: من أهم الأطباق التى تميزه الفول مع البيض مع الخلطة السرية الخاصة من الموتزريلا والزيتون والفلفل، وبعض من المكونات يصعب التعرف عليها، وأيضًا طبق الفول الذى يقدم مضروبًا مع الطحينة أو سندوتشات. من صيدلى إلى أشهرمحل فول لا يعرف الكثيرون أن «حمادة شيراتون» صاحب محل الفول الشهير بمنطقة مصر الجديدة كان صيدلانيّا، ولكنه حوَّل مجاله من الصيدلة إلى عربة الفول، فى البداية عمل على عربية فول، وبعد النجاح الذى تلقّاه تحولت عربة الفول إلى مطعم يلقى إقبالًا شديدًا على مدار العام ويتضاعف الإقبال فى شهر رمضان. من الحادية عشرة حتى أذان الفجر، يزداد الإقبال حول وجبة السحور، وفى كل رمضان يقدم المطعم «افتكاسة جديدة» ليتميز عن باقى المحلات الأخرى، ففى رمضان العام الماضى قدّمنا فول بالكاتشب الذى لاقَى إعجاب الكثيرين، ولزائرى رمضان الحالى مفاجآت جديدة.
